حكومة كابل تطلب من إسلام آباد ضرب طالبان وعمران خان يكشف التفاصيل
رغم أن الرئيس الأفغاني أشرف غني يؤكد يوميا على تمسكه بالحل السلمي فإن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان كشف مؤخرا أنه طلب منه التدخل عسكريا لوقف تقدم حركة طالبان.
وجاء حديث خان وسط تسارع انهيار القوات الحكومية أمام زحف طالبان، وبالتوازي مع جهود دبلوماسية في واشنطن والدوحة وطهران وبكين وموسكو للبحث عن حل سلمي للصراع.
وكشف رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان أنه رفض طلبا للرئيس الأفغاني بتنفيذ عمل عسكري من جانب جيش باكستان ضد حركة طالبان.
وكانت حركة طالبان عززت مؤخرا وجودها على الحدود مع باكستان، وبدأت أمس الثلاثاء جباية الضرائب من التجار عند معبر رئيسي بين البلدين، مشددا على أن باكستان لن تلجأ أبدا لاستخدام القوة العسكرية.
ولم يكتف خان برفض التدخل العسكري المباشر ضد طالبان، بل رفض أيضا التورط الأمني في الأزمة.
وقال خان “طلبوا منا إيقاف عبور المقاتلين من باكستان إلى أفغانستان، ونحن قلنا أن يخبرنا الأفغان من أين يعبر المقاتلون وسنتخذ إجراءات بحقهم، ونعلم أن نصف أفغانستان تحت سيطرة طالبان ولا حاجة لها باستخدام أراضي باكستان”.
وطرح الرئيس الأفغاني قضية التعامل مع عائلات مقاتلي طالبان المقيمة في باكستان.
وكان رد خان أيضا حاسما في هذا الجانب، إذ شدد على رفضه سجن هذه العائلات، وذلك لتفادي تعقيد العلاقة مع طالبان.
وقال خان إن “وجود تلك العائلات مكننا من الضغط على طالبان وإقناعها بالتفاوض مع الأميركيين، فلو سجنا عائلاتهم لما استجابوا لنا”.
وأضاف “الحكومة الأفغانية تريد منا تنفيذ عمل عسكري ضد من يتعاطف مع طالبان أو ضد قادة طالبان المقيمين هنا، ولكن، موقفنا واضح، سنفعل كل شيء سوى استخدام القوة العسكرية”.
ويتسق هذا الموقف مع تصريحات سابقة شدد فيها خان على أن التدخل عسكري لن يقود للاستقرار في أفغانستان.
التنازل والانتصار
وقال رئيس الوزراء الباكستاني إن الولايات المتحدة الأميركية أفسدت الأمور في أفغانستان، وإنها بحثت عن حل عسكري في أفغانستان، ولجأت بعد ذلك إلى التفاوض مع طالبان لإيجاد حل سياسي.
وأضاف خان في مقابلة مع قناة “بي بي إس” (PBS) الأميركية أن الولايات المتحدة اضطرت للتفاوض مع طالبان بعد أن شعرت بعدم نجاح حلولها العسكرية.
واعتبر أن موقف الولايات المتحدة كان ضعيفا حين دخلت في التفاوض مع حركة طالبان، مشيرا إلى أن حركة طالبان تعتبر انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي من أفغانستان انتصارا لها.
ورأى أنه من الصعب للغاية مطالبة طالبان بتقديم تنازلات، وأن أفضل حل لأفغانستان هو إجماع سياسي يشمل جميع الأطراف.
وأوضح أن استمرار الحرب الداخلية في أفغانستان لفترة طويلة يعني تواصل تدفق اللاجئين إلى باكستان.
وأكد خان أن بلاده ترغب في أن تكون شريكة للولايات المتحدة الأميركية في تحقيق السلام والاستقرار، وليس في الحرب.
وتصاعد مستوى العنف في أفغانستان منذ مطلع مايو/أيار الماضي مع انسحاب القوات الأميركية من البلاد، ومن المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب المقبل، وفق ما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن.
وسينهي هذا الانسحاب تدخلا عسكريا استمر 20 عاما في البلد الفقير منذ أن أطاح تحالف عسكري دولي بقيادة واشنطن في 2001 بحكم طالبان، لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة الذي تبنى هجمات بالولايات المتحدة في سبتمبر/أيلول من ذلك العام.
تعليق جريدة العربي الأصيل:
حكومة كابل أحقر وأذل من أن تطلب من باكستان ضرب طالبان، فالذي طلب ذلك هم الأمريكان، يعني يريدون أن تحارب باكستان حركة طالبان نيابة عنهم، ثم تقدم النصر إذا انتصرت لهم، طبعا من سابع المستحيلات أن تنتصر باكستان على حركة طالبان التي هزمت أمريكا وأذلتها.