الكرم عند العرب والتعليق على المقرضين
نشر احدهم هذه الصورة على الإنترنت وجعل منها مادة للسخرية من العرب في العموم وأهل الجزيرة على وجه الخصوص، وقال كلام كثير ليس مجال لذكره هاهنا، ولكنني أقول له ولأمثاله ممن يحاولون إيجاد أي شيء للطعن واللمز والسخرية من أسياد العالم “العرب” قوم رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي قال عليه السلام فيهم:
رواه الطبري أنه – صلى الله عليه وسلم – قال: إن الله أختار خلقه، فأختار منهم بني آدم، ثم أختار بني آدم فأختار منهم العرب، ثم أختار العرب فأختار منهم قريشا، ثم أختار قريشا فأختار منهم بني هاشم، ثم أختار بني هاشم فاختارني منهم، فلم أزل خيارا من خيار، ألا من أحب العرب فبحبي أحبهم، ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم.
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم:
إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من بني كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم.
والعرب هم أكثر الأمم التي حقدت عليها الأمم الأخرى، وخاصة “الفرس” لهدمهم إمبراطوريتهم المجوسية ونشر الإسلام فيها. وأيضا السبب الرئيسي للكره والحقد على العرب لأن خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم كان من العرب.
وتعليقا على الصورة أقول:
الكرم صفة من الصفات الأصيلة في المجتمع العربي، سواء كان ذلك قبل الإسلام أو بعده. والعربي عندما يكرم ضيفة ويبالغ بالإكرام يحس بسعادة بالغة، وأهل البادية في السابق كانوا يوقدن نارا كبيرة ليراها العابرون ليضيفوهم. والعربي يتنافس مع قومه عند قدوم الضيف لضيافته.
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أكرم الخلق، لدرجة أنه نحر 70 بعيرا ليطعم الناس. وأمرنا بذبح الجمال والخراف لنكرم بها الضيوف.
حتى أن الله سبحانه وتعالى قال: “وصلي لربك ونحر).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليكرم جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليكرم ضيفه – رواه البخاري ومسلم.
نعم صورة الجياع مؤلمه، ولكن هذا لا يعني أن لا يكون العربي كريما ويبالغ بالكرم.
ومشكلة الجياع في أفريقيا لم يصنعها العرب بل صنعها المحتل الغربي الصليبي ليستولي على خيرات أفريقيا، فعندما كان العرب هم أسياد العالم لمد 600 سنة لم تجوع أفريقيا ولا غيرها، لدرجة انه في أيام أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لم يجدوا محتاج يقبل الزكاة.
انتبهوا…. الكرم شيء ومساعدة الفقراء في أفريقيا وغيرها شيء آخر.
ومن قال لكم أن من صنع هذه المائدة الموجودة في الصورة والذي انتقدتموه اشد الانتقاد ولمزتم به وسخرتم منه لم يساعد أهل أفريقا الجياع.
هل تعلم عزيزي القارئ أن أكثر وأكبر المنظمات الخيرية في أفريقيا من أهل الجزيرة العربية، هل نسيتم الدكتور عبد الرحمن السميط العربي الأصيل رائد العمل الخيري في أفريقيا، وأن هذه المنظمات تحصل على تبرعات هائلة من أهل الجزيرة وغيرهم،،،
أخوتي لا تستغربوا من كرم العرب، فهي صفة متأصلة في دم العربي الأصيل،، استغربوا فقط عندما يكون العربي كريما على نفسه فقط،،
ولا يعيب الكرم إلا الوضاع.
وأقول لمن يكره العرب،، إن هذه المائدة لا يأكلها اثنان أو حتى خمسة فقط كما في الصورة ،، ولكن بعد أن ينتهي الضيف الرئيسي والتي عملت المائدة له،، توزع ما تبقي منها على الفقراء في الحي والأحياء المجاورة، والعاملين الذين قاموا بتهيئة هذه الموائد العامرة.
نعم اليوم وبحكم انتشار الخير بين الناس، خاصة في الجزيرة العربية، لم يعد أحد محتاج إلا القليل منهم، فترمي كثير من بواقي الموائد، ولكن أهل الخير هناك ولحل هذه المشكلة أسسوا بنك الطعام ووظيفته جمع الطعام الباقي من الموائد العامرة بصورة صحية وتوزيعه على الفقراء والمحتاجين في عموم البلاد.
وفي الختام أقول:
اللهم لا تجعلنا نتخلى عن عادة الكرم والتي توارثناها كابر عن كابر وأيدها ومدحا رسولنا الكريم محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي.
حمد الخميس