واشنطن مدينة أشباح بسبب كورونا
قبل ساعتين من إعلان عمدة مدينة واشنطن العاصمة موريل باوزر إغلاق الحانات وقاعات التدريب الرياضي مساء أمس، تجولت الجزيرة نت في أرجاء المدينة لرصد تداعيات ومظاهر انتشار فيروس كورونا المستجد.
ولم تسجل في العاصمة الأميركية حتى الآن إلا 23 إصابة، ولم يعلن بعد عن وفيات جراء الفيروس.
وفي أقصى شمال المدينة، بدا موقف حافلات “فريندشيب هايتس” الموازي لحدود المدينة مع ولاية ميريلاند المجاورة خاليا إلا من حافلتين وعدد قليل من الركاب لا يتجاوز العشرة.
وبالتوجه إلى الجامعة الأميركية، التي تقع في أفخم مناطق شمال غرب العاصمة، ويدرس فيها نحو 14 ألف طالب، بدت الجامعة خالية من الطلاب باستثناء من كان يعيد بعض الكتب المستعارة من المكتبات، أو من اختارها نقطة يلتقي فيها الأصدقاء الذين يخططون لمغادرة واشنطن خلال الساعات القادمة.
أما الكاتدرائية الوطنية، التي لا تبتعد كثيرا عن الجامعة، فقد تجنبها المصلون والسائحون الذين كان يتجاوز عددهم سابقا ألف سائح يوميا.
وفي منطقة جورجتاون العريقة، التي تحتضن جامعة تحمل الاسم نفسه وتعد ثاني أقدم الجامعات في أميركا حيث بنيت عام 1789؛ علقت الدراسة في تلك الجامعة.
ويبلغ عدد طلابها 19 ألفا، بينهم مئات الطلبة العرب، ووجهت طلابها بضرورة المغادرة، واستبدلت الحضور بالدراسة عن بعد.
أما “كافيه ميلانو” القريب من الجامعة، الذي يعد أشهر مطاعم واشنطن، فبدا خاليا رغم فتح أبوابه للزبائن، بعد أن اعتاد استقبال أبرز الشخصيات من ساسة ومشرعين ودبلوماسيين وصحفيين.
ومرت كاميرا الجزيرة نت بشوارع خالية وميادين شبه خالية، وحدائق غاب عنها الأطفال على غير العادة في أيام العطلات الدراسية، في حين بدا عدد راكبي وسائل النقل العامة ومترو الأنفاق والحافلات ضئيلا، طبقا لجدول عطلة نهاية الأسبوع.
والتزم موظفو مجموعة البنك الدولي العاملين بواشنطن، ويبلغ عددهم 8600 موظف، بالبقاء في منازلهم، ولم ترصد الجزيرة نت إلا تواجدا لبعض الحراس أمام مدخل المبنى الرئيسي.
وأمام البيت الأبيض، غاب السائحون الذين يحضرون للجانب الشمالي من المبنى لالتقاط صور تذكارية، حيث يظهر البيت في الخلفية، رغم مثالية الطقس وسطوع الشمس، كما أغلقت مجموعة متاحف “سميثونيان” المجاورة أبوابها أمام الزوار.
أما المحكمة الدستورية العليا فقررت وقف العمل والمداولات الخاصة بقضايا معروضة أمامها، في سابقة لم تحدث إلا عام 1918.
وانتهت جولة الجزيرة نت قبيل المؤتمر الصحفي للرئيس دونالد ترامب حول تفشي كورونا، الذي دعا فيه إلى تفادي أي تجمع يضم أكثر من عشرة أشخاص، في محاولة لتجنب تفشي الوباء.
ورجح ترامب قيام الجيش ببناء مستشفيات للمصابين بالفيروس، وردا على سؤال عن موعد القضاء على الفيروس، قال “إذا قمنا بعمل جيد، يقال إنه سيستمر حتى يوليو/تموز أو أغسطس/آب؛ أو قريبا من ذلك”.
محمد المنشاوي – واشنطن – الجزيرة نت