جنرال إسرائيلي في الاحتياط الجيش الإسرائيلي لا يستطيع تدمير حماس والحل بوقف الحرب

يحذر جنرال في الاحتياط في جيش الاحتلال من تضليل الإسرائيليين وبيعهم الأوهام ويقول إنه لا يستطيع تحقيق النصر على حماس. ويرجح الجنرال في الاحتياط يتسحاق بريك المعروف في إسرائيل بـ«نبي الغضب» لتوقعه «طوفان الأقصى» أن المستويَين الأمني والسياسي أغلقا آذانهما، ولم يتعلّما بعد شيئاً ممّا حدث للإسرائيليين خلال العام ونصف العام الماضيَين، ولم يفهما حتى اللحظة أن الجيش لا يستطيع، بوضعه الحالي، تفكيك «حماس». ويتساءل بريك في مقال ينشره موقع القناة 12 العبرية، «ألم يفهما حتى الآن أن جيشنا لا يستطيع البقاء وقتاً طويلاً في المناطق التي احتلها، ولا يملك القوة الكافية من أجل تفجير مئات الكيلومترات من الأنفاق؟ بكلمات أُخرى: إنه لا يستطيع، بوضعه الحالي، حسم المعركة مع حماس». ويقول إن أيّ جولة أُخرى من الحرب في غزة ستضع حياة المخطوفين في خطر، وتزيد في الإصابات في صفوف قواتنا، وفي أوساط الغزّيين الأبرياء. وينوه أن هذا بالإضافة إلى أن العالم كلّه سيعلن أننا مجرمو حرب؛ نعم – العالم العربي برمّته سيتوحّد ضدنا، ويفكّك حصانتنا القومية، وسيستمر وضعنا الاقتصادي في التراجع، وبالتالي سيتراجع الجيش. ويمضي في التحذير من النزيف المفتوح: سنبقى وحدنا في العالم مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يمكن أن يتركنا وحدنا في أيّ لحظة. ويرى أن الأمر المفاجئ أكثر هو أن القيادة العليا الجديدة للجيش وقعت أسيرة فخ نتنياهو وتابعه وزير الدفاع يسرائيل كاتس، وتنفّذ كلّ ما يريدانه وبدلاً من ترميم جيشنا وتجهيزه للتهديدات المستقبلية على حدودنا الشرقية، وحدودنا مع مصر، والضفة الغربية، والحدود اللبنانية، حيث لم نُخضع حزب الله؛ وبدلاً من إقامة حرس قومي ضد المجرمين المتطرفين في بلدنا- يقوم المستويان العسكري والسياسي ببثّ الشعارات بشأن تفكيك حماس بشكل مطلق.
وطبقا لبريك لم يفهم المسؤولون الإسرائيليون بعد أنه من أجل تفكيك حماس، عليهم أن يزيدوا في حجم الجيش، وفي حجم القوات كي تستطيع تفجير الأنفاق، وبعدها فقط، يمكن الحسم. ويقول «إن هدم المنازل في قطاع غزة وتفكيك بنى حماس فوق الأرض لم يساعدانا على التقدّم نحو هدف تفكيك الحركة التي تقيم في مدينة مساحتها مئات الكيلومترات تحت الأرض وتخرج من حصنها هذا لتقتل المئات، وتُصيب الآلاف». ويضيف على الرغم من ذلك، فإن القيادة العسكرية، وبتوجيهات من القيادة السياسية، تريد جرّنا إلى مسلسل آخر من القتل والعزاء، من دون أيّ إنجاز واضح. أيها القرّاء الأعزاء، قولوا لي: على مَن يُمكن الاعتماد هنا؟ هل تبقّى لنا المزيد من حرّاس التخوم في الدولة؟ كان يجب على رئيس هيئة الأركان العامة الجديد، الجنرال إيال زمير، أن يدافع عن موقفه، ويعرض أمام المستوى السياسي وضع الجيش الحقيقي، حسبما توقّعنا جميعاً منه، وأن يعرض الحقيقة عارية، من دون أيّ تجميل. وكان يجب عليه أن يقاتل بكل قوته من أجل التقدّم إلى المرحلة (ب) من الصفقة لتحرير المخطوفين وإنقاذ الأحياء منهم، من دون تخوّف – حتى لو كلّفه ذلك منصب رئيس هيئة الأركان. وأكثر من ذلك، كان يجب عليه أن يمنع المستوى السياسي من الاستمرار في وهم أن الجيش قادر على هزيمة حماس والإيرانيين، كما أرادوا أن يسمعوا.
ويعتبر بريك إن أقوال رئيس هيئة الأركان الموجّهة إلى الجمهور بشأن أهمية تحرير المخطوفين كأولوية، يبدو أنها من دون رصيد – أقوال ليست سوى واجب يجب أن يقال، أقواله تتناقض كلياً مع موافقته على تجديد الحرب في غزة. ويعود هنا للتساؤل هل اختار رئيس هيئة الأركان الجديد الخضوع منذ بداية طريقه؟ إذا كان الجواب نعم، فماذا سيحدث مستقبلاً؟ ويكشف بريك أنه دعم تعيين إيال زمير بكل قوته، لكنه لم يتخيّل أنه سيخضع أمام رئيس الحكومة ووزير الدفاع، لأنهما يريدان الاستمرار في الحرب من أجل البقاء في السلطة، على حساب حياة المخطوفين وأمن مواطني دولة إسرائيل.
ويرى بريك أن الطريق الصائبة والصحيحة في هذا الوقت هي الاستمرار في المفاوضات والدخول في المرحلة (ب)، حسب الاتفاق، وتحرير جميع المخطوفين، الذين يختنقون في ظلام الأنفاق، دفعة واحدة، وانتهاء الحرب. ويتابع «بعدها، علينا أن نشمّر عن سواعدنا ونُعيد ترميم الدولة والجيش في جميع المجالات، لكي يستطيع الدفاع عن حدود إسرائيل، بما معناه أن على الجيش أن يتجهّز لحرب كبيرة يستطيع الضرب والحسم فيها». ويرى أنه في نهاية المطاف، إذا مات المخطوفون في الأنفاق المظلمة، فإن التهمة ستقع على كاهل المستويَين السياسي والعسكري، إلى الأبد، وهما اللذان اختارا الاستمرار في حرب من دون هدف، لن تحقّق أيّ إنجاز. ويخلص للتحذير مجددا: هذا الخيار سيدفع إلى موت المخطوفين الذين لا يزال من الممكن إنقاذهم. إن كلّ يوم يمرّ يؤجّل فيه الحديث عن المرحلة (ب) من الصفقة، يضع حياة المخطوفين في خطر، أكثر فأكثر، إذ إن ثمة خطوة فقط تفصلهم عن الموت.