في ولاية كوتاهيا التركية.. الكبار يحيون تقليدًا رمضانيًا يعود لسبعمئة سنة لوحدهم بسبب منع الأطفال من الخروج في ظل كورونا
أحيا الكبار في ولاية كوتاهيا غربي تركيا تقليدا خاصا بالأطفال الصغار، هو تقليد جمع الحلوى ومصروف الجيب، الذي لم ينقطع في شهر رمضان منذ قرون، حيث يقوم الأطفال بالتجول في الأزقة يطرقون على الأبواب مرددين كلمة (Küpecik) التي تعني الحلوى ومصروف الجيب، وهي خاصة بهذا التقليد.
قرر أعضاء جمعية قلوب الحب في كوتاهيا تعويض الأطفال الذين اعتادوا في شهر رمضان على التجول بالأزقة فيما بين الإفطار وصلاة العشاء، طارقين على الأبواب لجمع الخرجية و الحلوى، وإدخال السرور على قلبهم.
فقامت مجموعة من أعضاء الجمعية مع فنانين من وزارة الثقافة والسياحة التركية، بالتجول في شوارع “غيرميان” التاريخية والتجول فيها، في نفس الوقت الذي اعتاد الأطفال على الخروج فيه، ما بين الإفطار وصلاة العشاء، مرددين (كوبيجيك، كوبيجيك، من الزيت من العسل كوبيجيك)، لأن اليوم يوم الكبار، ووزعوا أكياس الحلوى والمصروف على المنازل لإسعاد الأطفال.
وفي حديث لوكالة الأناضول، صرح نوزت تشوبان رئيس جمعية قلوب الحب في كوتاهيا، بأن هذا التقليد ينظم في رمضان كل عام منذ سبعمئة عاما في كوتاهيا، وقال: “لن يتمكن أطفالنا في رمضان هذا العام من الخروج إلى الأزقة بسبب فرض حظر التجول عليهم لحمايتهم من الوباء، لأنهم لن يستطيعوا إحياء تقليد كوبيجيك. تألمنا على الأطفال الذين اعتادوا عليه ويبتهجون بالقيام به، ولم نرغب بأن يتوقف هذا التقليد في ذكراه. و حتى لا نقف مكتوفي الأيدي أمام حزن الأطفال، قام أعضاء الجمعية مع فنانين من وزارة الثقافة والسياحة بإحياء هذا التقليد بدلا من الأطفال”.
تقليد القرقيعان والماجينة في دول عربية
تجدر الإشارة إلى أن هذا التقليد من أهم العادات الشعبية الرمضانية في دول الخليج والعراق وجنوب إيران، حيث يجوب الأطفال الشوارع والأزقة مبتهجين، ومرتدين ملابس جديدة حاملين معهم أكياسا لجمع الحلوى والمكسرات التي يحصلون عليها من أصحاب المنازل القريبة، مرددين أهازيج تختلف فيما بين الدول.
يسمى في قطر (القرنقعوه)، ويسمى في الكويت والجانب الشرقي من السعودية (القرقيعان)، ويسمى في عُمان (القرنقشوه)، فيما يسمى العراق (الماجينة).
يعود أصل الكلمة إلى (قرة العين) التي تعبر عن سرور وفرح الإنسان بما يمتلكه، وتغير الاسم مع مرور الوقت ليشير إلى قرع الأطفال أبواب المنازل في أثناء الاحتفال.
يردد أطفال العراق في أثناء تجولهم في الأزقة هذه الأهزوجة:
ماجينة يا ماجينة
حل الكيس وانطينه
انطونه الله ينطيكم
بيت مكة يوديكم
وإذا طال وقوفهم على الأبواب ولم يخرج إليهم صاحب الدار، يصرخون بأعلى صوتهم:
يا أهل السطوح
تنطونه لو نروح
المصدر: ترك برس