طلاب يتناولون الشاورما مجانًا بفضل تقليد “الطّعام المعلّق” الموروث من العهد العثماني
أَبرَمَ مُحسنٌ لم يُفصح عن اسمه، اتفاقا مع بائع شاورما يتبرع من خلاله بأجرة سندويشات الشاورما بهدف تقديمها مجانا للطلاب في حي “أرغنكو”، حيث بدأ البائع بتوزيعها معلّقًا لافتةً على زجاج دكانه تقول:” يمكن للطالب تناول الشاورما المُعلّقة”.
وقد تفاجأ الطلاب الذين لم يكونوا على علم بفكرة الشاورما المعلقة، عند إخبارهم بأن طعامهم مجانا.
وصرح بائع الشاورما خليل أوزدمير للصحفيين، بأنّ الطلاب سعداء بتطبيق “الشاورما المعلقة”، كما دعا الجميع للتبرع وفعل الخير، وقال: “تقبل الله من إخواننا المحسنين، وأتمنى أن تستمر كل أنواع الخير وتزداد”.
أشار أوزدمير، إلى تفاجؤ الطلاب عند رفض أخذه المال منهم، وقال: “أقول لهم بأنني لا آخذ المال من الطلاب مقابل الطعام الذي دفع المحسنون ثمنه، ويتفاجأ الطلاب، و يطلبون منا مواصلة مثل هذه الأعمال الخيرية، مما يُسهم بدعمنا نحن البائعين وأبناءنا الطلاب”.
من الجدير بالذكر بأن تقليد “الخبز المعلق” يعود للعهد العثماني، حين كان المحسنون يشترون خبزا ويعلّقونه بالأفران ليأخذه الفقراء والمحتاجون دون إحراج. وقد تطورت أشكال الخبز المعلق بمرور الأيام، فقد انتشرت في تركيا الفواكه والخضروات المعلقة وأيضا البقوليات والمواد الغذائية المعلقة، كما انتشر عبر الموقع التركي الشهير “yemek.com” متاجر الأحياء المروجة للخبز المعلق، تحمل عنوان: “دعونا نساعد الأشخاص المشردين الذين لا يمكنهم شراء الخبز”.
كما أنشأ أوغوزهان جانيم، مؤسسة اجتماعية تسمى “Askidenevar” قبل 10 أعوام، تعد أول مؤسسة تركية تجمع بين تقليد “الخبز المعلق” ومنصات التواصل الاجتماعي، تهدف لربط طلاب الجامعات المحتاجين بالشركات الداعمة، كما تحتفظ المؤسسة بروح التقاليد القديمة بإخفاء هوية المحتاج، حيث يمكن للطالب المحتاج النقر على زر للحصول على وجبة مجانية من المطاعم المشاركة، ويوجد أكثر من 150 ألف طالب منضمين للمؤسسة.