قطر تؤيد الخيار المغربي… ورئيس الحكومة: قواتنا المسلحة تحركت بالكركرات بعد استنفاد كل الخيارات السلمية
أعلنت قطر تأييدها لتحرك المغرب لإعادة فتح معبر الكركرات الحدودي مع موريتانيا، في حين قال رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني إن هذا التحرك العسكري جاء بعد استنفاد جميع الخيارات السلمية مع جبهة البوليساريو.
وقال رئيس الحكومة المغربية إن عملية إعادة فتح معبر الكركرات، تمت بعد أن استنفد المغرب جميع الخيارات السلمية لإقناع ما وصفها بمليشيات البوليساريو بالانسحاب من المنطقة.
وأضاف في تصريح خاص للجزيرة، أن المغرب أمر قواته بالتدخل لإنشاء جدار رملي عازل يحمي المنطقة من الاختراقات مستقبلا، نظرا للأهمية الإستراتيجية لهذا الخط.
وقال العثماني إن “هذا الخط إستراتيجي ومهم جدا لحركة المدنيين وللحركة التجارية”، معتبرا أن إغلاق البوليساريو للمعبر “يعد انتهاكا صارخا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي كانت قد رعته الأمم المتحدة”، مؤكدا أن “الشعب المغربي بكل قواه السياسية والمدنية معبأ في هذه القضية للدفاع عن سيادة المغرب وحقوقه وحدوده”.
تأييد قطري
وفي السياق، عبرت دولة قطر عن “قلقها العميق من عرقلة حركة التنقل المدنية والتجارية” بمعبر الكركرات، كما أعربت عن تأييدها للخطوة التي قام بها المغرب “بالتحرك لوضع حد لوضعية الانسداد الناجمة عن عرقلة الحركة في المعبر”.
وأشادت قطر، في بيان أصدرته الجمعة، بجهود الأمين العام للأمم المتحدة الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي للنزاع القائم منذ عقود.
وجددت قطر “موقفها الثابت من حل الخلافات عبر الحوار والدبلوماسية والطرق السلمية”، كما شددت على ضرورة احترام سيادة الدول، ودعت إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس.
عملية غير هجومية
وكانت القوات المسلحة المغربية قالت في بيان صباح الجمعة إنه على إثر عرقلة ما وصفتها بالمليشيات المسلحة لجبهة “البوليساريو” للمحور الرابط بين المغرب وموريتانيا، “فقد قامت الليلة الماضية (ليل الخميس) بعملية غير هجومية تتمثل في وضع حزام أمني لتأمين تدفق السلع والأفراد عبر منطقة الكركرات”.
وأضافت أنه لا توجد نية لاستخدام السلاح في العملية إلا في حال الحاجة للدفاع عن النفس. وأكدت وزارة الخارجية المغربية في بيان، أنه في ظل ما سمتها الاستفزازات الخطيرة وغير المقبولة للبوليساريو في المنطقة، فإن المغرب قرر التحرك في احترام تام للسلطات المخولة له.
وأشارت إلى أن البوليساريو تسللت إلى المنطقة منذ أواخر الشهر الماضي وعرقلت حركة تنقل وعمل المراقبين العسكريين التابعين للبعثة الأممية (المينورسو).
وكانت مصادر في قيادة جبهة البوليساريو قالت إن قوات الجبهة ردت على ما سمته خرق المغرب لوقف إطلاق النار، واستهدفت مناطق خلف الجدار العازل.
استنكار جزائري
من جانبها، أعربت الجزائر عن استنكارها لما وصفتها بـ”انتهاكات خطيرة لوقف إطلاق النار” قالت إنها وقعت صباح الجمعة في منطقة الكركرات.
ودعت الجزائر في بيان أصدرته وزارة الخارجية إلى الوقف الفوري للعمليات العسكرية، وقالت إن من شأن انعكاساتها أن تؤثر على استقرار المنطقة برمتها.
ودعت الجزائر كلا من المملكة المغربية وجبهة البوليساريو إلى التحلي بالمسؤولية وضبط النفس، والاحترام الكامل للاتفاق العسكري رقم واحد الموقع بينهما وبين الأمم المتحدة.
بدورها، دعت فرنسا إلى “فعل كل ما يمكن تجنّباً للتصعيد”. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية لوكالة الصحافة الفرنسية إن “فرنسا تدعو اليوم إلى فعل كل ما يمكن لتجنب التصعيد والعودة إلى حل سياسي في أقرب وقت”.
والنزاع في الصحراء الغربية من أقدم النزاعات في أفريقيا، حيث استرجع المغرب الصحراء من الاستعمار الإسباني عام 1975، لتتأسس جبهة البوليساريو بعد ذلك بعام واحد وترفع السلاح، مطالبة بانفصال الإقليم الغني بالثروة السمكية والفوسفات، ويُعتقد أن به مكامن نفطية.
وفشلت كل جهود السلام التي قادتها الأمم المتحدة، لكنها نجحت في فرض اتفاق وقف إطلاق النار عام 1991.
ويقترح المغرب حكما ذاتيا للإقليم تحت السيادة المغربية، لكن جبهة البوليساريو -وهي تسمية مختصرة “للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب”- والجزائر تطالبان بالانفصال التام عن المغرب.
المصدر: الجزيرة