تعليقات لساسة موريتانيين عن أفغانستان يصادرها الفيسبوك
علق عدد من كبار الساسة الموريتانيين على مواصلة القوات الأمريكية انسحابها من أفغانستان، بالتوازي مع تساقط البلدات والمدن والولايات الأفغانية في قبضة حركة طالبان.
وأكد الوزير سيدي محمد ولد محم أن خروج الأمريكيين من أفغانستان يشكل تطورا وبداية مرحلة جديدة من الصراع قد تعيده إلى المربع الأول في حال ظلت قواعد اللعبة تدار بشكلها التقليدي، حيث أن أهمية أفغانستان في نظر صانع القرار الأمريكي لا تتجاوز كونها توفر وقود الصراع ومسوغات التدخل، لذلك فالذين يتصورون أن الأمريكان خرجوا من أفغانستان مهزومين هم الذين تصوروا يوما بأن أمريكا جاءت هناك للقضاء على إرهاب هي من صنعه، ولتوفير الديموقراطية والرفاه لبلد ظلت دوما وراء كل مئاسيه.
وقال: لا جديد في الموضوع غير استكمال ما بدأه الرئيس أوباما بضبط حركة طالبان التي أنتجتها المخابرات الباكستانية (فرع وكالة الاستخبارات الأمريكية الأهم بوسط آسيا والعالم الإسلامي) على إيقاع محدد يخدم في النهاية ما تريده السياسة الأمريكية ولا يمكن أن يخرج عليه، ويُبقي على الأزمة وعوامل التوتر قائمة.
وأضاف الوزير ولد محم: حركة طالبان لا يمكن أن تشكل عامل استقرار أو تنمية في المنطقة، ولا تمتلك بالمطلق آليات ذلك، ووصولها للسلطة في بلد تمزقه الصراعات العرقية والدينية ويعبث به تجار المخدرات وسماسرة السلاح لن يزيد جراحه إلا نزيفا، وسيزداد الوضع سوءً حتى يتحول التدخل من مجرد عملية احتلال دعت إليها أحداث ١١ سبتمبر إلى مطلب أفغاني وإقليمي وربما بمظلة أممية، وساعتها سندرك أن التعامل مع الانسحاب الأمريكي من العراق وأفغانستان بمنطق النصر والهزيمة أمر لا يعبر بدقة عن الحالة هناك.
وعلق السياسي الإسلامي الموريتاني البارز محمد جميل منصور هو الآخر على تطورات الوضع في أفغانستان، وقد كلفه ذلك إغلاق صفحته على الفيسبوك لمدة شهر.
وقال: لقد لوحظ تطور في الخطاب والأداء السياسيين لحركة طالبان، دون أن يعرف حجم تأثير هذا التطور على فكرها ومواقفها التي أحرج بعضها في الماضي، وعموما أتوقع أن طالبان اليوم ليست طالبان الأمس، فالتجربة والسياسة ثم الحكم وتحدياته ستترك آثارها دون شك.
وأكد محمد جميل أنه لا يمكن للإنسان المسلم إلا أن يفرح بهزيمة الأمريكان وحلفائهم في أفغانستان، ولا يمكنه إلا أن يرتاح لانتصارات حركة طالبان التي أظهر الشعب الأفغاني التفافه حولها.
ومن ناحية أخرى، يضيف الكاتب، لا مناص من التحفظ على الوصول إلى السلطة بالقوة، لأن لذلك منطقه وما يستتبعه.