إطلاق مشروع بمدينة إسطنبول لتأسيس مرجعية للمخطوطات العربية
شهدت مدينة إسطنبول التركية قبل أيام افتتاح “دار المخطوطات” بإشرافٍ مِن “وقف السلطان أحمد” و”معهد نور الهدى” في تركيا.
“لو كانت المخطوطاتُ مملكةً، لكانت إستانبول عاصمةً لها”، بهذه الكلمات في كتيّبُها التعريفي، تُفسِّر “دار المخطوطات” اختيارها إسطنبول مقرّاً لها.
وعلى خلاف ما تُوحي به عبارة “دار” التي تُشير، أكثر ما تُشير، في الاستخدام الثقافي المُعاصِر، إلى دُور النشر، فإنَّ “دار المخطوطات”، تبدو مشروعاً ثقافياً يُحاوِل أنْ يكون شاملاً في مجاله؛ من خلال الجمع بين النشر والتوثيق والتدريب والنشاط والبحث والعلمي. وفق صحيفة العربي الجديد.
وضمن ذلك، يكشف المشروع عن مجموعةٍ من الأهداف التي يقول إنه يسعى إلى تحقيقها؛ مِن بينها تغيير طبيعة النظر إلى المخطوط ليُقيَّم على أنه كائن تاريخي بالغ الخصوبة، واستعادةُ حضوره في الثقافة العربية والإسلامية وإخراجه من الأزمة التي يعيشها، وإحياء ثقافة المخطوط وتطويرها.
ويقول القائمون على الدار إنها تسعى لأن تكتسب في المستقبل القريب صفة “المرجعية” في كل ما يتّصل بالمخطوط العربي، من خلال “اقتراح مشروعات مبتكرة، والالتزام بأعلى المعايير والضوابط العلمية والمنهجية، والتفاعُل مع المؤسّسات التراثية وعقد شراكات معها، وتوظيف منجزات العصر التقني إلى أبعد مدى.
مِن بين المشاريع التي أعلنت عنها “دار المخطوطات”: استحداثُ خزانة مخطوطات رقمية ضخمة مدعومة بقاعدة بيانات تشمل نصف مليون مخطوط عربي، بمعدَّل خمسين ألف مخطوط كلّ عام، إلى جانب خزانة ورقية تضمُّ الكتب المتعلّقة بعلوم المخطوط العربي من فهرسة وتحقيق وفنون ودروس ورقمنة وتشريعات، إضافةً إلى النصوص والمصادر الأساسية والمراجع التي يحتاجها الباحثون.
وتتضمَّن قائمة المشاريع أيضاً النشر التراثي، وإنشاء موسوعة للخط العربي، وإصدار دوريات متخصّصة، وإقامة مؤتمر سنوي في منتصف كلّ عام، إلى جانب أكاديمية علمية تمنح إجازات في علوم المخطوط؛ مثل تحقيق النصوص، وفهرسة، والخط، وصيانة المخطوط وفنون وادارته.
تضمّ هيئة أمناء الدار باحثين وأكاديميين من بلدان مختلفة؛ هم: فراز رياني من كندا، ومحمد أحمد مصري وفيصل الحفيان وفخر الدين قباوة وحسن العثمان من سورية، وإسماعيل حقي طومان وأحمد طوران أرسلان وعلي كورت من تركيا، وبشار عواد معروف وإدهام الحنش من العراق، وأحمد شوقي بنيبن من المغرب، وعبد الحميد مدكور من مصر.
كما تضم عبد الصمد روميرو من إسبانيا، وعبد الله الغنيم من الكويت، وعبد الحميد هرامة من ليبيا، وعبد الهادي كنث من أميركا، وعفيفي العكبتي من بريطانيا، وعلي كنث من الولايات المتحدة، وهيرشيلر كونراد من ألمانيا، وحميد الله أمينوف من أوزبكستان، ومحمد باذيب من اليمن، ونور راشد الكاندهلوي من الهند.