ارتفاع عدد القتلى في السودان وإجراءات أمنية مشددة ودعوات لإضراب عام لقطاع التعليم
استمرار الوجود المكثف للقوات المشتركة وسط العاصمة السودانية، الخرطوم، وفي مداخل الجسور والمؤسسات الحكومية. وأنه يتم السماح للمُشاةِ بعبور الجسور بعد خضوعهم لعمليات تفتيش.
وكانت لجنة أطباء السودان المركزية قد أعلنت سقوط 3 قتلى في مدينة أم درمان بعد إصابتهم بالرصاص.
وقالت اللجنة إن ما لا يقل عن 100 متظاهر أصيبوا، في أم درمان والخرطوم بحري والقضارف. وأضافت أن المتظاهرين في المدينة، ومناطق أخرى من الخرطوم تعرضوا لإطلاق الرصاص الحي.
من جانب آخر، أعلنت اللجنة وفاة متظاهر كان قد أصيب في الخرطوم بحري ليلة 28 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، مما يرفع عدد القتلى منذ إجراءات الجيش إلى 11.
وأمس تظاهرت حشود من السودانيين تحت عنوان “مليونية 30 أكتوبر”، رفضا لقرارات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وللمطالبة بتسليم السلطة إلى المدنيين.
وأُطلقت النيران حين تقدمت قوات الأمن باتجاه المتظاهرين بالقرب من مبنى المجلس التشريعي في أم درمان، كما أطلقت قنابل الغاز المدمع لتفريق الحشود، وهو ما أدى إلى حالات إغماء بين المتظاهرين.
وإلى جانب العاصمة الخرطوم، خرجت مظاهرات أمس في مدينتي الأبيض ونيالا (غربي السودان) لرفض قرارات البرهان وللمطالبة بالدولة المدنية.
وخرجت مظاهرات أيضا في مدينة القضارف (شرقي السودان) للمطالبة بالحكم المدني، كما تظاهر سودانيون في كوستي (جنوبي البلاد) رفضا لقرارات قائد الجيش.
وفي ولاية النيل الأبيض (جنوب) نظم موظفو شركة بابكو لخطوط أنابيب النفط وقفة احتجاجية في حقلي الجبلين وأم دباكر رفضا لقرارات قائد الجيش.
ودعت لجنة المعلمين السودانيين في بيان، كافة المعلمين إلى الدخول في إضراب عن العمل في جميع ولايات السودان اعتباراً من اليوم الأحد.
وأعلن تجمع المصرفيين السودانيين، استمرار الإضراب والعصيان، في جميع المصارف.
من جهته، قال المستشار الإعلامي لقائد الجيش السوداني للجزيرة، إن 12 فردا من الجيش أصيبوا، نتيجة اعتداء المتظاهرين عليهم بالحجارة.
في المقابل، قالت الشرطة إنها لم تستخدم الرصاص في فض المظاهرات وإن أحد أفرادها أُصيب بطلْقٍ ناري يَجري التحقق من مصدره، مشيرة إلى أن نبأ مقتل اثنين من المتظاهرين بالرصاص الحي بمدينة أم درمان نُقل من مصادر غير دقيقة.
واتهمت الشرطة بعض المتظاهرين بالخروج عن السلمية مما استدعى استخدامَ الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
وشددت الشرطة على أنها تتوخى سلامة المتظاهرين وحماية مؤسسات الدولة باستخدامِ الحد الأدنى من وسائل فض الشغب.
وقد بث ناشطون سودانيون مشاهدَ جوية لمظاهرات في الخرطوم، خرجت ضمن احتجاجات 30 أكتوبر التي دعت إليها قوى سياسية ومدنية، تعبيرا عن رفض الإجراءات التي أعلنها الجيش.
وطالب وزراء قوى الحرية والتغيير في الحكومة المعزولة شباب الثورة بالحرص على السلمية وألا يقبلوا جرهم إلى العنف.
واعتبر البيان أن من سماهم الانقلابيين يستهترون بمكاسب الشعب ويتلاعبون بأمنِه بسبب مصالحهم ومخاوفهم الذاتية.
ودعا القوات النظامية إلى عدم استخدام العنف لتفريق المتظاهرين السلميين.
وقال الوزراء إنهم قبلوا على مضض الشراكة مع من سموهم الانقلابيين لتقليل كلفة الدم والتهيئة للانتقال نحو الديمقراطية.
واتهم البيان من سماهم الانقلابيين بفض هذه الشراكة، مؤكدا أنهم لن يجدوا من يقبل الشراكة معهم سوى الذين يشاركونهم الخوف من الشعب لجناية اقترفوها، حسب تعبير البيان.