مصر منطقة خطرة حتى على الصحفيين المؤيدين للنظام
سيطرة على المعلومة، اتهامات باطلة بانتهاك قوانين جائرة، عنف جسدي ومعنوي، قمع حتى للمؤيدين، ومخاطر فيروس متربص.. تلك بعض من ضرائب الكلمة الحرة التي يدفعها الصحفيون المصريون، وفق تقرير لمنظمة العفو الدولية بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف يوم 3 مايو/أيار من كل عام.
ودعا التقرير السلطات المصرية إلى وقف قمعها وتدخلها في عمل وسائل الإعلام، والإفراج عن كافة الصحفيين المعتقلين، ووقف كافة أشكال الترهيب والقمع الممارس ضدهم.
وقالت إنه مع استمرار ارتفاع معدلات الإصابات بفيروس “كوفيد 19” في مصر، تعزز الحكومة سيطرتها على المعلومات، بدلا من دعم الشفافية خلال الأزمة الصحية العامة، مشيرة إلى أن أي شخص يتحدى الرواية الرسمية “سيعاقب بشدة”.
ووثقت المنظمة في تقريرها 37 حالة اعتقال لصحفيين ضمن “حملة قمع متصاعدة تشنها الحكومة المصرية على الحريات الصحفية”.
ولفت التقرير إلى أنه “حتى الأصوات المؤيدة للحكومة المصرية لم تسلم هي الأخرى”، حيث اعتقل 12 صحفيا يعملون في وسائل إعلام مملوكة للدولة لتعبيرهم عن وجهات نظر خاصة مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي. وقد اتُّهم كثير من هؤلاء “بنشر أخبار كاذبة” أو “إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي” بموجب قانون مكافحة الإرهاب الفضفاض لعام 2015، والذي وسع تعريف الإرهاب ليشمل جميع أنواع المعارضة، وفق التقرير.
وبهذه المناسبة، دعا المعهد الدولي للصحافة مجددا الحكومة المصرية إلى إطلاق سراح صحفيين معتقلين، خشية انتشار فيروس كورونا داخل السجون.
جاء ذلك في تغريدة على تويتر أرفق فيها المعهد بيانا أصدره قبل شهر، حث فيه القاهرة على الإفراج عن الصحفيين المعتقلين في مقدمتهم صحفي الجزيرة محمود حسين.
وقد اختارت اليونيسكو عبارة “الصحافة دون خوف أو محاباة” شعارا لهذا العام تكريما للمدافعين عن حرية الإعلام واستقلالية الصحافة.
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1993 يوم 3 مايو/أيار من كل عام يوما عالميا لحرية الصحافة، ليكون بمثابة ضمير يذكر الحكومات بتعهداتها تجاه حرية الصحافة.
ووفق ما جاء في تقارير لجنة حماية الصحفيين، قتل خلال الـ20 عاما الماضية 1381 صحفيا حول العالم، بينهم 6 هذا العام، ويظل 64 صحفيا مختفين قسريا.
وضمن الدول العشر الأكثرِ قمعا لحرية الصحافة، نجد إريتريا في الصدارة متبوعة بكوريا الشمالية وتركمانستان والسعودية والصين وفيتنام وإيران، حسب ما جاء في ترتيب اللجنة.
بدورها، تحدثت منظمة “مراسلون بلا حدود” عن وجود 231 صحفيا يقبعون خلف القضبان عبر العالم، بينهم الزميل محمود حسين لمعتقل في مصر منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وفي تصنيفها السنوي لحرية الصحافة عبر العالم، أبقت المنظمة على دول كالنرويج وفنلندا والدانمارك والسويد وهولندا في صدارة ترتيب 180 دولة من حيث حرية الصحافة فيها.
وبالنسبة للدول العربية، سجلت تونس الاستثناء محتلة المرتبة الـ72، في حين احتلت مراتب متأخرة كل من جيبوتي والسعودية في المرتبة 170، وقد احتلت مصر المرتبة الـ166 بعد الصومال والعراق.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي اعتقال 12 صحفيا في سجونه، أقدمهم الأسير محمود عيسى من القدس، المحكوم بالسجن ثلاثة مؤبدات و46 عاما.
وبهذه المناسبة، تحدثت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن وجود 422 مواطنا صحفيا خلف القضبان في سوريا، معظمهم لدى النظام، وهم مهددون بوباء كورونا، مشيرة إلى مقتل 707 من المواطنين الصحفيين منذ مارس/آذار 2011 حتى اليوم، 78% منهم على يد قوات النظام السوري.