مبتكر برنامج مكافحة الفيروسات جون مكافي ينتحر في زنزانته بإسبانيا
عثر على جون مكافي، رجل الأعمال الأميركي ومبتكر أحد أشهر برامج مكافحة الفيروسات الإلكترونية، ميتًا داخل زنزانة في سجن في مدينة برشلونة الإسبانية. وذلك بعد ساعات فقط على صدور موافقة من محكمة إسبانية بترحيله إلى الولايات المتحدة لمحاكمته في قضية التهرب من الضرائب، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي.
وقالت وزارة العدل في كاتالونيا إن أطباء السجن حاولوا إسعافه لكنهم لم ينجحوا، وأعلنت في بيان أن “كل شيء يدل” على انتحار جون مكافي.
وكانت شركة مكافي (Mcafee) خلف إصدار أول برنامج في الأسواق لمكافحة فيروسات أجهزة الحاسوب، وساهمت في إطلاق صناعة عادت بمليارات الدولارات، قبل أن تنتقل ملكيتها لشركة إنتل (Intel) في صفقة تجاوزت قيمتها 7.6 مليارات دولار.
وألقي القبض على مكافي في إسبانيا في أكتوبر/تشرين الأول 2020، واتهم بعدم الالتزام بدفع العائدات الضريبية على مدى 4 أعوام، رغم كسب الملايين من العمل الاستشاري والمشاركة في المحاضرات ومن العملات المشفرة وبيع حقوق كتابة قصة حياته.
واتهمت وزارة العدل الأميركية جون مكافي بالتهرب الضريبي عبر تحويل دخله إلى حسابات مصرفية أخرى وحسابات لصرف العملة المشفرة بأسماء أخرى، كما اتهم بإخفاء ممتلكات من بينها يخت وعقارات خلف أسماء أشخاص آخرين.
ووافقت المحكمة الإسبانية صباح أمس الأربعاء على ترحيله إلى الولايات المتحدة لمواجهة التهم الموجهة إليه.
وذكر موقع “بي بي سي” أن صحيفة “إلباييس” (Elpais) نشرت في موقعها أن مكافي زعم دائما أنه ضحية مؤامرة للنيل منه، لكنه -بحسب الصحيفة- لم يقدم “دليلا واضحا” على أنه يحاكم لأسباب سياسية أو عقائدية.
وبرز اسم جون مكافي -المولود في غلوسترشير في بريطانيا- عند تأسيس شركته وإطلاق برنامج “مكافي فيروس” في الثمانينيات.
ورغم كونه رائدا في مجال أمن أجهزة الحاسوب، فإن مكافي أقر سابقا لـ”بي بي سي” أنه لم يستخدم برنامجه أو أي برنامج حماية آخر على الأجهزة التي يملكها.
وفي حديث لمراسل “بي بي سي” ليو كيليون عام 2013، قال مكافي “أحمي نفسي دائما عبر تغيير عنوان بروتوكول الإنترنت باستمرار، وعدم إدخال اسمي في أي جهاز استخدمه، وعدم زيارة مواقع إلكترونية قد تكون مصدرا للفيروس”، وأضاف “مثل المواقع الإباحية”.
وكان مكافي قد تقدم بعروض ليصبح مرشح الحزب الليبرتالي (Libertarian Party’s) في الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2016 و2020 ولكنها فشلت. وأعرب في 2019 عن ازدرائه للضرائب، وغرّد على تويتر قائلا إنه لم يقدم إقرارات ضريبية عن 8 أعوام لأن “الضرائب غير قانونية”، وفي العام نفسه احتُجز لفترة وجيزة في جمهورية الدومينيكان بزعم إدخال أسلحة إلى البلاد.