أب أذربيجاني وابنه قاتلا سويًا وحررا قريتهما من الأرمن
جنبًا إلى جنب، انضم المقدم الأذربيجاني المتقاعد، جنكيز قهرمانوف وابنه رشاد، إلى عمليات الجيش لتحرير إقليم “قره باغ” وبقية الأراضي المحتلة، بما فيها قريتهما، من الاحتلال الأرميني.
وسبق لقهرمانوف أن شارك في حرب “قره باغ”، التي اندلعت بين أرمينيا وأذربيجان، في تسعينيات القرن الماضي.
وشكل قهرمانوف مع رفاق سابقين له مجموعة لمساعدة جيش بلدهم، ولعبوا دورًا فاعلًا في تحرير قرى محافظة لاجين (غرب)، التي كانوا قد اضطروا إلى تركها قبل 27 عامًا، إثر احتلالها من أرمينيا.
على الجبهة، قاتل قهرمانوف جنبًا إلى جنب مع ابنه رشاد، ليصبح الأب والابن هما أول الأذربيجانيين الذين وطأت أقدامهم أرض قريتهما “سفيان” في لاجين.
تمكن الأب والابن من التصدي للقوات الأرمينية المهاجمة، بل ودحرها، وتخطي العديد من المحن والمخاطر خلال رحلتهما من محافظة فضولي (جنوب غرب) إلى لاجين، بكل عزم وإصرار على تحرير قريتهما.
تعرض الأب والابن لهجمات مكثفة بقذائف هاون من الجيش الأرميني، أثناء معارك على الطريق بين فضولي ولاجين، فضلًا عن ارتطام سيارة كانا يستقلانها بلغم مضاد للآليات.
إلا أنهما، وبالرغم من تلك المصاعب، واصلا التقدم مع مجموعتهما، التي شكلت رأس حربة متقدمة للجيش الأذربيجاني، بحكم معرفتهم الجيدة بتضاريس المنطقة.
أصيب الأب بجروح طفيفة في هجوم بقذائف هاون، لكنه تمكن برفقة ابنه من دخول مسقط رأسه، قرية “سفيان”، في الأيام الأخيرة من الحرب التي استمرت 44 يومًا.
بل وتمكن الأب والابن من الوصول إلى منزل العائلة، وباتا ليلة فيه، قبل أن يزور قبر والده في صباح اليوم التالي، منهيًا 27 عامًا من الفراق.
وخلال رحلتهما المحفوفة بالمخاطر والمعارك، سجل الأب والابن، بعدسة هاتفهما الجوال، بعض اللحظات في رحلة الحرب التي قاما بها نحو قريتهما.
وأعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، توصل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، تستعيد باكو بموجبه، قبل نهاية العام الحالي، السيطرة على محافظات كانت محتلة.
اشتباكات شرسة
الأب قهرمانوف قال للأناضول إن القوات المسلحة الأذربيجانية اقترحت عليه المشاركة في مجموعة للقوات المتقدمة يتم تشكيلها من متقاعدي الجيش من أبناء المناطق المحتلة، لمعرفتهم بتضاريس تلك المناطق.
وأضاف أنه وافق على الفور؛ لأنه يعرف المنطقة جيدًا ولديه خبرة في العمليات العسكرية.
وأوضح أنه شكل في يوم واحد مجموعة من 25 رفيق سلاح سابقين، وانتقل الجميع على الفور إلى خطوط الجبهة.
وتابع أنه ضم نجله رشاد إلى مجموعته، التي دخلت في اشتباكات شرسة مع قوات الاحتلال الأرميني في مدينة فضولي والطريق التي سلكتها المجموعة باتجاه لاجين، مرورًا بمحافظتي جبرائيل وقوبادلي (جنوب).
وشدد الأب على أن هذه الهجمات لم ترهبهم، وكانوا يتقدمون على الدوام، لتحرير أراضيهم والعودة إلى ملاعب الطفولة والصبا.
وقال: كانت فرحتنا عارمة عندما دخلنا قرية سفيان، حيث ولدت وقضيت أيام الطفولة والشباب. وجدت منزل عائلتي حيث قضيت ليلة فيه مع ابني، قبل أن أزور قبر والدي في صباح اليوم التالي.
وأردف: عندما غادرنا لاجين، قبل 27 عامًا كان قبر والدي آخر مكان زرته. حينها، وعدت روح والدي بأننا سنعود يومًا ما إلى أرضنا، وها نحن حققنا الوعد. جلست إلى قبر والدي طويلًا، ورتلت آيات من القرآن الكريم.
واستطرد: شاركنا في تحرير قرى أخرى من الاحتلال. وحظينا بشرف أننا كنا أول الأذربيجانيين الذين وطأت أقدامهم أرض لاجين بعد 27 عامًا من الاحتلال.
وزاد بقوله: عندما دخلنا أراضي لاجين أوقفت السيارة، ونزلت منها لأقبل الأرض، التي حررناها بسواعدنا واستعدناها بعد طول احتلال.
وقال الأب إنه خلال الحرب لم يعامل رشاد كابن ووالده، بل كجندي ورفيق سلاح في أرض المعركة، وإنه شعر بالفخر من أداء ابنه في الحرب، والجهود التي بذلها لتحرير الأراضي الأذربيجانية التي احتلتها أرمينيا.
حلم تحقق
أما الابن رشاد فقال للأناضول إنه تشرف بالقتال في صفوف الجيش الأذربيجاني جنبًا إلى جنب مع والده، لتحرير وطن أجداده من الاحتلال الأرميني.
وأوضح أنه سجل اسمه لدى المديرية العسكرية، ضمن الراغبين في التطوع في صفوف الجيش الأذربيجاني.
وتابع: في بعض الأحيان واجهنا مواقف صعبة. كانت قذائف الهاون تهطل علينا من كل حدب وصوب. وجود والدي إلى جنبي شد من عزيمتي ورباطة جأشي. لقد تمكنت من تحقيق حلمي في العودة إلى أرض أجدادي.
المصدر: وكالة الأناضول