تركيا تتطلع لبناء قاعدتين عسكريتين في ليبيا وتوضح ملابسات التفاوض مع روسيا
أفادت وكالة رويترز بأن أنقرة وحكومة الوفاق الليبية تبحثان إمكانية استخدام تركيا قاعدتي “الوطية” و”مصراتة” العسكريتين. في تلك الأثناء، رصدت قوات الوفاق وصول مرتزقة إلى محاور القتال غربي سرت لمؤازرة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
ونقلت رويترز اليوم الاثنين عن مصدر تركي -اشترط عدم نشر اسمه- أن استخدام تركيا لقاعدة “الوطية” الجوية “على جدول الأعمال” في محادثات أنقرة مع حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، وكذلك استخدام قاعدة “مصراتة” البحرية. وأوضحت الوكالة أن الجانبين لم يتخذا حتى الآن قرارات في هذا الأمر.
وتدعم تركيا حكومة الوفاق الليبية عسكريا بموجب اتفاقية أمنية وقعها الجانبان في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وكانت قاعدة “الوطية” الجوية من بين المواقع الإستراتيجية التي سيطرت عليها قوات الوفاق في الآونة الأخيرة، حيث تمكنت من طرد قوات حفتر من الغرب الليبي خلال أسابيع، وتستعد الآن لاستعادة السيطرة على مدينة سرت الساحلية.
مرتزقة
وفي تلك الأثناء، نقل مراسل الجزيرة في ليبيا عن مصدر عسكري من قوات الوفاق اليوم، تأكيده رصد وصول مرتزقة من سوريا عن طريق شركة “فاغنر” الروسية، إلى محاور القتال غربي سرت لمؤازرة قوات حفتر.
وكشف المصدر عن تمركز قوات تابعة لحكومة الوفاق غربي سرت في انتظار أوامر غرفة العمليات لشن هجوم على قوات حفتر، مضيفا أن الأخيرة لغّمت عدة محاور غربي وجنوبي سرت لإعاقة أي تقدم بري.
المباحثات التركية الروسية
سياسيا، صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم بأن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان اتفقا على العمل المشترك من أجل وقف إطلاق النار في ليبيا، وقال إنه ليست هناك خلافات مع روسيا بشأن المبادئ الأساسية.
وجاء هذا التصريح بعدما أرجأ الجانبان مباحثات بشأن وقف القتال في ليبيا، كانت ستعقد أمس الأحد في تركيا.
وقال جاويش أوغلو “قررنا مواصلة المفاوضات على المستوى الفني من أجل ترسيخ الهدنة، وكذلك من أجل تحديد تفاصيل الخطوات التي يجب اتخاذها بعد وقف إطلاق النار”.
وأكد أنه “ما من مشاكل من حيث المبادئ الأساسية في المباحثات مع الروس”. وأضاف أنه “لم تتزعزع الطاولة من أجل هذا السبب أو ذاك، لكن في هذه المرة هناك مسار قد يأخذ ليبيا إلى وقف إطلاق نار دائم وإلى العملية السياسية، ونحن بحاجة إلى الحديث عن تفاصيل أكثر”.
ولم يتوجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى إسطنبول أمس الأحد للقاء نظيره التركي كما كان مقررا.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول تركي -اشترط عدم نشر اسمه- أن “إحدى القضايا الرئيسية التي أدت إلى تأجيل زيارة لافروف هي خطة (حكومة الوفاق) لشن عملية في سرت التي أصبحت هدفا”.
وقال المسؤول إنه “كان يفترض التوصل إلى نتيجة، لكن لم يتسن الوصول إلى هذه المرحلة.. هناك قضايا يقف البلدان فيها على طرفي نقيض”.
وذكر المصدر نفسه أن محادثات بين الجانبين مستمرة على مستوى الخبراء عبر قنوات خلفية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية أمس الأحد إنها تسعى إلى “وقف فوري لإطلاق النار” في ليبيا، وأوضحت أن لافروف سيعيد تحديد موعد للاجتماع مع نظيره التركي.
المصدر: الجزيرة