ترحيب في الأردن بأحكام إعدام مرتكبي جريمة الزرقاء
لاقى حكم الإعدام شنقا حتى الموت بحق 6 من المتهمين بجريمة فتى الزرقاء ارتياحا لدى الشاب صالح وعائلته، واصفين الحكم بـ”العادل”، وشاكرين القضاء الأردني على هذه الأحكام.
والدة الشاب صالح تقول والدموع تسيل من عينيها إن “حكم الإعدام أبسط حكم ممكن أن يحصل عليه هؤلاء المجرمون، ولو كان هناك حكما أشد لكان القضاء أخذ به، وأتمنى حضور تنفيذ حكم الإعدام بهم”، مؤكدة أن قضية صالح “شكلت قضية الأردنيين كلهم وعلى رأسهم جلالة الملك”.
وتتابع أم صالح حديثها للجزيرة نت بالقول “استقبلت حكم الإعدام بالزغاريد والفرح، لأن إعدام مثل هؤلاء المجرمين يدخل الراحة على قلوب الأردنيين، فالجريمة البشعة التي وقعت على ابني صالح أثرت بكل الناس، ولو خرج هؤلاء المجرمون من السجن فسيقومون بأفعال إجرامية أخرى بحق أبناء الوطن، لذلك فإعدامهم من شأنه أن يريح المجتمع منهم”.
وكان الفتى صالح (16 عاما) تعرض في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي لجريمة هزت المجتمع الأردني بسبب بشاعتها، فقد تم خطف الفتى على يد أصحاب سوابق إجرامية، وهو في طريقه لشراء الخبز لوالدته، وتم اقتياده إلى منطقة غير مأهولة شرق مدينة الزرقاء، ثم قطعوا يديه بأداة حادة، وفقؤوا عينيه، وضربوه بأداة حادة في وجهه، وقاموا بتصوير الحادثة.
وبعدما أنهى المجرمون جريمتهم، تركوا الفتى في منطقة خالية من السكان، ثم وضعوا يديه في كيس وأرسلوه إلى أمه.
وفي أول ردة فعل من الفتى صالح -بعد سماع الحكم على المجرمين- شكر في تسجيل فيديو ملك الأردن عبد الله الثاني والقضاء الأردني وإسناد الأردنيين له بعد صدور حكم الإعدام على 6 من المعتدين عليه.
محكمة أمن الدولة
وأصدرت محكمة أمن الدولة صباح اليوم حكمها النهائي في قضية الاعتداء على الفتى صالح، وجاءت الأحكام بالإعدام شنقا حتى الموت بحق 6 من المتهمين بالقضية، أحدهم فار من وجه العدالة.
وحكمت بالحبس لمدة 15 سنة مع الأشغال الشاقة على أحد المتهمين، ولمدة 10 سنوات على متهم آخر ووضعه بالأشغال المؤقتة، كما حكمت على متهمين آخرين بالحبس لمدة سنة.
وقضت المحكمة بتبرئة 7 من المتهمين بقضية فتى الزرقاء، لتكون قد أصدرت حكمها النهائي بحق المتهمين الـ17 في القضية.
وكانت قد أسندت المحكمة للمتهمين 9 تهم من بينها الإرهاب وترويع المجتمع، وتشكيل عصابة أشرار، وهتك العرض والخطف الجنائي، وإحداث عاهة دائمة، وحيازة سلاح ناري غير مرخص، ومقاومة رجال الأمن العام، والشروع بالقتل.
واستمعت المحكمة على مدار 5 أشهر لـ26 شاهد نيابة عامة، وقدَّم محامو الدفاع بيّناتهم الدِفاعية، وقررت المحكمة رفع الجلسات إلى مطلع الشهر الحالي للنطق بالحكم.
عقوبة رادعة
يرى الناشط في مجال حقوق الإنسان عاصم ربابعة أن الحكم بالإعدام يعتبر أغلظ العقوبات، وليس هناك عقوبة أشد منها، وقال ربابعة “أتمنى أن تشكل تلك الأحكام رسالة رادعة لكل من تسول له نفسه بالاعتداء على حرية وحقوق الآخرين”.
ويضيف ربابعة -في حديثه للجزيرة نت- “رغم معارضتي لعقوبة الإعدام إلا أن بشاعة الجريمة وأثرها الجسدي على الضحية بإحداث عاهة دائمة له، وأثرها على المجتمع وحالة الخوف التي تسببت به، أمر يجعلني أعتقد أنها عقوبة رادعة”.
ووفق درجات التقاضي في المحاكم الأردنية فإن حكم الإعدام الصادر من محكمة أمن الدولة قابل للتمييز حكما، ويتم البت في القضية خلال شهرين من تاريخ الحكم.
وكان الأردن نفذ حكم الإعدام في 15 سجينا، بينهم 10 مدانين بتهم الإرهاب، وقضايا الاغتصاب والاعتداء الجنسي في شهر مارس/آذار عام 2017.
لو كان هناك ما أقسى من حكم الإعدام لاستحقه المجرمون القتلة الضالعون في هذه الكارثة.
وسائل التواصل
وخلال ساعة تصدر وسم #فتى_الزرقاء منصات وسائل التواصل الاجتماعي في الأردن، وغرد الناشط محمد أبو عبيد قائلا “لو كان هناك أقسى من حكم الإعدام لاستحقه المجرمون القتلة الضالعون في هذه الكارثة”.
وبعد أن عبرت المغردة “نماء” عن سعادتها بالحكم على المجرمين بما يستحقون تساءلت هل كان الفتى صالح سيتم إنصافه لولا وجود تسجيل فيديو وتحول القضية إلى قضية رأي عام؟.