الجيش السوداني يتقدم في أمدرمان ويستحوذ على منظومة تشويش ومدافع

استعاد الجيش السوداني، مواقع في أمدرمان، فيما خرجت تحذيرات من احتجاز «الدعم السريع» عائلات واستخدامها كدروع بشرية.
ولا تزال قوات الجيش تقاتل «الدعم» في المناطق جنوب مدينة أمدرمان، حيث استعاد الجيش سوق قندهار، الذي كان من أبرز مواقع انتشار «الدعم»، ضمن مواقع أخرى، كانت قد توعدت «الدعم» بإعادة التجمع فيها على نحو كثيف في محاولة لاستعادة مواقعها في العاصمة الخرطوم من جديد. واستحوذ الجيش في قندهار على منظومة دفاع وتشويش ومدافع وأسلحة حديثة، بالإضافة إلى ضبط مبالغ كبيرة مزورة بالعملة المحلية.
وأفادت مصادر محلية بتكثيف الدعم السريع عمليات القصف المدفعي على مدينة أمدرمان، بالتزامن مع تقدم الجيش واستعادته مواقع جنوبها.
فيما قالت غرفة طوارئ محلية أمبدة في مدينة أمدرمان، إن الأهالي يعيشون أوضاعا حرجة للغاية، وذلك نتيجة للاشتباكات الدائرة هناك وتصاعد أعمال العنف التي أودت بحياة عدد من أهالي المنطقة، فضلا عن احتجاز بعضهم كرهائن في أقسام الشرطة والمنازل من قبل قوات الدعم.
وأشارت إلى ارتفاع أعداد النازحين الفارين من المحلية إلى مناطق أخرى، مشيرة إلى توقف سوق المنطقة الكبير بصورة كاملة مع توفير الأسواق الفرعية بضائع شحيحة بصورة متقطعة، الأمر الذي تسبب في نقص حاد في المواد الغذائية، واصفة الوضع هناك بـ«المجاعة الكبرى». وقالت إن قيمة عبوة المياه الواحدة بلغت 2000 جنيه سوداني ووصل سعر البصلة الواحدة الى 1000 جنيه.
وأشارت إلى أن خروج خزان مروي عن الخدمة أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي، وكذلك خرجت كل الآبار الجوفية التي تعتمد على التيار الكهربائي عن الخدمة، وهذه كانت المصدر الرئيسي الذي يعتمد عليه السكان في مياه الشرب والاستخدامات المنزلية الأخرى.
في الموازاة، قالت «شبكة أطباء السودان» إن قوات «الدعم السريع» اعتقلت 154 من المدنيين بينهم عائلات في أحياء مدينة أمدرمان المختلفة، احتجزتهم في حي صالحة جنوب المدينة.
وحذرت من أن المدنيين المحتجزين كدروع بشرية لدى الدعم السريع، بينهم عائلات و31 امرأة وطفلا، مشيرة إلى أن الفارين من الاحتجاز أبلغوا الشبكة بالأوضاع الإنسانية السيئة التي يواجهها المحتجزون في ظل النقص الحاد في الطعام والمياه الصالحة للشرب والبيئة غير الصالحة للحياة، بالإضافة إلى مخاطر تعرضهم للتصفية في أي لحظة.
وقالت إن عمليات الاعتقال والاحتجاز القسري ضد المدنيين العزل والأطفال وتقييد الحريات هي انتهاك ظلت تمارسه الدعم السريع ضد المدنيين الذين يقطنون في مواقع سيطرتها، باتهامات غير حقيقية لإرغام أسرهم على دفع جزية مقابل إطلاق سراحهم أو إرغام أسرهم على الخروج من منازلهم والنزوح لمواقع سيطرة الجيش لتحويل المناطق المدنية الى مواقع عسكرية.
وأدانت عمليات الاعتقال القسري والتهجير التي تمارسها الدعم السريع ضد المدنيين العزل واستخدام السجون والمعتقلات كمواقع لإرهاب المدنيين وقتلهم واستخدامهم كدروع بشرية، مشيرة إلى الآلاف من المحتجزين في الخرطوم والجزيرة وغيرهما من المواقع التي كانت تسيطر عليها الدعم السريع، والذين تمت تصفية العديد منهم فيما عثر على آخرين في أوضاع صحية بالغة التعقيد، حيث كانوا لا يستطيعون الجلوس أو الكلام ومصابين بسوء التغذية الحاد، ومات العديد منهم خلال محاولة إسعافهم.
وطالبت الشبكة قوات الدعم السريع بإطلاق سراح العائلات والأفراد المعتقلين فورا، محملة إياها المسؤولية الكاملة عن حياتهم.