اتفاقية سايكس بيكو
أدخلت الأُمة في ١٠٠ سنة من التيه والضياع.
جعلت الولاء والبراء يُعقد على قطعة أرضٍ مُسيّجة بسياج مشيك، وخرقة ملونة بألوان رسمها سايكس وبيكو عند وضعهم الحدود الوهمية بيننا.
وأصبح من يملك ورقة تُسمّى “جنسية” هو أخي وصديقي ولو كان عدو لي، ومن هو خارج هذه الحدود الوهمية هو ألدّ أعدائي وخصامهم واجب ولو كان مسلما.
أتخيّل مشهدا في ذهني كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم واقفا بعز وشموخ،
يرمق جيشه، وفيه العربي والأعجمي، الأبيض والأسود، فيه أبو بكر القرشي، وسعد الأوسي، وسلمان الفارسي، وصهيب الرومي، وأبو الذر الكناني، وبلال الحبشي، فيقول رسولنا صلّ الله عليه وسلم:
اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، فانصر الأنصار والمهاجرين.
فيرد جيشه صلى الله عليه وسلم قائلين:
نحن الذين بايعوا محمدا، على الجهاد ما بقينا أبدا.
الوطن الحقيقي هو الإسلام، ﺃﻳﻨﻤﺎ وجد وتحت أي مسمى.
لم يكن لنا حدود يوم تسيّدنا الدنيا بالخلافة الإسلامية، يوم كان عُمر في المدينة يحكم إثنتين وعشرين دولة، وكانت جيوش الوليد تملك من تحت سور الصين شرقاً إلي جنوب فرنسا غرباً، وكان هارون الرشيد يحكم ثلاثة أرباع آسيا، وكان المعتصم يهدّد حدود بلغاريا الآن، بعد ان هدم عمورية، وكان صلاح الدين يحطّم الصليبيين ويحرّر القدس، وكان قُطز يقضي علي المغول وينقذ العالم من شرّهم، وكان العثمانيون يزيلون من خريطة العالم أعتي إمبراطورية صليبية هي الامبراطورية البيزنطية، ويحكمون اكثر من نصف أوربا، لم يكن لنا حدود حين كان المسلم يمشي
من قرطبة إلي بغداد، ومن المغرب إلي مكة لا يسأله أحد عن جواز مرور، فلتسقط سايكس بيكو ومن صنعها ومن حماها وعبدها، وعاش في ظلالها خادماً وفيّاً للغرب.
حمد الخميس