نشر موقع المونيتور تحليلا، لمتين غورجان، الباحث الأمني التركي، تحدث فيه عن الخطوات العسكرية التي قد تتخذها تركيا لوقف هجمات قوات النظام السوري المدعوم من روسيا، ومن بينها تزويد المعارضة بصواريخ موجهة مضادة للدبابات، وأنظمة دفاع جوي محمولة على الكتف.
وكتب غورجان أن التطورات الأخيرة في في إدلب خلال الأسابيع القليلة الماضية تشير إلى أن موسكو اختارت النظام السوري على حساب فقدان أنقرة في شمال غرب سوريا، بعد أن صعدت قوات النظام، مدعومة بالطائرات الروسية، هجماتها على إدلب متقدّمة من جنوب المحافظة وغرب حلب، وهو ما يضع العلاقات التركية الروسية أمام ختبار جاد.
وأوضح أن تقدم قوات النظام على الجبهة الجنوبية، بمساعدة الطائرات الحربية الروسية والقوات الخاصة، في 28 كانون الثاني/ يناير أدى إلى سقوط معرة النعمان، معقل المعارضة ذات الأهمية الاستراتيجية والرمزية.
أما في سراقب الجبهة الثانية في الجنوب، فيبدو أن أنقرة مصممة على عدم التنازل عنها. وفي الوقت نفسه، فتحت ميليشيا موالية لإيران جبهة جديدة في المنطقة الواقعة بين غرب حلب وشمال غرب إدلب، ما زاد من الضغط على مدينة إدلب.
ويلفت غورجان إلى أن قوات النظام المدعومة من روسيا والميليشيا الموالية لإيران ستحاول توحيد الجبهتين بحلول نيسان/ أبريل والسيطرة الكاملة على الطريق السريع M4 إلى الجنوب والطريق السريع M5 إلى الشرق الذي يربط حلب بدمشق، وهو ما يعني خسارة المعارضة المسلحة نحو 45٪ من الأراضي التي تسيطر عليها حاليًا في منطقة إدلب.
ويشير إلى أن الهجوم المضاد الذي شنه مقاتلو الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا من جنوب الباب باتجاه حلب يمكن أن يتصاعد لتخفيف الضغط على إدلب، أي أن استمرار هجوم النظام على إدلب قد يؤدي إلى توسع القتال عبر شمال غرب سوريا.
وبحسب غورجان، فإن أنقرة كانت تأمل أن يؤدي اجتماع الثامن من كانون الثاني/ يناير بين أردوغان وبوتين في إسطنبول إلى وقف لإطلاق النار في إدلب، ولكن في ضوء التطورات التي حدثت منذ ذلك الحين، يبدو أن آمالها تتحول إلى خيبة أمل كبيرة.
وقال مسؤول تركي طلب عدم الكشف عن هويته للمونيتور: “نعلم أن بوتين وعد أردوغان شخصيًا بوقف إطلاق النار، لكن يبدو أن القوات الجوية الروسية إما غير مدركة بوجود وقف لإطلاق النار أو أنها لا تطيع نداءات بوتين”.
ويوضح غورجان أن أنقرة كانت تميل بالفعل حتى الأسبوع إلى الاعتقاد بوجود نوع من الاختلاف بين بوتين ومساعديه العسكريين حول قضية إدلب، حيث أشار أردوغان مرارًا إلى ثقته في أن علاقته الشخصية مع بوتين ستحل أي مشكلة على الأرض. ولكن منذ الأسبوع الماضي، يبدو أن لهجة أردوغان والإعلام التركي قد تغيرت بعد أن انتقد أردوغان روسيا لأول مرة.
ويضيف أن أنقرة وموسكو يفقدان فيما يبدو الاهتمام المتبادل في مواصلة جهود وقف إطلاق النار ووقف التصعيد في إدلب.
ويتساءل بناء على ذلك عن الخطوات العسكرية التي يمكن أن تتخذها تركيا لوقف هجمات النظام على إدلب.
ويجيب بأن خيار أنقرة الأول هو السعي إلى تعاون عسكري مع الولايات المتحدة إلى الغرب من نهر الفرات. وتشير مصادر في أنقرة إلى أن محادثات الجنرال تود وولترز، قائد القوات الجوية الأمريكية والقائد الأعلى لحلف الناتو في أوروبا، مع وزير الدفاع خلوصي أكار ورئيس الأركان العامة يشار غولر، ركزت على مناطق غرب الفرات وشرقه، حيث يتركز الوجود العسكري الأمريكي.
ويضيف أن هناك منطقا عسكريا في سعي تركيا إلى التقارب أكثر من الولايات المتحدة، إذا تعمق الخلاف مع روسيا في شمال غرب سوريا، حيث إن وقف زحف قوات النظام المدعومة من روسيا في إدلب من شأنه أن يخدم المصالح الأمريكية ، لأنه كلما بقيت دمشق مشغولة في الشمال الغربي، كلما طال تأجيلها التحركات العسكرية في الشمال الشرقي، وخاصة حقول النفط في دير الزور ورميلان.
الخيار الثاني أو الورقة الثانية التي تملكها أنقرة، وفقا لغورجان، هي تزويد المعارضة بأسلحة أكثر تطورًا، حيث إن أكثر ما تحتاج إليه االمعارضة هو الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات مثل AT-3 Sagger وAT-4 Spigot وAT-5 Spandrel وTOW.
ويضيف أن الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات ستكون سلاحًا عالي الكفاءة في إعاقة هجمات النظام أو جعلها أكثر تكلفة، حتى لو لم يوقفها بالكامل.
وتبقى الورقة الأخيرة في يد تركيا، كما يقول غورجان، هو تزويد المعارضة بأنظمة دفاع جوي قصيرة المدى محمولة على الكتف كحل أخير لإضعاف الهيمنة الجوية الروسية السورية عندما تتعرض المعارضة المسلحة في الشمال الغربي لضغط شديد.