أنصار المعارض الروسي نافالني يتظاهرون ضد بوتين والشرطة تعتقل المئات
اعتقلت الشرطة الروسية اليوم السبت المئات من أنصار المعارض المسجون أليكسي نافالني خلال مظاهرات خرجت في أنحاء روسيا، وذلك بعد أن توعدت السلطات بقمع الاحتجاجات التي تمت الدعوة لخروجها في مختلف أنحاء البلاد للتنديد باعتقال نافالني وبالفساد.
فقد أكدت الشرطة الروسية أنها اعتقلت 350 شخصا خلال الاحتجاجات التي خرجت في مدن عدة اليوم.
ونقلت وكالة رويترز عن شهود أن قوات الأمن اعتقلت ما لا يقل عن مئة شخص بينهم ليوبوف سوبول، محامية نافالني، وذلك قبل نحو ساعة من انطلاق المظاهرة المقررة في ساحة بوشكين وسط العاصمة موسكو، والتي شارك فيما أربعة آلاف شخص وفقا لوزارة الداخلية الروسية، وما لا يقل عن عشرة آلاف وفقا لتقديرات رويترز.
وقبل ذلك بقليل، أوردت الوكالة أنه تم اعتقال 238 من أنصار نافالني خلال مظاهرات خرجت بمناطق مختلفة ونددت بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وطالبت بالتغيير. وبالتوازي مع ذلك، تباطأت خدمات الهاتف المحمول والإنترنت في البلاد، الأمر الذي بدا أنه خطوة قامت بها السلطات للحد من الاحتجاجات.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن الشرطة وقوات حفظ النظام الروسية اعتقلت في موسكو عشرات المتظاهرين الذين لبّوا دعوات المعارضة للتظاهر احتجاجا على اعتقال نافالني وضد الفساد في هرم السلطة الروسية.
وانتشرت قوات كبيرة من الشرطة وسط موسكو، وجرى اعتقال الناشطين عند مخارج محطات المترو، ولكن ذلك لم يمنع احتشاد الآلاف الذي رفعوا شعارات بينها “روسيا حرة”.
بوتين لص
كما أفاد المصادر باعتقال عشرات المتظاهرين في مدينتي فلاديفوستوك وخاباروفسك في أقصى شرقي روسيا، حيث ردد آلاف المتظاهرون شعار “بوتين لص”، في إشارة إلى فيلم استقصائي عن الفساد في هرم السلطة نشره المعارض الروسي على موقع يوتيوب، وحظي بمتابعة واسعة.
وفي بعض مدن الشرق الروسي، تحدى المتظاهرون البرد الشديد، حيث الحرارة عند 50 درجة تحت الصفر.
وكان أنصار نافالني، الذي اعتقل الأحد الماضي لدى وصوله إلى موسكو بعد رحلة علاج طويلة في ألمانيا، دعوا إلى مظاهرات في 65 مدينة بما فيما العاصمة.
وفي وقت سابق اليوم، أفاد مدير مكتب الجزيرة في موسكو زاور شاوج بأن أعدادا كبيرة من المتظاهرين خرجوا اليوم في عدد مدن أقصى الشرق الروسي، بينها خاباروفسك وفلاديسفوستوك، ويبلغ فارق الوقت بينها وبينها موسكو 10 ساعات.
وقال إن هناك استعدادات في 70 مدينة روسية لمواجهة المظاهرات المرتقبة، مشيرا إلى أن ما زاد الطين بلة بالنسبة للسطات الروسية هو الفيلم الاستقصائي الذي نشره أنصار نافالني في يوتيوب، والذي يتهم الرئيس بوتين ومقربين منه بالفساد.
وكنت يوليا نافالنايا، زوجة أليكسي نافالني، أعلنت أنها تعتزم التظاهر في موسكو من أجل زوجها الذي “لا يستسلم أبدا”.
من جهته، ندد رئيس بلدية المدينة سيرغي سوبيانين بما وصفها بالمظاهرات غير المقبولة في أوج انتشار وباء كورونا، حيث تحصي العاصمة الروسية يوميا آلاف الإصابات بالفيروس.
وقبيل الاحتجاجات المرتقبة، اعتقلت الشرطة “منسقي مركز مكافحة الفساد” الذي يترأسه نافالني بتهمة التحريض على التظاهر غير المرخص له بحجة أن ذلك يشكل “تهديدا للنظام العام”.
قمع الاحتجاجات
وكانت الشرطة الروسية هددت أمس بقمع أي احتجاجات غير مرخص لها، كما توعدت معظم الجامعات والمعاهد والطلاب بالفصل في حال مشاركتهم في المظاهرات.
وتوعدت السلطات أيضا بعض منصات التواصل الاجتماعي المحلية بغرامات مالية كبيرة في حال ترويجها لهذه الاحتجاجات.
وتأتي الدعوة للاحتجاجات في عموم روسيا بعد أقل من أسبوع من اعتقال نافالني وسجنه لمدة 30 يوما بتهمة انتهاك شروط حكم قضائي سابق ضده.
لكن المعارض الروسي يتهم السلطات بتلفيق قضايا ضده، وكان اتهم الرئيس فلاديمير بوتين بأنه هو من أمر بتسميمه بغاز “نوفوتشيك” السوفياتي المنشأ الصيف الماضي، مما استدعى نقله إلى ألمانيا للعلاج.
وفي خضم المواجهة الجديدة مع الكرملين، نشر أنصار نافالني بعيد اعتقاله مباشرة تحقيقا استقصائيا مصورا من ساعتين يتضمن ما قالوا إنها تفاصيل عن فساد بوتين والمقربين منه.
وتضمن فيلم نشر على موقع يوتيوب وشاهده أكثر من 60 مليون شخص، معلومات عن قصر فخم يقول معدو التحقيق إنه ملك لبوتين في منتجع غيلينجيك على البحر الأسود جنوبي روسيا، ويؤكدون أن كلفته بلغت 1.3 مليار دولار، الأمر الذي نفاه الكرملين.
وقد بحث الرئيس الروسي في مكالمة هاتفية مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل حيثيات الوضع المتعلق باعتقال المعارض الروسي أليكسي نافالني، وقال الكرملين إن المكالمة جرت بطلب من ميشيل.
وكان الكرملين رفض دعوات صدرت عن الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين للإفراج عن نافالني.
المصدر: الجزيرة