بتهديد جبهة تيغراي بالزحف نحو أديس أبابا.. إثيوبيا تعلن حالة الطوارئ
أعلن مجلس الوزراء الإثيوبي حالة الطوارئ في كافة أرجاء البلاد، في وقت دعت فيه سلطات العاصمة أديس أبابا سكان المدينة للاستعداد للدفاع عن الأحياء التي يقيمون فيها بعد إحراز قوات جبهة تحرير شعب تيغراي تقدما شمالي البلاد عقب معارك مع القوات الحكومية، وقالت الجبهة إنها قد تزحف نحو العاصمة.
وقالت إدارة العاصمة أديس أبابا اليوم الثلاثاء في بيان نشرته وكالة الأنباء الإثيوبية، إن السكان يجب أن يستخرجوا تراخيص بحمل أسلحتهم، وأن يتجمعوا في الأحياء السكنية من أجل حمايتها.
وجاء في البيان أن السلطات تجري تفتيشا من بيت إلى بيت في العاصمة، وتلقي القبض على من وصفتهم بمثيري الاضطرابات، وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أمس الاثنين أن قوات الأمن اعتقلت عدة أشخاص من إقليم تيغراي في العاصمة.
وصدر نداء سلطات العاصمة بعد أن قالت جبهة تحرير شعب تيغراي إنها سيطرت على عدة بلدات خلال الأيام الأخيرة، وإنها تفكر في الزحف على أديس أبابا، التي تبعد نحو 400 كيلومتر عن مواقعها المتقدمة شمالي إثيوبيا.
مكاسب للجبهة
من جانب آخر، قال جيتاتشيو رضا المتحدث باسم جبهة تحرير شعب تيغراي اليوم الثلاثاء إن الجبهة سيطرت على بلدة بوركا في إقليم أمهرة المجاور لإقليم تيغراي. وكان المتحدث نفسه صرح أمس الاثنين بأن قوات الجبهة سيطرت على مدينتي ديسي وكومبولتشا في إقليم أمهرة شمالي البلاد، وهما مدينتان إستراتيجيتان وتقعان على بعد قرابة 400 كلم شمال أديس أبابا.
وليل أمس الاثنين، قالت قوات الجبهة إنها انضمت إلى مقاتلين من قوات في إقليم أورومو يقاتلون الحكومة المركزية أيضا. والأورمو هم أكبر مجموعة عرقية في إثيوبيا.
وعقب سيطرة الجبهة على عدد من المناطق في الأيام الأخيرة، حض رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أمس مواطنيه في رسالة نشرها على فيسبوك على استخدام “أي سلاح ممكن لصد جبهة تحرير شعب تيغراي وإسقاطها ودفنها”، وشدد آبي أحمد على أن “الموت من أجل إثيوبيا هو واجب علينا جميعا”.
الوضع الإنساني
وفي سياق متصل، قال المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان اليوم الثلاثاء إن بلاده منزعجة من تدهور الوضع الإنساني في الشمال الإثيوبي، وحث جميع أطراف الصراع على إيجاد سبل لوقف التصعيد والسماح بدخول المساعدات.
وقال فيلتمان في تصريحات للصحفيين إن بلاده ترى علامات على حدوث مجاعة قريبة شمالي إثيوبيا، وإن القيود الحكومية هي التي تمنع في أغلب الأحوال وصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها.
واندلع الصراع بين القوات الحكومية والجبهة في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني 2020 عندما استولت قوات موالية لجبهة تيغراي على قواعد عسكرية في إقليم تيغراي الحدودي مع السودان، وردا على ذلك أرسل رئيس الوزراء مزيدا من القوات إلى المنطقة.
وتسبب الصراع في معاناة نحو 400 ألف شخص في إقليم تيغراي من المجاعة، كما أودى بحياة آلاف المدنيين وأجبر أكثر من مليونين ونصف المليون على النزوح عن ديارهم.