قتلى باقتتال قبلي في بورتسودان وإحراق سوق شعبية وتفجير نادٍ رياضي
قُتل أربعة أشخاص على الأقلّ في انفجار بنادٍ رياضي في مدينة ساحلية سودانية على البحر الأحمر، حسبما أفادت “لجنة أطباء السودان المركزية” الأحد، بعد سلسلة أعمال عنف شهدتها المنطقة مؤخراً.
ووقع الانفجار في ساعة متأخرة مساء السبت بنادٍ رياضي مزدحم في بورتسودان.
وقال شهود إن مسلحين مجهولين على دراجة نارية نفذوا هجوماً مسلحاً في المكان ترافق مع الانفجار، ولم يتضح على الفور من يقف وراء الهجوم.
وقالت “لجنة أطباء السودان المركزية” في بيان: “انفجرت عبوة في نادي الأمير، مُوقِعة أربعة قتلى”، مشيرة إلى أن ثلاثة أشخاص أُصيبوا أيضاً بجروح بطلقات نارية وجرَّاء عملية طعن.
وتابعت اللجنة: كانت هناك محاولة أخرى لاستهداف فندق في المدينة لكنها باءت بالفشل، بلا تفاصيل.
وأعلنت السلطات المحلية في بيان الأحد أنه قُبض على أحد المهاجمين، فيما تَجمَّع عشرات الأحد أمام مبنى النيابة العامة في المدينة، مطالبين باحالة المتسببين في ما حصل إلى القضاء.
وفي سياق متصل أحرق مجهولون الأحد سوق حي “أبو حشيش” في مدينة بورتسودان شرقي السودان، في تجدد لاشتباكات قبلية، حسب ناشط محلي.
وقال خالد محمد نور، وهو ناشط في منظمات مجتمع مدني، لوكالة لأناضول، إن مجهولين غاضبين أحرقوا سوق حي أبو حشيش في بورتسودان.
ولم يصدر على الفور بيان عن السلطات، ولم تتوافر معلومات بشأن حدوث خسائر بشرية أو أضرار مادية.
وأضاف نور: يبدو أن حرق السوق جاء رداً على إلقاء عبوة ناسفة مساء السبت على نادي الأمير (الرياضي) في حي سلبونا”. وتابع: “بورتسودان تعيش هدوءاً حذراً، جراء أحداث العنف الحالية.
ووقع انفجار السبت بعد سلسلة من أحداث العنف في المدينة شملت هجمات على قوات أمن في اليوم الذي سبق الانفجار.
وأشار رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الأحد إلى ضرورة فرض إجراءات أمنية صارمة، وأكد في بيان مكتوب صادر عن مكتبه فرض إجراءات أمنية صارمة على الأرض لوقف التفلتات وإلقاء القبض على كل من يثبت تورطه في أحداث العنف.
وقررت الحكومة المركزية إرسال وفد إلى بورتسودان يضمّ وزيرَي الداخلية والعدل ووزيرَي الصحة والنقل إضافة إلى قادة الأجهزة الأمنية.
ونقل البيان عن وزير الداخلية عز الدين الشيخ قوله إن قوات مشتركة ستتوجه في الحال إلى الولاية للسيطرة على الوضع وتحقيق الأمن الكامل للمواطنين.
وتظاهر عشرات في حي سلبونا الذي وقع فيه التفجير، وحي أبو حشيش المجاور له.
وأكّدت الحكومة المحلية فشل محاولة تفجير فندق بالمدينة، مشيرة إلى انفجار القنبلة قرب مولّد للكهرباء، دون أن يتسبب في وقوع ضحايا أو جرحى.
وذكرت السلطات أن شخصاً قُتل فجر السبت، في شجار وقع في مركبة للمواصلات العامة، مما أدَّى إلى إغلاق طريق رئيسي في المدينة، إذ سمع صوت إطلاق الأعيرة النارية.
وألقت لجنة الأطباء، وهي نقابة مستقلة، باللائمة على “الفتنة القبلية” في واقعة السبت، وحضّت قوى الأمن على التدخل، لكن محللاً أشار إلى أن الانفجار محاولة “لتوسيع رقعة ” الصراع القبلي.
ورأى الصحافي أمين سناده المقيم في المدينة أن “الانفجار عمل إرهابي يهدف إلى خلق فوضى، تقوده أطراف أجندتها إعاقة التحوُّل الديمقراطي”، مشيراً إلى أن ما حدث “محاولة لتوسيع رقعة الصراع بإدخاله إلى أحياء ظلت طيلة ثلاثة الأعوام” الماضية خارجه.
ومنذ نحو ثلاث سنوات يدور صراع بين مجموعات قبلية في بعض الأحياء الجنوبية الفقيرة في بورتسودان، أطرافها قبيلة البني عامر، إحدى قبائل البجه، وأفراد من قبائل النوبة الذين تعود أصولهم إلى منطقة جنوب كردفان في وسط البلاد.
وفي أغسطس/آب 2020، أعلنت السلطات السودانية مقتل 32 شخصاً وإصابة 98 آخرين، وإلقاء القبض على 72 متهماً في أحداث قبلية شهدتها بورتسودان.
ومنذ القدم يعيش السودان صراعاً قبلياً، بخاصة بين القبائل العربية والإفريقية، لأسباب منها النزاع على أماكن الرعي والمياه وملكية أراضٍ.
وسرعان ما تتحول النزاعات إلى اقتتال دموي بين الأطراف المتناحرة، بسبب انتشار السلاح في أيدي المواطنين.