عناصر التسوية في سوريا يرفضون أوامر روسية لقتال تنظيم الدولة الإسلامية
تتجه الأوضاع في درعا نحو التوتر بسبب رفض عناصر من “اللواء الثامن” التابع لـ”الفيلق الخامس” المدعوم روسيا التوجه نحو البادية السورية، لقتال تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي التفاصيل، أكدت مصادر متطابقة أن روسيا أرسلت في غضون الأيام الأخيرة نحو 300 عنصر من عناصر التسوية إلى خطوط المواجهات مع تنظيم الدولة الإسلامية في بادية السخنة بريف حمص الشرقي.
وأوضحت أن حالة الاستنفار هذه أنتجت حالة من التمرد بين عناصر التسوية (الفيلق الخامس)، مما اضطر روسيا إلى احتواء الموقف، بحيث لا يخدم التصعيد في الوقت الحالي الذي يسبق الانتخابات الرئاسية، أجندات ومصالح روسيا والنظام.
وأكد الباحث في مركز “جسور للدراسات” وائل علوان، أن زج غرفة العمليات الروسية بـ”اللواء الثامن” المؤلف من عناصر التسويات في معارك البادية، أدى إلى تمرد عدد من عناصر اللواء، بسبب مخالفة ذلك لشروط التسوية التي رعتها روسيا في صيف العام 2018، حيث تتحدث شروط التسوية في حينها عن اقتصار خدمة العناصر في المنطقة الجنوبية فقط.
وأضاف: أن درعا حالياً تشهد أزمة تحاول روسيا تفاديها، بالتفاوض مع قادة “اللواء الثامن”، ويبدو أن الروس اضطروا إلى إعادة التنسيق مجدداً مع قيادات حزب الله الشيعي والمليشيات المدعومة من إيران، لاحتواء الموقف، علماً أن روسيا سعت خلال العامين الماضيين إلى تحجيم الدور الإيراني في الجنوب.
وأوضح علوان أن المليشيات الشيعية المرتبطة بإيران عادت إلى التمركز في نقاط أخليت سابقا على امتداد الحدود مع الأردن، وذلك بسبب الوضع الاستثنائي الحالي، وبسبب اضطرار روسيا إلى الحفاظ على مستوى استقرار نسبي قبل الانتخابات الرئاسية في سوريا.
من جانبه، لم يستبعد الناطق باسم “تجمع أحرار حوران”، أبو محمود الحوراني، أن يكون “اللواء الثامن” قد شهد تمرداً على الأوامر الروسية، التي تنص على المشاركة في المواجهات مع خلايا تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال: إن المعلومات التي لدينا تؤكد توجه 300 مقاتل من عناصر “اللواء الثامن” الذي يبلغ تعداده 1580 عنصراً، إلى البادية السورية.
أما الناشط الإعلامي محمد عساكره من درعا، فشكك بالأنباء عن وجود تمرد وعصيان للأوامر الروسية من قبل عناصر “اللواء الثامن”، مؤكداً أن عناصر اللواء امتثلوا للقرارات الروسية وتوجهوا إلى البادية السورية.
وكانت روسيا قد أطلقت حملة تهدف لتمشيط الحدود الإدارية بين محافظتي الرقة ودير الزور، بحثا عن خلايا التنظيم في المنطقة.
والاثنين، أكدت مصادر ميدانية مقتل ثلاثة عناصر من الفصائل المدعومة روسيا، إثر كمين نفذته خلايا عناصر تنظيم الدولة الإسلامية أثناء تمشيط محاور جنوب محافظة دير الزور.
ومن الواضح أن روسيا تحاول زيادة نفوذها في البادية السورية بمقابل مناطق النفوذ الأمريكي، أي المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وتشهد منطقة البادية السورية، انتشارا لخلايا تنظيم الدولة الإسلامية، وهي المنطقة الممتدة من ريف حمص الشرقي حتى الحدود مع العراق.