عاد النازحون الليبيون لبيوتهم في طرابلس ليجدوا أن قوات حفتر نهبتها ودمرتها ولغمتها
في شهادات نقلها موقع “ميدل إيست آي” لنازحين من مناطق في شمال غرب ليبيا عادوا إلى بيوتهم بعد أشهر من القتال وبعد التراجع الكبير الذي منيت به قوات الماريشال الليبي خليفة حفتر، قال كثيرون إنهم وجدوا ألغاما ومنازل مدمرة وممتلكات مسروقة.
ويظهر عدد كبير من الفيديوهات المتداولة عبر الإنترنت حجم الدمار الذي أحدثته قوات حفتر جنوب طرابلس، بعد فشل الحملة التي شنتها في محاولة للسيطرة على العاصمة الليبية، مقر الحكومة المعترف بها دوليا.
وفي تقرير الموقع، قال الكاتب حسين الديب إن عائلات بالكامل اضطرت للخروج من المنازل بعد تزايد الهجمات الصاروخية التي شنها حفتر على الأحياء المدنية في مناطق مشروع الهضبة وعين زارة والخلة وغيرها.
وعندما توقف القتال، بعد 14 شهرا من حملة حفتر، عادت هذه العائلات لتجد أنها لم تعد تملك بيوتا، وصدمت لهول الدمار الذي لحق بكل مكان، بحسب إحدى الشهادات.
يقول أحد النازحين إن بيته الذي استغرق سنوات في بنائه أحرق بالكامل، بكل ما كان يحتويه، واصفا الأمر بالمأساوي.
وإضافة إلى ذلك، وجد سكان منطقتي عين زارة ومشروع النهضة أمامهم الألغام الأرضية وبقايا الأسلحة والذخيرة التي تسببت بوفيات وإصابات كثيرة بين النازحين. وناشدت وزارة الداخلية بعدم العودة إلى المنطقة حتى يتم تأمينها من الألغام، والتأكد من صلاحيتها للسكن مرة أخرى.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن نصف النازحين على مدى 9 سنوات سابقة، نزحوا منذ بداية هجوم حفتر على العاصمة، أي منذ شهر أبريل/نيسان 2019.
وفي شهادة أخرى، وجد نازحون عبارات باللغة الروسية على واجهات المنازل والمحلات التجارية، كما وجدوا أجهزة للتمارين الرياضية داخل بيوتهم، ما يوحي بأن تلك المنازل جرى الاستيلاء عليها لفترة من الزمن من قبل مرتزقة من الروس. كما وجد نازح حائطا في منزله مخروقا ويصل إلى البيت المجاور، وعثر على لغم داخل غرفة.
وتبين لاحقا أن منطقة جنوب طرابلس استخدمتها ميليشيات حفتر لإقامة مناطق عسكرية ومعسكرات تدريب بسبب موقعها الإستراتيجي على مدخل العاصمة، فيما يطالب السكان بتفكيك هذه المعسكرات وإعادة المجمعات السكنية إلى سابق عهدها، خصوصا المنازل التي جرى تدميرها بالكامل ونزح سكانها.
ويقوم سكان محليون بشكل تطوعي بجمع التبرعات لصالح إعادة إعمار المناطق المدمرة وإصلاح البيوت المهدمة جزئيا، كما يقوم آخرون بمساعدة السكان على تنظيف الشوارع وأنقاض المنازل، كما تقوم وزارة الداخلية التابعة لحكومة الوفاق بتأمين عملية نزع الألغام.
ويطالب النازحون بإعلان مناطقهم كمناطق منكوبة، بعدما عاثت قوات حفتر فسادا فيها، كما يطالبون بإعادة إعمارها في أسرع وقت ممكن.
وقد تتأخر عودة الحياة الطبيعية إلى المكان لفترة زمنية بسبب حجم الدمار، إضافة إلى سرقة معظم كابلات خطوط الكهرباء في المنطقة، ما يعني دمارا في شبكة الكهرباء الواصلة إلى الأحياء السكنية.
وقال أحد النازحين إنه وجد أن منزله كان مليئا بأجهزة التلفاز، إذ اكتشف أن بيته كان مجمعا لأجهزة التلفاز التي جرى نهبها من المنازل المجاورة، فيما قال إنه اكتشف أن منزل جاره استخدم لتجميع وصيانة المولدات الكهربائية.
المصدر: القدس العربي