المغرب يشتري طائرة “كورال” الأكثر تطوراً بمنظومات الحرب الإلكترونية التركية
وقّع المغرب على عقد لشراء منظومة “كورال (KORAL)” الخاصة بالحرب الإلكترونية، محلية الصنع من إنتاج شركة “أسيلسان” الرائدة في مجال الصناعات الإلكترونية الدفاعية.
إلى جانب الأسلحة والمركبات المحلية التي تطورها شركات الصناعات الدفاعية التركية في مختلف المجالات البرية والجوية والبحرية، تُنتج أيضاً أنظمة حديثة ومتطورة خاصة بالحرب الإلكترونية، مثل منظمة “كورال” التي تُستخدم من أجل التشويش واختراق وقطع الاتصالات وخداع الرادارات المُعادية، وفي بعض الأحيان تعطيلها وشل قدرتها على رصد الأهداف والأجسام.
ويشهد قطاع الصناعات الدفاعية في تركيا ذروته في السنوات الأخيرة، حيث تمكنت الشركات التركية من اقتحام سوق تصدير المنتجات العسكرية، وأصبحت تنافس كبرى الشركات العالمية من حيث الجودة والتكلفة، خصوصاً بعد أن أثبتت تفوقها على الأسلحة الروسية والفرنسية في أكثر من ساحة صراع إقليمية ودولية، في سوريا وشمال العراق فضلاً عن ليبيا وأذربيجان.
ففي أواخر عام 2019 بلغت صادرات تركيا من الصناعات الدفاعية قرابة 3 مليارات و38 مليون دولار أمريكي، وهو الرقم الذي أهّل أنقرة لتشغل المرتبة رقم 14 بين العواصم الأكثر تصديراً للأسلحة في العالم.
ولا يكاد يمر يوم جديد حتى نسمع عن صفقة تصدير جديدة قامت بها شركة دفاعية تركية لإحدى الدول، كان آخرها الخبر الذي تداوله موقع “هسبريس” المغربي، والذي أشار إلى أن المغرب يمضي في خيار تعزيز سيادته العسكرية باقتنائه منظومة الحرب الإلكترونية “كورال” من شركة أسيلسان، عملاق صناعة الدفاع التركية.
منظومة الحرب الإلكترونية “كورال”
“كــورال (KORAL)” هو نظام للحرب الإلكترونية محلي الصنع من إنتاج شركة “أسيلسان” الرائدة في مجال الصناعات الإلكترونية الدفاعية. النظام المحمول فوق شاحنة عسكرية، مصمم للتشويش ولتعطيل الرادارات المعادية ولقطع الاتصالات واختراقها. وقبل دخوله الخدمة ضمن سلاح الجو التركي أواخر عام 2015، نجح في اجتياز قرابة ألف اختبار منذ بدء تصميمه وتصنيعه في عام 2009، حيث أثبت قدرته على إحداث أعطال كبيرة في الأنظمة الدفاعية المعادية.
والنظام عبارة عن وحدتين أساسيتين، الأولى مختصة في الدعم والكشف ومراقبة الرادارات المعادية ويطلق عليها اسم (ES System)، والأخرى (System ET) مختصة بالتشويش وخداع الرادارات المستهدفة وتعطيلها عن العمل، الوحدتان محملتان على على شاحنتين عسكريتين، يمكن أن تكون المركبات متباعدة لمسافة تصل إلى 500 متر، والتواصل عن طريق كابلات الألياف البصرية. والنظام يحتاج إلى شخصين من أجل تشغيله.
وإلى جانب مهمة النظام الأساسية المتمثلة في اختراق وتعطيل رادارات العدو التقليدية والمعقدة، المستخدمة في نطاقات برية وبحرية وجوية، فإن لنظام “كورال” المقدرة أيضاً على التشويش على الطائرات والدبابات، وتفجير الصواريخ وإعادة توجيهها إلى أماكن خالية، فضلاً عن قدرته على تعطيل رادارات منظومات الدفاع الجوي والتشويش على الصواريخ المنطلقة منها. وبحسب بعض المصادر فإن مدى النظام يبلغ 90 ميلاً أي نحو 150كم، فيما أشارت مصادر أخرى إلى أن المدى قد يصل إلى نحو 500كم. يشوش كورال على الطائرات والدبابات في الوقت ذاته.
منظومة متفوقة
وصلت تركيا إلى مرحلة متقدمة في تصنيع وتطوير واستخدام أنظمة الحرب الإلكترونية، وأضحت من الدول القليلة جداً التي تُنتج مثل هذه الأسلحة بإمكانات محلية، فإلى جانب منظومة “كورال” التي نتحدث عنها في هذا التقرير، فقد تسلم الجيش التركي قبل أسابيع منظومة “سنجاق” التي تُعد من فئة الجيل الجديد الخاصة بالحرب الإلكترونية من صناعة شركة “أسيلسان” التركية.
وتُقدم منظومات الحرب الإلكترونية من أمثال “كورال” ميزة مهمة لبقية الأسلحة والأنظمة التركية المستخدمة في ساحات القتال. فإذا ما استعرضنا الأسباب التي كانت وراء تفوق المسيّرات التركية على أنظمة الدفاع الجوي الروسية الحديثة من طرازي (Pantsir) و(Tor -M2) فوق أكثر من ساحة صراع إقليمية ودولية، نجد أن نجاح المسيّرات بالتحليق فوق أنظمة الدفاع وتدميرها دون قدرة الأخيرة على رصدها يعود إلى العمل بتوافقية مع منظومة “كورال” التي قامت بالتشويش وتعطيل رادارات منظومات الدفاع الروسية.
وأواخر عام 2015، عندما أسقطت تركيا المقاتلة الروسية التي اخترقت أجواءها، حاولت روسيا الثأر من خلال إسقاط مقاتلة تركية، ولأجل ذلك نصبت منظومتها المتطورة للدفاع الجوي “إس 400” في قاعدة حميميم على الأراضي السورية، إلا أن نشر تركيا لمنظومة “كورال” على الحدود السورية حال دون تحقيق روسيا لهدفها. إذ لم تنجح المنظومة التركية بالتشويش على رادارات “إس 400” وحسب، بل أوقفت تحليق المقاتلات الروسية والأمريكية بالقرب من الحدود التركية بفضل قدرات “كورال” المهولة على التشويش.
المغرب وجهة للصناعات الدفاعية التركية
أصبحت تركيا وجهة جديدة يسلكها المغرب من أجل تنويع مصادر تسليح قواته العسكرية، وذلك ضمن مساعيه الرامية لتخفيف اعتماده على الولايات المتحدة الأمريكية، المزود الأكبر والرئيسي للمغرب بالأسلحة.
وفقاً للخبر الذي تداوله موقع “غلوبال دفينس كورب” المتخصص في الصفقات العسكرية في 24 يونيو/حزيران الماضي، والذي أشار إلى أن المغرب وقع عقداً مع شركة “أسيلسان” التركية بقيمة 50.7 مليون دولار أمريكي من أجل الحصول على منظومة الحرب الإلكترونية من طراز “كورال” بين عامي 2023 و2024.
وبحسب موقع “الصحيفة” المغربي، فإن هذه الصفقة تأتي بعد قيام المغرب بالتوقيع على اتفاقية شراء 13 طائرة من دون طيار من طراز “بيرقدار تي بي 2” ومعداتها الأرضية من شركة “بايكار” التركية، بقيمة وصلت إلى 65 مليون دولار أمريكي، وذلك من أجل تعزيز مكانة المغرب في ميزان القوى العسكرية مع الجزائر والبوليساريو خاصة.
وفي وقت سابق من العام الجاري اشترى المغرب “دون إعلان” عدداً من مدرعات (Ejder Yalcin) من صناعة شركة “نورول” التركية للصناعات الدفاعية، وذلك لتدعيم قواته الخاصة.