الصين تحذر من موجة كورونا جديدة وبريطانيا وفرنسا تتوقعان الأسوأ
حذرت الصين اليوم الأحد من موجة جديدة من فيروس كورونا قد تضرب البلاد، في حين وصلت الإصابات على مستوى العالم إلى حدود الـ700 ألف حالة، وسط مخاوف من انهيار الأوضاع بشكل مأساوي في أكثر من بلد.
وقالت المتحدثة باسم اللجنة الوطنية للصحة في الصين إن حالات الإصابة بفيروس كورونا المستوردة من الخارج قد تعرض البلاد لموجة جديدة من تفشي الفيروس.
وقالت اللجنة إنها أحصت 45 إصابة جديدة، مسجلة تراجعا عن 54 حالة في اليوم السابق.
وأوضحت أن الإصابات الجديدة هي لمسافرين قادمين من الخارج باستثناء إصابة واحدة محلية.
وكانت السلطات الصينية قد اتخذت إجراءات مشددة للحد من الحالات المستوردة شملت تعليق دخول الأجانب إلى البلاد وخفض عدد الرحلات الدولية.
وخلال الأيام السبعة الماضية، سجلت الصين 313 حالة إصابة قادمة من الخارج مقابل ست حالات عدوى محلية فقط، ومعظم الحالات القادمة من الخارج هي لصينيين عائدين إلى وطنهم.
وصدرت أوامر لشركات الطيران بتقليص الرحلات الدولية بشكل كبير بدءا من اليوم، كما بدأ أمس السبت تطبيق قيود على الأجانب الوافدين إلى البلاد.
ويأتي التحذير الصيني الجديد في وقت تواصل فيه أعداد الإصابات بفيروس كورونا في العالم الارتفاع، وتقترب من نحو 700 ألف، بينما تجاوز عدد الوفيات ثلاثين ألفا، وسجل تعافي نحو 147 ألفا.
أرقام متصاعدة في أميركا
وفي الولايات المتحدة، أعلنت جامعة جونز هوبكنز الأميركية أن عدد الوفيات في عموم البلاد تجاوز الألفين، بينما ارتفع عدد الإصابات إلى نحو 124 ألفا، إذ سجلت الولايات المتحدة خلال الساعات الـ24 الماضية أكثر من 19 ألف إصابة جديدة بالفيروس وأكثر من 400 وفاة.
وبعدما أورد الرئيس الأميركي احتمال فرض حجر صحي على ولايتي نيويورك ونيوجيرسي، تخلى مساء السبت عن مثل هذا الإجراء، إذ أثار الموضوع حملة انتقادات في منطقة نيويورك.
وقال ترامب إن فرض حجر صحي كامل على منطقة نيويورك إجراء غير ضروري. وأضاف أنه طلب من مسؤولي الصحة إصدار تحذير من السفر بدل ذلك، وأن الإجراء يفرض على سكان نيويورك ونيوجيرسي وكوناتيكت.
وفي وقت لاحق، حثت مراكز السيطرة والحد من الأوبئة سكان الولايات الثلاث على الامتناع عن السفر الداخلي غير الضروري لمدة 14 يوما.
وقال جونوثان هوفمان مساعد وزير الدفاع الأميركي إن الرئيس ترامب وقع مرسوما رئاسيا يوجه فيه وزير الدفاع مارك إسبر باستدعاء وحدات وجنود في الحرس الوطني والاحتياط، في إطار تعزيز القوات المكلفة بالتصدي لوباء كورونا.
وذكر هوفمان في بيان أن البنتاغون لم يحدد بعد الأفراد الذين سيستدعيهم للخدمة، مشيرا إلى أن نشر القوات سيجري بالتنسيق بين وزيري الدفاع والصحة والمسؤولين المحليين في الولايات.
تحسن طفيف في إيطاليا
بدأ الحجر المنزلي يعطي أولى نتائجه في إيطاليا، حيث يتواصل تباطؤ انتشار العدوى، بعد أن شهدت في الفترة الأخيرة تصاعدا مفزعا في أعداد الوفيات والإصابات.
وقال مسؤول الصحة في لومبارديا -وهي المنطقة الأكثر تضررا في شمال البلاد- جوليو غاييرا “نسجل في جميع أقسام الطوارئ انخفاضا (في توافد المرضى)، وفي البعض منها يكون التوافد طفيفا، وفي أخرى أعلى بكثير”.
وأعلن رئيس الوزراء جوزيبي كونتي أنه سيتم توزيع قسائم غذائية على الأكثر فقرا والأكثر تضررا جراء توقف الاقتصاد.
وتم نشر شرطيين أمام محلات السوبرماركت في صقلية لمنع حصول أعمال نهب، بعدما حاول بعض الزبائن الخروج من سوبرماركت حاملين مواد غذائية لم يدفعوا ثمنها، موضحين أنه لم يعد لديهم نقود لشراء حاجياتهم.
مليار قناع
من جهتها، قدمت الحكومة الفرنسية طلبية بمليار قناع حماية، وتعتزم رفع عدد الأسرّة في أقسام الإنعاش بالمستشفيات من 5000 إلى 14 ألفا.
وقد حذر رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب من أن الأيام الـ15 الأولى من أبريل/نيسان المقبل ستكون أكثر صعوبة لبلاده من سابقتها، في مكافحة فيروس كورونا.
وأضاف في مؤتمر صحفي عقده السبت في باريس أن فرنسا تواجه أزمة غير مسبوقة خلال القرن الأخير.
ولفت فيليب إلى أن فيروس كورونا ينتشر بشكل سريع في فرنسا، مبينا أن عدد الإصابات في البلاد يتضاعف كل 3 أيام، وأن فرنسا تلحق بركب إيطاليا وإسبانيا في أعداد الوفيات والإصابات.
كذلك يتسارع انتشار الوباء في المملكة المتحدة، حيث أصيب وريث العرش البريطاني الأمير تشارلز ورئيس الوزراء بوريس جونسون بالفيروس، وتخطت الحصيلة عتبة ألف وفاة، مع تسجيل 260 وفاة جديدة خلال يوم واحد، وفق حصيلة رسمية صدرت أمس السبت.
وحث رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون البريطانيين على البقاء في منازلهم، وأشار إلى أن هناك إجراءات أكثر صرامة لم يتم اتخاذها بعد لمكافحة فيروس كورونا.
وكتب جونسون في رسالة أصدرها داونينغ ستريت (مقر رئيس الوزراء) أنه “من المهم بالنسبة لي أن أكون صريحا معكم، نحن نعلم أن الأمور سوف تزداد سوءا قبل أن تتحسن”.
وقال جونسون “نحن نقوم بالاستعدادات الصحيحة، وكلما اتبعنا جميعا القواعد قلت الخسائر في الأرواح وتعود الحياة إلى طبيعتها بشكل أسرع”.
وأضاف “في هذه الفترة من الطوارئ الوطنية أحثكم من فضلكم على البقاء في المنزل، وحماية خدمة الصحة الوطنية وإنقاذ الأرواح”.