عابر سبيل لإفطار الصائمين المسافرين بين المدن اليمنية
خمس سنوات مضت منذ انطلاق مبادرة “عابر سبيل” لإفطار الصائمين المسافرين من مدينة عدن جنوبي اليمن نحو مدن جنوبي ووسط اليمن الأخرى، ولا تزال المبادرة -التي بدأت بخمسة فتية منذ بدايتها عام 2016 قائمة- مستمرة في تحقيق هدفها في إطعام المسافرين من الصائمين نحو المدن الأخرى والذين يصادف مرورهم توقيت أذان المغرب.
في نقطة ريجل بمدخل مدينة الحوطة العاصمة الإدارية لمحافظة لحج 30 كلم شمال عدن، وقبل نصف ساعة من لحظة الإفطار وبرفقة عدد من الفتيان، يقف الشاب محسن الشيخ لتقديم أكياس صغيرة للمسافرين عبر المركبات المختلفة، يحتوي كل “قرطاس” (كيس) على 3 حبات من التمر وزجاجة ماء وعصير فاكهة وموزة.
آلية عمل عابر سبيل
يقول الشيخ، وهو عضو في مبادرة “عابر سبيل”، إن الآلية التي يتم بها تجهيز الإفطار اليومي تتم عن طريق 3 “ترامس” (صناديق بلاستيكية حافظة للحرارة)، واحد لخلط العصير، والثاني لحفظ الماء، والثالث يترك فارغا بهدف تعبئته لاحقا بالإفطار، أما التمر فيوزع على أكياس صغيرة، كل واحد منها يضم 3 تمرات.
ويبين الشيخ أن التكلفة المالية تتوزع بين عملية شراء العصير والماء ومواد التغليف، في حين يتم تخصيص جزء من التكلفة لوسائل النقل إلى مكان التوزيع، وشراء متطلبات من السوق، بالإضافة للتعاقد مع بائع ثلج طيلة الشهر الفضيل.
مبادرة “عابر سبيل” لإفطار الصائمين بدأت بفكرة تبناها في العام 2016 عدد من الشباب بمحافظة لحج جنوبي اليمن، عن طريق جمع الطعام من بعض المنازل مع حبات من التمر وقليل من الماء، والوقوف على الخط العام الذي يربط عدن بباقي المدن اليمنية لإفطار المسافرين الذين يمرون وقت أذان المغرب، بيد أن الإفطار في تلك الحقبة لم يكن بشكل يومي، ولكن متى ما توفرت متطلبات الإفطار.
البداية من منزل
ويقول عمار اليماني، مؤسس وصاحب هذه الفكرة، إن بداية هذه المبادرة الخيرية انطلقت بخمسة أشخاص فقط من أحد المنازل وبجهود ذاتية، قبل أن تنتقل مؤخرا عملية التنظيم والتجهيز للإفطار إلى إحدى المدارس بعد تزايد أعداد المتطوعين في السنوات الأخيرة من خلال التحاق مجموعة من الشباب بـ”عابر سبيل”.
ويضيف اليماني أنه كان لهم إسهامات متميزة في خدمة المبادرة من نواح عدة، فمنهم من يعمل في تجهيز المستلزمات، وآخرون يوزعون على الخط العام، في حين تبرع آخرون بوسيلة نقل لخدمة عابر سبيل وتوصيل متطلبات الإفطار للنقطة التي يقف فيها الشباب لتوزيع الإفطار على المسافرين.
ويتابع اليماني أن الهدف من إطعام الصائمين هو كسب الأجر دون التفكير في التكريم أو الإشادة، وإنما هو إطعام لوجه الله، مبينا أن عدد الأشخاص الذين يشاركون في التوزيع يوميا بين 8 و15 شخصا يقفون على مفترق الطريق التي تؤدي لمناطق يمنية عدة كصنعاء والضالع ويافع وتعز.
تكلفة المبادرة
ويعزو اليماني استمرار هذه المبادرة لسخاء الداعمين الذي أسهم في ازدياد الحالات المستهدفة، التي تتجاوز 120 حالة في اليوم الواحد بمتوسط شهري يتراوح بين 3300 و3600 صائما تقريبا في الشهر الفضيل من العابرين عبر الطريق التي تربط جنوب اليمن بشماله.
وتقدر المبادرة الشبابية “عابر سبيل” التكلفة الإجمالية لتجهيزات الإفطار اليومية بزهاء 20 دولارا، يتم منها شراء 4 صناديق عصير و4 صناديق ماء و12 كيلوغراما من الموز، إضافة لأكياس حرارية وثلج وكرتون ونصف الكرتون من التمر كنمط يومي لإعداد الإفطار لمسافري البر، بما يعادل 600 دولار كتكلفة شهرية.