إرهابي مسيحي يقتل أسرة مسلمة في كندا وغياب الإدانات الغربية والتغطية الإعلامية
قالت الشرطة الكندية إن أفراد الأسرة المسلمة الأربعة، الذين قُتلوا دهسا، الأحد، في منطقة لندن بإقليم أونتاريو تم استهدافهم عمدا في جريمة كراهية معادية للإسلام.
وذكرت وسائل إعلام كندية أن سلطات التحقيق في مدينة أونتاريو وجّهت 4 تُهمٍ بالقتل بحق شاب كندي دهس الأسرة المسلمة بشاحنة؛ ما أدى إلى مصرع 4 من أفرادها، كما وجّهت تهمة خامسة للشاب ناثانيل فيلتمان (NATHANEL VELTMAN)، وهي الشروع بقتل فرد خامس من أفراد الأسرة نفسها، وهو طفل يعاني من إصابات خطيرة بسبب الحادث.
وقال مسؤول أمني إنه من المحتمل أن توجّه لمنفذ الهجوم اتهامات بالإرهاب.
ونجا فرد واحد من الأسرة صبي (9 سنوات)، وهو الآن في المستشفى، حيث وصف الأطباء حالته بأنها خطيرة؛ لكنها لا تهدد حياته.
من جهته، قال المجلس الوطني لمسلمي كندا إنه يشعر بالأسى العميق بعد دهس عائلة مسلمة كانت في نزهة بمدينة أونتاريو الكندية، ودعا المجلس -في تغريدة على تويتر- إلى تحقيق العدالة في هذا الحادث، الذي قال إن دافعه الكراهية.
الإسلاموفوبيا
ودعا المجلس الوطني للمسلمين الكنديين إلى التعجيل بالقضاء على ظاهرة الإسلاموفوبيا عقب جريمة الدهس، التي اعتبرتها السلطات المحلية “عملا متجذرا من أعمال القتل الجماعي ضد المسلمين”.
وقال رئيس المجلس، مصطفى فاروق، هذا هجوم إرهابي على الأراضي الكندية، ويجب التعامل معه على هذا الأساس.
من جهته، قال مسؤول الجالية المسلمة، المحامي نواز طاهر، “يجب أن نواجه ونقضي على الإسلاموفوبيا، اليوم وليس غدا، من أجل أطفالنا وعائلتنا ومجتمعاتنا”.
ووصف رئيس البلدية، إد هولدر، الحادث بأنه عمل من أعمال القتل الجماعي، التي ارتكبت ضد المسلمين، لقد كان متجذرا في كراهية لا توصف.
3 أجيال
وأصدرت أسرة الضحايا بيانا حددت فيه أسماء أبنائها القتلى؛ وهم سلمان أفضل (46 عاما) زوجته مديحة (44 عاما) ابنتهما يمنى (15 عاما) والجدة (74 عاما)، والتي تم حجب اسمها، مضيفة أن الفتى “فايز” إصابته بالغة وتم نقله إلى المستشفى.
وقال البيان “كل من يعرف سلمان وبقية أفراد عائلة أفضل، يعرفون الأسرة النموذجية التي كانوا عليها كمسلمين وكنديين وباكستانيين”. لقد عملوا بجد في مجالاتهم وتفوقوا. كان أطفالهم من الطلاب الأوائل في مدرستهم، وكانوا مرتبطين بقوة بهويتهم الروحية (الدينية)”.
وأوضحت صفحة لجمع التبرعات على الإنترنت أن الأب “كان معالجا طبيعيا ومحبا للكريكت، وأن زوجته كانت تحضر درجة الدكتوراه في الهندسة المدنية بجامعة ويسترن بلندن، وأن ابنتهما كانت تنهي الصف التاسع، وكانت الجدة “ركيزة من أركان الأسرة”.
ودعت الأسرة -في بيانها- الجميع إلى الوقوف ضد الكراهية و”الإسلاموفوبيا”، مضيفة “هذا الشاب الذي ارتكب هذا العمل الإرهابي تأثر بجماعة يرتبط بها، ويجب على بقية المجتمع اتخاذ موقف قوي ضد هذا، من أعلى المستويات في حكومتنا إلى كل فرد من أفراد المجتمع”.
وقال زاهد خان، وهو صديق للعائلة، إن الضحايا 3 أجيال من العائلة نفسها، هم جدة وأب وأم وابنة مراهقة، وذكر أن الأسرة هاجرت من باكستان منذ 14 عاما “وكانوا أعضاء مخلصين ومحترمين وكرماء في مسجد لندن”.
وتابع، وهو يغالب دموعه المنهمرة بالقرب من موقع الجريمة، “لقد كانوا بالخارج في نزهة على الأقدام، وكانوا يخرجون كل يوم”.
وقال صديق آخر لعائلة الضحايا، ويدعى قاضي خليل، إنه اعتاد رؤية الأسرة كل يوم خميس، عندما كانوا بالخارج في نزهة ليلا، مضيفا أن العائلات تعيش بالقرب من بعضها البعض، وتجتمع أيام العطلات “لقد دمرني هذا من الداخل تماما”.
هجوم مدبر
وأوقفت الشرطة المحلية المشتبه به، وهو شاب يدعى ناثانيال فيلتمان (20 عاما) ووضعته قيد الاحتجاز، وذكرت وسائل إعلام محلية أن سلطات التحقيق بمدينة أونتاريو وجهت له 4 اتهامات بالقتل من الدرجة الأولى.
من جهته، قال المحقق بول وايت إن الشرطة لم تحدد ما إذا كان المشتبه به عضوا في أي “جماعة كراهية معينة، وإن شرطة لندن تعمل مع الشرطة الفدرالية والمدعين لمعرفة (تهم الإرهاب المحتملة)”. لكنه رفض الكشف عن أدلة تفصيلية تشير إلى جريمة كراهية محتملة، مكتفيا بالقول “إن الهجوم كان مدبرا”.
في هذه الأثناء، قام نحو 10 من ضباط الشرطة بتمشيط المنطقة المحيطة بموقع الحادث بحثا عن أدلة، وقال قائد الشرطة ستيفن وليامز “نعتقد أن الضحايا استهدفوا بسبب دينهم الإسلامي”.
ويقال إن كندا تشتهر بالترحيب بالمهاجرين عموما ومن جميع الأديان؛ لكن عام 2017، قام كندي فرنسي معروف بانتمائه اليميني المتطرف بإطلاق النار في مسجد بمدينة كيبك؛ مما أسفر عن مقتل 6 مصلين.