شغف الكولومبيون بالمسلسلات التركية
حققت المسلسلات التلفزيونية التركية، التي تثير اهتمام الملايين في أنحاء العالم، نسبة متابعة عالية بمجرد عرضها في كولومبيا، إحدى دول أمريكا الجنوبية، وتحولت إلى جسر ثقافي بين البلدين.
ويتم في كولومبيا، بث بعض المسلسلات التركية في ساعات محددة وبشكل يومي على مدار أيام الأسبوع، ما يوفر للكولومبيين فرصة للاجتماع حول شاشة التلفزيون ومتابعة المسلسلات المعروضة بكثير من الاهتمام.
هذا الاهتمام، دفع الكثير من الكولومبيين لإطلاق أسماء تركية على الأطفال حديثي الولادة، استلهاما من المسلسلات التلفزيونية التركية التي سجلت نسبة متابعة عالية. وفق وكالة الأناضول.
وقالت ديوني مارتينيز، ربة منزل تعيش في مدينة ميديلين (شمال شرق)، ثاني أكبر مدن كولومبيا، إنها تستمتع منذ سنوات عديدة بمشاهدة المسلسلات التركية، وقد أكملت بالفعل مشاهدة العديد منها مؤخرا.
وذكرت مارتينيز في حديث لوكالة الأناضول، أن أكثر التفاصيل اللافتة للنظر أثناء مشاهدة المسلسلات التركية هو تجنبها إثارة مواضيع الجنس والعنف، واعتمادها على الإيحاء.
وتابعت: نشاهد هذه المسلسلات التلفزيونية مع أفراد عائلتنا وأصدقائنا، وتتميز بتجنبها عرض المشاهد الدموية والجنسية قدر الإمكان، وتقدم للمتابعين سردا تاريخيا وثقافيا مختلفا بالنسبة لثقافتنا.
الشاي وأكوابه
وأوضحت مارتينيز أنه بعد إدراكها اهتمام المجتمع التركي الكبير بالشاي، طلبت من بعض أصدقائها الأتراك تذوق هذا المشروب التقليدي في تركيا.
وقالت: لقد اكتسبنا الكثير من العادات التركية في منزلنا. أحضر لنا أصدقاؤنا الشاي التركي وأكوابه، وأصبح حاليا أحد أكثر المشروبات المستخدمة في المنزل.
ولفتت مارتينيز الى أن المسلسلات التلفزيونية التركية تتعامل باحترام مع القيم العائلية والتقليدية، وتقدم للمتابعين أمثلة إيجابية عن بنية الأسرة التركية وعاداتها، معربة عن إعجابها بتعلق الشعب التركي بعقيدته وأرضه.
بدورها، رأت كريستيان جاليانو لوبيز (23 عاما)، الطالبة في كلية الطب وإحدى المتابعين للمسلسلات التلفزيونية التركية، أن الكولومبيين من أكثر الشعوب متابعة وإعجابا بالمسلسلات التركية.
وأعربت لوبيز عن إعجابها الشديد بالمسلسلات التلفزيونية التركية، والعواطف المرهفة التي تثيرها مثل الألم والسعادة والحزن من أجل الحب والعائلة.
وأكدت أنها متحمسة لتعلم شيء جديد من الثقافة التركية في كل مرة تشاهد فيها المسلسلات التلفزيونية التركية، مضيفة أنها دائما ما تشعر بالفضول الشديد لمعرفة الأحداث التي ستجري في الحلقة التالية.
من جهته، قال إدواردو جاليانو، مواطن كولومبي يدير محل بقالة في مدينة ميديلين: لقد تأثرت كثيرا بالتنوع التاريخي غير العادي الذي أراه في المسلسلات التركية.
وتابع جاليانو لمراسل الأناضول: القصص الدرامية في المسلسلات التركية، تعرض كما لو أنها حقيقية وعلى قدر عالٍ من الواقعية، إضافة إلى الجمال الجغرافي لمواقع التصوير. المسلسلات التركية تبدو مختلفة تماما عن تلك التي شاهدتها من قبل.
الطبيب المعجزة
وذكرت إيزابيل أربوليدا، وهي ربة منزل تعيش في حي “بيلو” بمدينة ميديلين، أنها دأبت على متابعة المسلسلات التركية منذ سنوات عديدة.
وأردفت: الدراما التركية تركز على القصة والعناصر الدرامية. وبالطبع، الممثلون الأتراك لديهم أيضا كفاءة وذكاء رائعان.
ولفتت أربوليدا الى أن المسلسل التلفزيوني التركي المفضل لديها هو “الطبيب المعجزة ” (Mucize Doktor)، مشيرة أن كولومبيا تعتبر من أكثر دول أميركا اللاتينية متابعة للمسلسلات التركية.
وأضافت أن من المسلسلات التركية التي تتابع باهتمام في البلاد “جَسور والجميلة” (Cesur ve Güzel)، و”فضيلة خانم وبناتها” (Fazilet Hanım ve Kızları)، و”ويبقى الحب” (Bin Bir Gece)، و”العشق الأسود” (Kara Para Aşk)، و”إزل” (Ezel)، و”الطبيب المعجزة” (Mucize Doktor)، و”القرن العظيم” (Muhteşem Yüzyıl)