ترامب ذو شخصية ضعيفة ويفتقد للرجولة
نشرت مجلة “ذي أتلنتك” مقالا للأكاديمي توم نيكولز قال فيه، إن هناك غموضا كبيرا حول دونالد ترامب، وأسباب تأييد الطبقة العاملة له، رغم أنه شخص ذو شخصية ضعيفة ويفتقد للرجولة، وتحوم شكوك حول ثقافته، وتحصيله الجامعي، والتزامه بدفع الضرائب على أعماله.
وتساءل نيكولز في مقاله الذي ترجمته “عربي21” عن أسباب التأييد الكبير الذي يحظى به ترامب من الرجال البيض من الطبقة العاملة، ولماذا يرفض هؤلاء أن يطبقوا معاييرهم للرجولة على دونالد ترامب، والذي يتصرف معظم الوقت كغلام صغير.
وأضاف نيكولز: “أنا ابن الطبقة العاملة وأعرف هذه المعايير الثقافية، ويعتقد الرجال الذين نشأت معهم بأنهم رجال أقوياء ومعظمهم كذلك، وهم ليسوا نتاج جامعات النخبة ولا الحياة الفسيفسائية، بل هم رجال انحدروا من ثقافة تحتقر الكذب والغش والتبجح وخاصة فيما يتعلق بالجنس أو الشجاعة”.
واستدرك: “بالطبع لم يصوت كل رجال الطبقة العاملة لترامب ولا أطرح هذه الصفات على أنها كلها إيجابية وخاصة إذا بولغ بها، ولكنني أشير إلى أن الشجاعة والأمانة والاحترام وقلة الكلام وشيء من التواضع والاستعداد لتحمل المسؤولية تعتبر أخلاقا حميدة بين الرجال العاملين المجتهدين، وفي نفس الوقت فإن كثيرا من هؤلاء الرجال لا يطلبون من ترامب أن يتحلى بمثل هذه الأخلاق ويقبلون منه التفاهة والجبن والكذب والسوقية والتبجح”.
وتابع الكاتب: “لقد وجد باحثان درسا الانتخابات الرئاسية في 2016 أن تأييد ترامب كان أعلى في المناطق التي كان البحث فيها على الانترنت عن مشاكل الضعف الجنسي لدى الرجال، وعن كيفية الحصول على النساء أكثر من المناطق المؤيدة لهيلاري كلينتون، وفكرة أن الرجال غير الواثقين يؤيدون المتنمرين ليست جديدة ونجدها في رواية جورج أورويل”.
وشدد نيكولز على أن الحقيقة هي أن ترامب جبان ويخاف من نوعين من الناس، الرجال الأقوياء والنساء الذكيات.
وأضاف: “شهد الجميع كيف يتصرف ترامب عندما يكون في صحبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بل إن محاولاته التملق لبوتين كانت تبعث على الخجل، وخاصة إذا ما اعتبرنا مدى السهولة التي يقوم بها بوتين بإخضاع ترامب لإرادته”.
واستطرد: “عندما التقى به في هيلسينكي أخافه لدرجة أن بوتين ابتسم في المؤتمر الصحفي حين عبر الرئيس الأمريكي علنا عن تصديقه لكلمات عميل المخابرات السوفييتية السابق على كلام مخابراته”.
وذكر أنه “خلال أزمة كوفيد-19 أظهر ترامب حماسا لانتقاد الصين، حتى سئل عن الرئيس الصيني شي جين بنغ. فخلال دقائق يقوم ترامب بمهاجمة الصين ثم يتحدث عن مدى احترامه للرئيس شي”.
وفسر الكاتب ذلك قائلا: “هذا له علاقة بالمشكلة الأكثر بروزا في شخصية ترامب، وهي أنه لا يمكنه التوقف عن الحديث، على عكس معايير الرجولة من قوة وصمت، وعندما يتحدث كثيرا يقول أشياء تتعارض مع الصورة النمطية لمن يتمتع بالرجولة مثل قوله عن رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون لقد كتب لي رسائل جميلة.. ووقعنا في الحب”.
ورأى أن قلة رجولة ترامب تعود إلى قلة نضجه، فهو ليس برجل بل ما زال صبيا. ويعلق “لا أدري ما هو سبب تأييد النساء من الطبقة العاملة البيضاء لترامب، ولكن ربما بالنسبة لهن أيضا يعتبر ترامب رجلا طفلا آخر في حياتهن عليهن استيعابه ومسامحته”.
وفي المحصلة قال نيكولز: “سيستمر ترامب في التصرف بنفس الشكل، وسيبقى ناخبوه معه حتى النهاية، دونالد ترامب تنقصه الرجولة لأنه اختار ألا يصبح رجلا.. وهو بدلا من ذلك سيظل الولد الفاشل للطبقة العاملة، ومؤيدوه رجالا ونساء يعتبرونه ولدهم الذي يجب الدفاع عنه ويشرحون كم هو غلام جيد لأساتذته المرعوبين، بينما يستمر في إشعال الحرائق في الممرات”.
وختم مقاله بالتذكير بما قاله هوارد ستيرن: “الغريب في كل هذا هو أن الناس الذين يبغضهم ترامب أكثر هم من يحبونه أكثر، والناس الذين يصوتون لترامب في الأغلب هم من يشمئز منهم”.