تركيا ترفض عرضاً روسياً لوقف إطلاق النار في ليبيا
كشفت صحيفة تركية، أن أنقرة رفضت عرضا روسيا لوقف إطلاق النار، بليبيا، لافتة إلى أنها وضعت شروطا لقبول المباحثات بهذا الشأن.
وقالت صحيفة “حرييت” في تقرير ترجمته “عربي21″، إن ليبيا كانت البند الرئيس في المحادثة الهاتفية بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في 10 حزيران/ يونيو، حيث اتفقا على عقد لقاءات بين البلدين لبحث الحلول بشأن الأزمة الليبية.
وأوضحت أنه في 13 حزيران/ يونيو، وصل وفد يترأسه نائب وزير الخارجية الروسي إلى أنقرة بتكليف من بوتين، وبدأ لقاءات مع الجانب التركي برئاسة سادات أونال نائب وزير الخارجية التركي.
وأضافت أن أنقرة كانت تتوقع التوافق على خارطة طريق مشتركة مع الوفد الروسي قبيل وصول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرغي شويغو إلى تركيا.
وأشارت إلى أن ذلك لم يحدث، وفوق ذلك وضع نائب وزير الخارجية الروسي، خطة مشروطة لموسكو لوقف إطلاق النار بليبيا على الطاولة.
وكشفت الصحيفة أن أنقرة رفضت العرض الروسي، على غرار إعلان القاهرة الصادر في 6 حزيران/ يونيو، لأسباب عدة، منها أنه لا لوقف إطلاق نار من طرف واحد، وخاصة في ظل الظروف الحالية.
وأكدت الصحيفة، أن الدول الداعمة لحفتر، كالمعتاد تسعى من خلال وقف إطلاق النار إلى كسب الوقت من أجله.
وأشار إلى أن الموقف التركي تجلى، بأنه تم إعلان وقف إطلاق النار مرات عديدة في ليبيا، والتزمت فيها حكومة الوفاق المعترف بها من الأمم المتحدة، لكن حفتر لم يلتزم، ولم يلتزم بالشروط التي طلب منه الامتثال لها في أي منها.
وشدد على أن طلب وقف إطلاق النار هدفه تكتيكي، سعيا لكسب الوقت لا أكثر، ولا يمكن الوثوق به، ولن يتم القبول بهدنة بالشروط المعروضة وهي مرفوضة.
وأضافت أن تركيا تريد إجراء عملية تفاوض، تكون فيها حكومة الوفاق الليبية في المقدمة.
وأشارت إلى أنه بعد أن وضع الروس نصا غير مقبول لوقف إطلاق النار، باللقاء التمهيدي، فلم تكن هناك حاجة لعقد اجتماع وزاري، مؤكدة أن الطرفين اتفقا على استمرار المحادثات بينهما في الفترة المقبلة.
خطوط حمر
ولفتت الصحيفة إلى أن تركيا وضعت خطوطا حُمرا بشأن انطلاق مباحثات السلام من الآن وصاعدا، منها العودة إلى الوضع القائم عام 2015 (اتفاق الصخيرات)، وانسحاب حفتر ومليشياته حتى بنغازي، وإلى جانب وقف إطلاق النار، يجب اتخاذ خطوات لتنفيذ عملية التسوية السياسية.
وأضافت أن أنقرة التي تؤمن بالحل السياسي، أكدت أنه لا يمكن الوثوق بحفتر، لذلك يجب أن تكون شروط وقف إطلاق النار عادلة وقابلة للتنفيذ.
وأكدت السلطات التركية، أن العملية السلمية في ليبيا، يمكن إجراؤها في إطار الأمم المتحدة أو برلين.
ولفتت الصحيفة إلى تصريحات بعض المسؤولين في أوروبا، وخاصة ألمانيا، وكذلك الولايات المتحدة، التي أشادوا فيها بإسهامات تركيا في الأزمة الليبية.
وأضافت أنه جرى اتصال بين تركيا وألمانيا، وتم التأكيد على أن عملية برلين ما زالت قائمة ولم تنته، وهناك من يسعى لتخريبها، وعلى السلطات الألمانية اتخاذ موقف واضح تجاه حفتر، والابتعاد عن التصريحات المبهمة.
الأقوى بالميدان
وأكدت الصحيفة أن المباحثات التركية الروسية ستكون صعبة، وبحاجة لوقت، لذلك فإن التطورات في الميدان لها أهمية كبيرة في الفترة المقبلة، لذلك فالمطلوب حماية إنجازات حكومة الوفاق من جهة، وتحقيق المزيد من الخطوات ميدانيا.
وختمت بأن الفترة المقبلة ستتركز على مبدأ أن من يكون أقوى ميدانيا يكتسب القوة على الطاولة.
المصدر: arab-turkey