رياضة التنس تغزو قرية تركية في ظل فيروس كورونا
بممارسة رياضة التنس، استغل سكان قرية تركية في قضاء فيران شهير، التابع لولاية شانلي أورفة، جنوبي البلاد، أوقات فراغهم، خلال فترة تفشي وباء كورونا.
وخصص سكان قرية “صاري بال”، ملعبا ترابيا لرياضة التنس بإمكاناتهم الخاصة، لقضاء أوقاتهم في ظل تفشي كورونا، مع مراعاة التدابير الوقائية من الوباء.
جاءت فكرة تأسيس ملعب للتنس لدى سكان القرية، التي تبعد عن مركز ولاية شانلي أورفة 90 كيلومترا، بعد قراراهم عدم الخروج من “صاري بال” بسبب تفشي كورونا.
بدأت الفكرة بممارسة السكان كرة الطائرة، غير أن وجوب الحفاظ على التباعد الاجتماعي بسبب كورونا، دفعهم لتفضيل رياضة التنس، التي أصبحوا يمارسونها بزيهم التقليدي الخاص بالمنطقة.
وسجلت تركيا حتى مساء الإثنين، مليونين و162 ألفا و775 إصابة بكورونا، بينها مليونان و37 ألفا و433 حالة تعاف، و20 ألفا و135 وفاة، وفق وزارة الصحة.
جميع الأعمار
يوسف أوجي باشي، مُعلم يعمل في مدرسة القرية منذ 4 أعوام، قرر أن يرشد السكان لحياة صحية، خلال فترة تفشي كورونا، عبر ممارسة الرياضة.
يقول أوجي باشي، للأناضول، إن “سكان القرية خصصوا قطعة أرض لتحويلها إلى ملعب للتنس، وسعوا بعد ذلك لتأمين مستلزمات الرياضة من مضارب وما شابه ذلك”.
“في البداية استغل سكان القرية فكرة إقامة مباريات للتنس لملئ وقت فراغهم، لكنهم اعتادوا بعد ذلك الأمر، وبدأ الجميع يمارسون هذه الرياضة بغض النظر عن أعمارهم”، وفق أوجي باشي.
ويوضح أن أهل القرية “لم يكونوا متحمسين للعبة في البداية، أما الآن فيبدون اهتماما بالغا بها، وباتوا يحبونها”.
ويتابع: “الآن الجميع سعداء، لأنهم وجدوا ما يشغلون به أنفسهم خلال أوقات الفراغ، وبدأوا يتنافسون فيما بينهم في مباريات للتنس، حتى المسنين منهم باتوا يمارسونها”.
هذا الانتشار للرياضة بالقرية، حسب أوجي باشي، “دفع سكان القرى المجاورة إلى المجيء إليها بين الفينة والأخرى للمشاهدة”، مشيرا إلى أن “هذه الرياضة يُمكن أن يُكتب لها الانتشار، إذا اتيحت الفرصة لذلك”.
ويوضح أن أهل القرية “بحاجة للمعدات في الوقت الراهن، رسمنا خطوط الملعب بإمكاناتنا الخاصة، وحولنا شبكة كرة الطائرة إلى شبكة تنس، حاولنا فعل شيء بإمكاناتنا”.
ألعاب أخرى
بدوره، يقول صاحب الأرض التي أقيم عليها ملعب التنس أحمد بيرانويزه، إن “أهل القرية أحبوا اللعبة واحتضنوها، ما دفعه للموافقة على المساهمة في النشاط”.
ويضيف بيرانويزه، للأناضول: “خلال فترة الوباء، ومع شعور الناس بالملل، توجهوا للرياضة، واحتضنوا بشكل خاص لعبة التنس، إلا أنهم لم يملكوا ملعبا، فسألني الأستاذ يوسف أن ينشئ الملعب في الحديقة المجاورة لمنزلي لاستوائها، فوافقت”.
ويشير إلى أن “رغبة أهالي القرية وحماستهم دفعته للموافقة على طلب المدرس، بل ساعدهم بنفسه في رسم خطوط الملعب”، لافتا إلى أنه “يشاركهم الآن اللعب من حين لآخر”.
من جانبه، يوضح أحد سكان القرية ويدعى “أحمد أوجي باشي”، أن “أسرته تعرفت على لعبة التنس وأحبوها بفضل الأستاذ يوسف”.
ويستطرد أوجي باشي، البالغ من العمر 48 عاما وهو أب لـ5 أولاد: “تعرفنا على لعبة التنس خلال فترة الجائحة، فنحن نجتمع مع أولادنا لنمارسها”.
أما الطالبة في الصف الثامن أمينة أوجي باشي، فتشير إلى أنها “كانت مهتمة بلعبتي الريشة الطائرة وتنس الطاولة، وأنها تلعب التنس لأول مرة في ملعب ترابي”.
وتبين أنها “أحبت اللعبة كثيرا، ووجدتها ممتعة”، معربة عن “رغبتها في تطوير مهاراتها بالتنس للمشاركة في البطولات”.
المصدر: وكالة الأناضول