فوز بايدن بالرئاسة الأمريكية بين ترحيب أوروبا وقلق روسيا والسعودية ومصر والإمارات
يستمر التشويق في الانتخابات الرئاسية الأمريكية وإن كانت كل المؤشرات تشير إلى فوز المرشح الديمقراطي جو بادين. ومع هذا المستجد، بدأت مناطق في العالم ترحب بالوافد الجديد على البيت الأبيض مثل أوروبا وأخرى يخالجها القلق مثل غالبية الدول العربية وروسيا بينما الصين لديها خريطة مختلفة.
وبعد مرور يومين على التصويت، يستمر التشويق هو السائد وإن كان جو بايدن يسير نحو الفوز وينتظر فقط نتائج ولاية نيفادا لاستكمال 270 صوتا من أصوات الناخبين الكبار وقد يخلق المفاجأة في ولاية جورجيا. وإذا كان الرئيس المؤقت دونالد ترامب يهدد باللجوء إلى القضاء، فالرأي السائد هو أن مرحلته انتهت ومعها انتهت لعبة خلط الأوراق في السياسية الدولية.
وفي هذا الصدد، ترحب دول ومناطق بالرئيس الديمقراطي المرتقب جو بايدن وأخرى يسيطر عليها قلق شديد. وفي هذا الصدد، كانت غالبية الدول الأوروبية وخاصة فرنسا وألمانيا قد قللت ومنذ شهور من وتيرة العلاقات مع واشنطن في انتظار الانتخابات الرئاسية. وكتبت كبريات الجرائد والمجلات مثل لوموند والباييس ودير شبيغل برغبة الأوروبيين في رؤية رئيس ديمقراطي في البيت الأبيض؛ لأنهم فقدوا الصبر بعد السياسية غير المتزنة التي مارسها ترامب طيلة السنوات الأربع من رئاسته.
ومن عناوين ذلك، الملاسنات التي حصلت مثلا بين المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وترامب حول قضايا الدفاع والاقتصاد.
وإذا كان الاتحاد الأوروبي يرحب بذهاب ترامب، يسود القلق روسيا التي تحبذ استمرار رئيس راهنت كثيرا على تدشينه طريقة تفكير جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين. وهذا ما يفسر المحاولات المفترضة للمخابرات الروسية للتأثير في انتخابات 2016 ثم الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وأراد ترامب تطبيق أطروحة سياسية تجاه موسكو تلقى ترحيبا وسط تيار معين من الإدارة الأمريكية متواجد في الجيش والاستخبارات والدبلوماسية، ومفادها اعتبار روسيا أقل من صديق وأقل من عدو، أي في منزلة بين المنزلتين، والتركيز على الخطر الصيني. وكان مستشار الأمن القومي الأول لترامب الجنرال مايكل فلين الذي شغل منصب مدير الاستخبارات العسكرية من المدافعين عن هذه الأطروحة.
وفي إطار خانة الخاسرين، توجد بعض الدول العربية وخاصة الخليجية وعلى رأسها السعودية والإمارات، حيث ستعمل الإدارة الجديدة بزعامة بايدن على وقف جميع المشاريع السياسية وعلى رأسها صفقة القرن.
وإذا كان نواب الحزب الديمقراطي في مجلس النواب ومجلس الشيوخ قد شنوا حملة ضد السعودية بسبب ملف اغتيال الصحافي جمال خاشقجي، فالآن ستأتي مبادرات الضغط من البيت الأبيض. ويمكن اعتبار مصر ضمن الخاسرين أيضا، بعدما تحدث بايدن في مناسبات متعددة حول رفضه للممارسات الدكتاتورية لنظام عبد الفتاح السيسي.
وكان الباحث المغربي الدكتور هشام العلوي من جامعة هارفارد قد استعرض في مقال تحليلي تناولته “القدس العربي” تأثير فوز بايدن على الشرق الأوسط.
ولن تتأثر الصين ببقاء ترامب أو قدوم بايدن، إذ تدرك بكين أنها أصبحت هدفا للإدارة الأمريكية التي ترغب في الحد من توسيع نفوذها في العالم، وهي سياسية بدأت منذ عقدين، وإن كانت قد شهدت قفزة نوعية مع ترامب التي نقلها إلى العلن بشكل مستفز. ولا يقل بايدن معاداة للصين عن ترامب بل قد يطبق وفي هدوء مخططات صارمة أشد وقعا على العلاقات بين البلدين.