أخبار عالميةالأخبار

كيف صار الأميركيون الخاسر الأكبر من رسوم ترامب؟

خسرت الأسهم الأميركية تريليونات الدولارات عقب إعلان الرئيس دونالد ترامب فرض رسوم جمركية كبيرة على الواردات، كما تراجعت مؤشرات الأسهم العالمية، مثل مؤشر نيكي الياباني ومؤشر داكس الألماني، مع تضرر التجارة العالمية من الرسوم الجمركية.

وانتعشت الأسهم بعد أن أشار ترامب إلى أنه يجري مفاوضات مع دول، مثل اليابان وكوريا الجنوبية، للوصول إلى ما وصفته سكرتيرته الصحفية، كارولين ليفيت، بـ”صفقات تجارية مصممة خصيصًا”.

الأميركيون.. وليس الأثرياء

وحسب الموقع، فإن ثمة تصور، بأن أداء سوق الأسهم يؤثر في المقام الأول على الأثرياء، وفي هذا شيء من الحقيقة إذ امتلك أغنى 10% من الأميركيين 93% من إجمالي الأسهم الأميركية في عام 2023، وفق بيانات بنك الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي).

لكن الأمر ليس بهذه البساطة، وفق التقرير، فغالبية الأميركيين لديهم أموال مرتبطة بالأسهم، وعليه فإن انخفاض السوق يُسبب ضررًا واسع النطاق وأشد وطأة على الأفراد ذوي الثروات المحدودة الذين قد يكونون أقل قدرة على انتظار هدوء تقلبات السوق.

من يستثمر في سوق الأسهم؟

يمتلك غالبية الأميركيين (62%، وفقًا لمؤسسة غالوب) أسهمًا بشكل أو بآخر، سواء كانت أسهما فردية أم من الاستثمار في خطط التقاعد وحساباته الفردية وصناديق الاستثمار المشتركة ومعاشات التقاعد.

ويستثمر عدد أكبر من الأميركيين في سوق الأسهم أكثر من أي وقت مضى منذ عام 2007، عشية الركود الكبير، ويعود ذلك جزئيًا إلى أن شراء الأسهم أصبح أسهل من أي وقت مضى مع ظهور أدوات الاستثمار، مثل صناديق المؤشرات المتداولة والمنصات الإلكترونية.

ويأتي ذلك أيضا من الضرورة؛ ففي ظل المخاوف بشأن مستقبل استحقاقات الضمان الاجتماعي، ومع تخلي معظم الشركات عن معاشاتها التقاعدية، يمتلك نحو 70 مليون أميركي الآن خطط تقاعد.

وحسب التقرير، فإن نسبة كبيرة من الأميركيين ذوي الدخل المتوسط والمنخفض يمتلكون كذلك أسهمًا ويعتمدون على عوائدها لتمويل تقاعدهم، وحتى أعضاء نقابة عمال السيارات المتحدة، وهم من أكبر مؤيدي رسوم ترامب الجمركية، لديهم أموال في سوق الأسهم من معاشاتهم التقاعدية المضمونة من النقابة.

وقد لا يملك أولئك الذين يقتربون من سن التقاعد أو المتقاعدون فعلا الوقت الكافي لتجاوز انخفاض سوق الأسهم، ويشهدون انكماش حساباتهم، ما يضطرهم إلى خفض استثماراتهم.

ومن هذا المنطلق، فإن تقلبات السوق الناجمة عن رسوم ترامب الجمركية لا تقتصر على نخب وول ستريت.

الأكثر تضررا

ومن نواح عدة، من المتوقع أن يكون الأميركيون العاديون الأكثر تضررا من التداعيات الاقتصادية لرسوم ترامب الجمركية، التي دفعت الاقتصاديين الأميركيين إلى رفع احتمالات ركودهم بشكل كبير.

وقد لا يشهدون انخفاضًا في صافي ثرواتهم نتيجةً لرد فعل سوق الأسهم فحسب، بل قد يتوقعون أيضًا ارتفاعًا في الأسعار وسوق عمل أكثر صعوبة.

ونظرًا لمواجهة الشركات تكاليف أعلى بفعل الرسوم الجمركية، من المتوقع أن يتحمل المستهلك ذلك على شكل ارتفاع في الأسعار، ويتوقع الاقتصاديون، أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى انخفاض قدره 3789 دولارًا في الدخل المتاح للأسرة الأميركية المتوسطة.

وقد تُجبر الشركات الأميركية كذلك على خفض التكاليف بتقليص قوتها العاملة، ما قد يؤدي إلى زيادة في البطالة.

وفي المجمل يشير كل هذا إلى أن رسوم ترامب الجمركية قد تُؤدي إلى عكس ما وصفه ترامب، أن التأثير المقصود منها: “جعل أميركا ثرية مرة أخرى”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

زر الذهاب إلى الأعلى