القواعد العسكرية الإماراتية في ليبيا
لا يقتصر التدخل الإماراتي في ليبيا على الدعم العسكري واللوجستي، بل وصل إلى الوجود المباشر، فشيدت قواعد لقواتها التي تضرب أهدافا لحكومة الوفاق الليبية، مما يدفع مراقبين للبحث عن تفاصيل الوجود العسكري الإماراتي هناك.
وبحسب مصدر عسكري، قصف الطيران الإماراتي الكلية العسكرية في طرابلس السبت، مما أسفر عن مقتل 30 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 16 آخرين، بينهم مدنيون.
ويرى مراقبون أن إقامة الإمارات قواعد عسكرية تعكس نيتها الاحتلالية وتعزيز نفوذها الدائم في ليبيا، رغم زعمها محاربتها للإرهاب والتصدي لأطماع إقليمية في ليبيا، لا سيما بعد إسقاط قوات حكومة الوفاق أكثر من طائرة مسيرة إماراتية.
ثلاث قواعد
وكشف المحلل السياسي الليبي عصام الزبير للجزيرة نت أماكن تمركز القوات الإماراتية في ليبيا، التي تنتشر شرق البلاد في قاعدة الخادم بمنطقة الخروبة، كما انتقل جزء منها إلى قاعدة الجفرة، حيث تم تأسيس غرفة تحكم قبل أن تقصفها في يونيو/حزيران قوات الوفاق.
وأضاف الزبير أن أغلب القوات الإماراتية موجودة في غرف التحكم والسيطرة، ويقتصر دورها على تسيير الطائرات المسيرة وبعض الخطط الإستراتيجية، وتقديم الدعم اللوجستي لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، التي تفتقر إلى الإمكانات والخبرة.
وأكد الزبير أن الإمارات كانت تحاول في السابق التكتم على إرسالها عسكريين، حيث زعمت أن عددا من ضباطها قتلوا في حادث تصادم، لكن نبأ مقتلهم في قصف قاعدة الجفرة كشف حقيقة الوجود العسكري الإماراتي في ليبيا.
وأشار الزبير إلى أن الدعم الإماراتي اللوجستي، كمولدات الطائرات والطائرات المسيرة والعتاد والمدرعات من نوع تايغر الروسية، يصل إلى قوات حفتر عبر ميناء جدة السعودي، وأن المدرعات ظهرت في فيديوهات عديدة.
وأكد الزبير أن الدور الإماراتي تعاظم بعد هرب الفرنسيين عقب عملية “تحرير غريان”، وأن الإمارات هي من جلبت مرتزقة شركة فاغنر الروسية للقتال إلى جانب حفتر، وذلك “خدمة لمشروعها ونهب ثروات البلاد وتقسيمها”.
إمكانيات إستراتيجية
وتقع قاعدة الخادم الجوية على بعد حوالي 170 كيلو مترا شرق بنغازي، ومساحتها تقارب 15 كيلو مترا مربعا، وهي تضم عددا من الطائرات الروسية والإماراتية والفرنسية، وتوفر حماية لمعسكر الرجمة، معقل اللواء المتقاعد خليفة حفتر، في ضواحي بنغازي.
وتوجد القاعدة داخل مطار الخروبة العسكري، وتربض فيها طائرات مسيرة من نوع شيبيل كامكوبتر أس 100 التي توجه قذائفها بالليزر.
وتعد قاعدة الجفرة التي تبعد عن طرابلس 600 كيلومتر شرقا، من أهم القواعد في ليبيا، حيث تمثل نقطة وصل بين مناطق شرقي ليبيا، وبالأخص مدينة بنغازي، وبين محاور القتال في الغرب الليبي.
وتعرضت القاعدة لقصف طيران حكومة الوفاق، مما أسفر عن تدمير حظيرة طائرات لدول عدة، أبرزها الإمارات، ومقتل جنود تابعين لها.
ورغم إدانة تقرير خبراء الأمم المتحدة بشكل صريح لدعم دول عدة لحفتر وخرقها قرار حظر توريد السلاح إلى ليبيا، لا تزال الإمارات تعمل على إقامة قواعد عسكرية لها وتمول مليشيات حفتر بالعتاد العسكري والمال.
كما تواصل الإمارات إرسال أسلحة وآليات لدعم الصراع القائم في ليبيا، وهو ما أثبتته صور التقطت بالأقمار الاصطناعية خلال سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول الماضيين، نشرتها قوات بركان الغضب، حيث توضح وصول طائرة يوشن 76 ومروحية بلاك هوك إلى قاعدة الخادم الجوية.