17 قتيلا وجريحا في حادث ثأر بصعيد مصر
وقع خلاف تجاري بين شخصين ينتمي أحدهما إلى عائلة “السعدية” والآخر إلى عائلة “العوامر” في قرية “أبو حزام” بمركز نجع حمادي التابع للمحافظة.
وتصاعد الخلاف ليطلق الثاني النار على الأول فيرديه قتيلا، لتقرر عائلة القتيل الانتقام الذي لم يحدث بالشكل المعتاد في السابق بحيث يتم قتل مرتكب الجريمة نفسه أو أحد أفراد عائلته، وإنما حدث بشكل شديد البشاعة.
مقتل أبرياء
ابن القتيل جمع أبناء عمومته وحملوا السلاح من أجل الانتقام، وأخبرهم شخص أن سيارة ميكروباص تابعة لعائلة العوامر خرجت من نجع حمادي، فانتظروها بمدخل القرية ثم أمطروها بالرصاص باستخدام 4 بنادق آلية.
لكن بفحص هوية الضحايا تبين أن الميكروباص يضم 16 شخصا ينتمون إلى 5 عائلات مختلفة، وبينهم أطفال ونساء، حسب شاهد العيان، وليس قاصرًا على عائلة العوامر فحسب.
سابقة خطيرة
إطلاق النار العشوائي على سيارة ركاب يعد سابقة خطيرة في حوادث الثأر، خاصة مع تسببه في مقتل نساء وأطفال، حيث تمنع موروثات مجتمعية وشعبية قتل النساء في حوادث الأخذ بالثأر، وتبقي عليهم خارج دائرة الانتقام.
ما يزيد من سوء الموقف أن أغلب الضحايا من عائلات أخرى، بخلاف العائلتين المتشاجرتين، مما يهدد بتوسيع دائرة الثأر والانتقام في القرية التي تشتهر مع قرى مجاورة لها بتكرار حالات الثأر، حتى أطلق على المنطقة لقب قرى “الحديد والنار”.
وما يزيد من الانتقام المتوقع منظر جثث الضحايا، التي ظلت ساعات متناثرة على قارعة الطريق، غارقة في الدماء، بسبب إطلاق النار المستمر، حتى تمكنت سيارات الإسعاف من دخول القرية ونقلها إلى مشرحة مستشفى قنا الجامعي.
حصار أمني
قوات الأمن نجحت في وقف إطلاق النار بين العائلتين، وفرضت كردونا أمنيا بينهما، وقامت بضبط عدد من المتهمين في الحادث، وانتشرت العديد من السيارات المصفحة وتشكيلات وجنود وضباط الأمن المركزي بمختلف شوارع القرية خشية تجدد الاشتباكات مرة أخرى.
كما عززت الشرطة وجودها في مستشفى قنا الجامعي، ومركز شرطة نجع حمادي، لحماية جثث القتلى والمصابين، حتى انتهى الطبيب الشرعي من معاينة القتلى، وإصدار السلطات تصاريح الدفن.
وسيطر الهدوء الظاهري على القرية، لا يقطعه إلا عويل السيدات والأطفال على فراق ذويهم في الحادث، والذي سُمع صداه في أكثر من مكان، كون القتلى من 5 عائلات مختلفة.