حزب الأفافاس يهاجم حركة الماك الانفصالية ويتوعد بالتصدي لمن يريد تفتيت الجزائر
قال الأمين الوطني الأول لجبهة القوى الاشتراكية “الأفافاس” المعارضة، يوسف أوشيش، أن حزبه “لن يقف مكتوف اليدين تجاه من يسعى لتفتيت” الجزائر “تحت أي مسمى كان”، في رسالة مباشرة لحركة “الماك” الانفصالية دون أن يسميها.
وقال يوسف أوشيش في كلمة له خلال نشاط حزبي السبت، إن “الأفافاس” لن يتخلى عن مسؤوليته التاريخية والوطنية في الإسهام مع كل قوى التغيير الخيرة في الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلامة الترابية للبلاد وشدد في رسالة مباشرة لأنصار الحركة الانفصالية بأن هذه الأرض (الجزائر) رسمت حدودها مترا مترا و حررت أراضيها شبرا شبرا بسيول من دماء الشهداء الذين بذلتهم كل مناطق الوطن، وبأن حزبه لن يقف موقف المتفرج تجاه مثيري النزعات والمتلاعبين بالحساسيات والمتخذين منها سجلا تجاريا لأغراض انتخابية أو لأغراض شخصية ضيقة.
واعتبر أوشيش أن النزوع لبعث الاستقطابات والنفث في الأيديولوجيات وإثارة النقاشات الخاطئة في هذا الوقت بالذات هي خدمات جليلة نقدمها للنظام حتى يتجدد على حساب مسار التغيير الجذري والسلمي وعلى حساب دولة الحق والقانون المنشودة.
ولقيت كلمة أوشيش إشادة واسعة من طرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين وصفوا موقف الحزب بالوطني والقوي. ويأتي هذا الموقف بعد الأحداث الأخيرة التي عرفتها منطقة القبائل، إثر اعتداء أنصار حركة “الماك” على قوات الأمن خلال إحياء ذكرى “الربيع الأمازيغي” بمدينة تيزي وزو. ووصفت الأحداث بالخطيرة، وارتفعت مطالب بتصنيف الحركة كحركة إرهابية، ولقت إدانة واسعة من طرف المواطنين ومن أحزاب سياسية. ويتمتع حزب “الأفافاس” الذي أسسه الزعيم الراحل حسين آيت أحمد بقاعدة نضالية واسعة بمنطقة القبائل.
وحذر أوشيش من الأوضاع الإقليمية المحيطة بالجزائر، حيث أكد أنها تواجه محيطا شرسا يحمل كل المخاطر وعبره تتكرر وتتوالى محاولات التدخل الأجنبية المهددة للسلامة الترابية والمزعزعة للسيادة الوطنية انطلاقا من حدودنا المفخخة والمشتعلة.
في المقابل، انتقد أوشيش مقاربة السلطة ومواصلتها خطتها الأحادية وفي استكمال أجندتها الانتخابية ورسكلة أساليب الحكم البائدة غير آبهة بالتطلعات الشعبية التواقة إلى الحرية، العدالة والكرامة وإلى غد أفضل. كما انتقد إخراج السلطة ما وصفها بـ”عصا القمع وإخراس الأصوات والتضييق على الحريات” ما يغذّي بحسبه التطرف والتعصب على حساب التهدئة وترسيخ مناخ الثقة ما يجعل الحل التوافقي المنشود يبتعد شيئا فشيئا.
ويرى أن الحل الأوحد للأزمة الوطنية المتعددة الأبعاد والأزمات المتفرعة عنها هو الحوار الوطني الشامل المستعجل الذي يجمع كل القوى الحية للمجتمع لإعادة بناء الإجماع الوطني ورسم خارطة طريق واضحة المعالم ومحددة الزمان تكون مخرجا للأزمة.
واعتبر الأمين الوطني الأول لحزب “الأفافاس” أن الأزمة التي تعيشها الجزائر “سياسية بامتياز، لكن بالمقابل لا يمكن بأي حال من الأحوال إنكار أثار الأزمة الاقتصادية ولعبها دورا في تعميق الأزمة السياسية المزمنة” . وحذر في هذا السياق من ارتهان الاقتصاد الجزائري للدوائر “المافياوية الظلامية التي تهيمن على نصف الكتلة النقدية للبلاد وتسيرها كما تشاء في السوق الموازية وفي نشاطاتها المتعلقة بالفساد بينما تجد المواطن لا يقوى إلا بصعوبة بالغة إلى الوصول إلى مرتبه أو معاشه”. كما حذر من وصفهم “بالمستثمرين في المآسي الشعبية” الذين ينتظرون اللحظة الأنسب لإطلاق الفوضى.
وكان حزب “الأفافاس” الذي يعتبر من أقدم الأحزاب المعارضة في الجزائر، قد أعلن عن مقاطعته للانتخابات النيابية المبكرة المزمع عقدها في شهر يونيو المقبل، ويدعو الحزب مقابل ذلك لحوار وطني شامل وتهيئة كل الظروف المناسبة لخوض الانتخابات.