ما خيارات الأكراد بعد انسحاب الجيش الأميركي؟
تسيطر خيبة من الأمل على قوات “سوريا الديمقراطية” (قسد) بعد الانسحاب المفاجئ للقوات الأميركية من مواقع حدودية مع تركيا في ظل تحركات متسارعة من قبل القوات التركية لتنفيذ عملية عسكرية في مناطق شرق الفرات شمال شرق سوريا، وفي ظل خيارات محدودة للقوات الكردية تفرضها الاتفاقيات السياسية الدولية.
ومع تسارع التصريحات التركية ببدء عملية عسكرية باتت قوات “سوريا الديمقراطية” أمام خيارات محدودة، أبرزها المواجهة أو الانسحاب في الوقت الراهن أو عقد صفقات جانبية مع روسيا والنظام السوري.
خيار المواجهة
يقول كينو جبرائيل المتحدث الرسمي باسم القوات الكردية للجزيرة نت إنهم يشعرون بخيبة أمل كبيرة بعد الانسحاب الأميركي رغم التزامهم الكامل بتنفيذ الآلية الآمنة، التي تم الاتفاق عليها بين واشنطن وأنقرة.
ويؤكد أن خيارتهم واضحة في مواجهة ما يصفه بـ “العدوان التركي” وأنهم سيبذلون كافة جهودهم للدفاع عن مشروع الإدارة الذاتية وعن مكونات المنطقة والإنجازات التي حققوها في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية والتنظيمات الإرهابية، وسيعلمون على الرد على تلك “الاعتداءات” رغم أنهم لا يجدون إشارات حقيقية لعمل عسكري.
وحول التنسيق أو تسليم مناطق للنظام السوري وروسيا، أوضح جبرائيل أنه لا يوجد شيء حول ذلك في الوقت الراهن ولكن يحتفظون بخيار المقاومة ضد العملية العسكرية التركية وأنهم أتموا كل استعداداتهم للمواجهة.
تحركات على الأرض
وعزز الأكراد وجودهم قرب الحدود السورية التركية بعد ساعات من الانسحاب الأميركي، ودفعوا بمئات العناصر إلى مدينة تل أبيض ومحيطها والذين تمركزوا بعد مقرات قرب الحدود، كما انتشر عدد كبير من القناصين على أسطح المباني بالمدينة، وفق مصادر للجزيرة.
وتقول المصادر إن تعزيزات أخرى وصلت مدينة رأس العين، وانتشرت بشكل كبير في المدينة، في حين تتمركز معظم القوات الكردية بمدينة عين العرب (كوباني) التي تعتبر الثقل الأكبر لها في شرق الفرات.
وعودة إلى الاستعدادات التركية، فقد وصلت تعزيزات عسكرية ضخمة على الطرف المقابل على الحدود وأنشئت عدد من المشافي الميدانية، وركزت عدة مدافع ثقيلة بنقاط مختلفة قرب الحدود، مع حضور واسع لوسائل الإعلام المحلية بانتظار بدء المعركة.
تخوف واسع
وتشهد مناطق سيطرة الإدارة الذاتية التابعة للقوات الكردية حالة من التوتر لدى المدنيين تخوفاً من العمل العسكري المرتقب، وأفادت مصادر للجزيرة نت أن عشرات العائلات من مدن تل أبيض ورأس العين وسلوك ومعظم القرى الحدودية نزحت بشكل شبه كامل بعد شائعات على وسائل التواصل الاجتماعي تحذرهم من البقاء.
ويتخوف السكان في المدن ذات الغالبية الكردية كعين العرب ومحيطها من أعمال انتقامية.
ومع انسحاب القوات الأميركية، بدأت حملة واسعة للشرطة العسكرية التابعة للقوات الكردية اعتقلت على أثرها أكثر من مئة شاب من منبج وريفها ومناطق شرق الفرات، وتم نقلهم للتجنيد الإجباري ضمن صفوفها فيما يسمى واجب الدفاع الذاتي.
ونقلت مصادر إعلامية أن عشرات العناصر التابعين للقوات الكردية انشقوا وهربوا من نقاط تمركزهم قرب الحدود السورية التركية بعد الإعلان الأميركي عن سحب قواعده.
انسحاب محدود
وانسحبت القوات الأميركية لنقاط أخرى في عمق نحو 20 كلم أبرزها الفرقة 17 شمال مدينة الرقة وإلى بلدة عين عيسى، وباشرت بإنشاء مقار عسكرية وإدارية وهو ما يوحي بتطبيق الاتفاق التركي الأميركي بشكل حقيقي.
وبحسب مصادر الجزيرة، من المتوقع أن تتمركز القوات الأميركية في ريف الرقة الجنوبي الغربي وتحديداً مطار الطبقة العسكرية، واستمرار وجودها في مدينة منبج السورية بالاشتراك مع قوات فرنسية، وهو ما قد يثمر عن تشارك مستقبلي في السيطرة بين القوات التركية والأميركية بالمنطقة.
وفي السياق، أكد الناطق باسم الجيش الوطني التابع للمعارضة السورية أن مشاركتهم بمعركة شرق الفرات محسومة، وقال إنهم سيدفعون بكل قواتهم للسيطرة على تلك المناطق وطرد “التنظيمات الإرهابية” منها على غرار بقية المناطق.
عدنان الحسين – الحدود السورية التركية – الجزيرة نت