لواء العودة يحلّ نفسه وتسليم سلاحه للحكومة السورية

أعلن «اللواء الثامن» بقيادة أحمد العودة، حل نفسه، وتسليم الأسلحة الخفيفة والثقيلة لوزارة الدفاع السورية، حسب ما قال مقرب من العودة نفسه لـ»القدس العربي» وذلك عقب توترات واشتباكات شهدتها مدينة بصرى الشام في درعا، بدأت باغتيال اللواء الثامن لبلال الدروبي الذي كان ضمن اللواء قبل الانضمام لوزارة الدفاع.
شوارع خالية
وتفرض قوات الأمن العام السورية، حظر تجول في بصرى الشام حيث أغلقت المحال التجارية أبوابها. وبدت الشوارع خالية، إلا من قوات الأمن العام والجيش، في إطار حملة أمنية موسعة شملت انتشارا عسكريا مكثفا في الشوارع الرئيسية والفرعية، والمراكز الخدمية والعسكرية.
ووسط المدينة بالقرب من المدرج الروماني القديم، التقت «القدس العربي» مسؤول القوى التنفيذية في الأمن العام في محافظة درعا، بلال أبو نبوت، حيث قال: بلغنا منذ يومين مقتل بلال الدروبي على إثر إطلاق نار أمام زوجته وأطفاله، وبناء على ذلك توجهت قوات الأمن العام وقوات الجيش التابعة لوزارة الدفاع إلى مدينة بصرى الشام، وتم استدعاء المسؤولين في قيادة اللواء الثامن، حيث طالبت إدارة الأمن العام بتسليم المطلوبين.
وتابع: بعد ضغط القوى الأمنية على اللواء الثامن، استطعنا التوصل إلى صيغة اتفاق ينص على تسليم المطلوبين، حيث تسلمت قوى الأمن العام اثنين من المطلوبين، بينما فر اثنان آخران، وبناء عليه انتشرت قوات الأمن العام وقوات الجيش في مدينة بصرى، وأعلنت استمرار حالة حظر التجوال في المدينة، وذلك لتأمين المنطقة وفض الاشتباك بين عائلة بلال الدروبي وذوي المطلوبين، منعا من عملية ثأر متوقعة.
وبناء على ما تقدم طالبت وزارة الدفاع الفيلق الخامس تسليم سلاحه، خلال مهلة 48 ساعة، مهددة بمداهمة مواقع ومقرات وأماكن فرار المطلوبين وفك اللواء الثامن بالقوة.
وزاد: وعلى خلفية ما سبق، وبعد مفاوضات، وتدخل وجهاء وأعيان المنطقة، توصل الفيلق الخامس إلى قرار حل نفسه، وحل الكتلة البشرية المعنية، وتسليم السلاح كاملا، بناء على اتفاق مع وزارة الدفاع، كما أبدت قيادته استعدادها لمساعدة قوات الجيش، في إلقاء القبض على الهاربين، بينهم القيادي علي باش، حيث تواصل قوات الجيش والأمن العام ملاحقته.
وحول عودة الحياة الطبيعة إلى المدينة، قال أبو نبوت: ستتواصل حالة حظر التجوال في مدينة بصرى الشام، إلى أن تضع وزارة الدفاع يدها على كل مستودعات الأسلحة في المدينة، واستلام الأسلحة الثقيلة والخفيفة، بمساعدة وجهاء وأعيان المنطقة. مؤكدا أن عناصر الفيلق ستنضم إلى وزارة الدفاع كأفراد.
مصير العودة
وبالنسبة لمصير أحمد العودة، قال المسؤول الأمني، في حال ثبوت أي تهمة تؤكد تورطه بعملية القتل، فسيلاحق ويقدم إلى العدالة، وإلا فهو مواطن سوري، كما يمكن لعناصر اللواء التطوع لدى وزارة الدفاع السورية.
وإزاء إرجاء تشييع الدروبي، قال: رفض أهالي بلال الدروبي تشييع جثمان ابنهم، حيث طالبوا وزارة الدفاع بملاحقة المطلوبين والمتورطين في جريمة القتل، واستدرك بالقول: على الأرجح أن يتم تشييع جثمانه اليوم الإثنين.
وفي مدينة بصرى الشام، فإن قوات الأمن العام تفرض سيطرتها على كامل المدينة، مدعومة بآليات عسكرية، حيث داهمت عدة مواقع عسكرية ومخابئ مشتبها بها، مضيفة أنّ مكبّرات الصوت في مساجد المدينة أطلقت نداءات تطالب الأهالي بعدم مغادرة منازلهم تجنباً لأي مواجهات.
وفي المقابل، قال مصدر مقرب من أحمد العودة، في مدينة بصرى الشام: إن قيادة اللواء تؤكد موافقتها على حل اللواء الثامن وتسليم كامل مستودعات الأسلحة الخفيفة والثقيلة لوزارة الدفاع السورية.
وكان العقيد محمّد الحوراني الناطق باسم اللواء قد خرج بتسجيل فيديو قال فيه «نحن أفراد وعناصر وضباط ما يعرف سابقاً باللواء الثامن نعلن رسمياً حل هذا التشكيل وتسليم جميع مقدراته العسكرية والبشرية إلى وزارة الدفاع» السورية.
وتابع: هذا القرار يأتي انطلاقا من الحرص على الوحدة الوطنية وتعزيز الأمن والاستقرار والالتزام بسيادة الدولة مشيراً إلى أن هذه الخطوة بداية جديدة لتعزيز مسيرة الوطن تحت مظلة الدولة السورية.
وحول أسباب التوتر، قال المصدر إن الأمن العام طالب أمس، بتسليم عناصر الحاجز المتورطين بقضية مقتل الدروبي، ونحن من جهتنا أبدينا الاستعداد الكامل لتسليم المطلوبين. كما طالب جهاز الأمن العام بدخول قوات فصل إلى بصرى الشام، حيث دخل رتلان من قوات الجيش والأمن العام، وانتشرا داخل المدينة.
ومساء السبت، دخل رتل أضافي إلى المدينة، كما استقبلت إحدى مضافات المدينة اجتماعا ضم قيادات الجيش والأمن وقيادة اللواء الثامن في بصرى الشام، حيث أقامت قوات الأمن العام 6 نقاط عسكرية، على خلفية الحادثة، وفرضت سيطرتها على عموم بصرى الشام.
وزاد: إلى الآن لم نسلم الأسلحة الخفيفة أو الثقيلة لوزارة الدفاع، حيث كانت قيادة اللواء الثامن بانتظار استلام هيكلية واضحة للانخراط ضمن الجيش الجديد، سيما بعد التوغلات الإسرائيلية المتكررة.
وفي مدينة درعا قال أبو علي المحاميد أحد وجهاء المدينة، لم يسلم اللواء الثامن إلى الآن سلاحه إلى وزارة الدفاع، كما أنه لم يطلب منه ذلك حتى الآن، مؤكدا أنه بعد دخول قوات الجيش سيتم فتح ملفات تسليم السلاح والآليات الثقيلة، وحل الفصيل وفق مباحثات سوف تنتهي بضم عناصر اللواء إما لوزارة الدفاع بشكل مباشر، أو إلى الفرقة 7 المخصصة إلى أبناء الجنوب السوري، بقيادة العميد بنيان الحريري.
وأضاف: تم تشكيل الفرقة 7 بعد سقوط النظام، ومقرها في مدينتي درعا وإزرع، وهي مخصصة لأبناء الجنوب السوري عموما، بقيادة العميد بنيان الحريري المعين من قبل وزارة الدفاع، وتتفرع عنها ألوية ووحدات عسكرية سيوزع عناصرها على محافظات درعا والقنيطرة وعموم منطقة الجنوب السوري.
وتابع: تواصل وزارة الدفاع عملها في قبول طلبات العناصر والضباط في صفوف الفرقة، كما عينت الضباط المنشقين في مواقع عسكرية حيث تسلموا مهامهم في الفرقة.