أخبار عربيةالأخبار

الجيش السوداني يستعيد مواقع مهمة في الخرطوم

اشتعلت جبهات القتال في السودان، أمس الإثنين، عقب تقدم الجيش واستعادة مواقع مهمة في العاصمة الخرطوم، وخاضت قواته معارك ضارية في ولايتي شمال كردفان والنيل الأبيض أدت إلى تراجع الدعم السريع.
مصدر ميداني قال إن قوات سلاح المدرعات تقدمت شرقاً فجر الإثنين من مواقع وجودها في حي الحلة الجديدة جنوب الخرطوم صوب منطقة أبو حمامة وحي السجانة، مشيراً إلى خوض مواجهات شرسة استخدمت فيها الدبابات والأسلحة الثقيلة وانتهت ببسط سيطرة الجيش على أبراج النفط ومبنى وزارة الثروة الحيوانية والبرج الماليزي والإمدادات الطبية وشارع حي السجانة الرئيسي. وأكد المصدر استلام الجيش لعدد من الأسلحة والذخائر والآليات العسكرية وفرار الدعم السريع شرقاً إلى أحياء الديوم الشرقية.
في الأثناء، قال أحد المواطنين إن أعمدة دخان كثيف تصاعدت من مباني الصندوق القومي للإمدادات الطبية عقب تراجع الدعم السريع عنه واستلامه من قوات سلاح المدرعات.
وسارع تجمع الصيادلة المهنيين بإصدار بيان بخصوص تحرير مباني الإمدادات الطبية في حي السجانة، كاشفاً أن الدعم السريع عملت على احتلال الصندوق وتحويله إلى ثكنة عسكرية ونهبت المخزون الدوائي والحقت أضرارا بالغة به قدرت تكلفتها الأولية بأكثر من 500 مليون دولار.
وتقدم الجيش نحو حي السجانة ومنطقة الديوم الشرقية وشمالاً في شارع الحرية، يهدف إلى إحكام عملية تطويق واسعة لمنطقة وسط الخرطوم التي يوجد بها القصر الرئاسي والوزارات السيادية والتي من المتوقع أن تشهد معارك شرسة خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة.

أما في الخرطوم بحري، شمال الخرطوم، فقد أعلن الناطق الرسمي باسم الجيش نبيل عبد الله أن قوات منطقة بحري العسكرية تقدمت في محور كوبري كوبر ومستشفى يونيفرسال واستعادت المنطقة من الدعم السريع التي دمرت البنية التحتية واتخذتها قواعد عسكرية.
بينما قال مصدر عسكري لـ«القدس العربي» إن قوات أخرى من الجيش تقدمت جنوباً في حي كافوري واستطاعت تحرير برج منظومة الصناعات الدفاعية.
وفي ولاية النيل الأبيض، أفادت المصادر عن دخول قوات العمل الخاص التابعة للجيش إلى منطقة الدادر القريبة من مدينة القطينة التي شهدت هي الأخرى وبعض القرى المجاورة لها ـ الكداريس والخلوات ـ عملية استباحة واسعة من قبل «الدعم السريع» وذلك حسبما أفادت منصة نداء الوسط التي كشفت عن سقوط عشرات الضحايا على يد قوات الدعم السريع.
يأتي ذلك في وقت تصاعدت فيه وتيرة المعارك في ولاية شمال كردفان، حيث اندلعت اشتباكات شرسة لليوم الثاني على التوالي بين الجيش وقوات «الدعم السريع» في مناطق متاخمة لمدينة الرهد وذلك في إطار حشد الجيش لمتحركات ضخمة تتقدم لفك الحصار عن مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان بعد أن استعاد مدينة أم روابة. وفي مدينة الفاشر، قالت تنسيقية لجان مقاومة إن الاشتباكات العنيفة والقصف المدفعي تجددت في معسكر زمزم للنازحين.
وكشف حاكم إقليم دارفور أمس الأول عن نزوح 42 ألف أسرة من المعسكر بجانب حرق 37 منزلاً 11 ماكينةو مياه و800 محل تجاري وثلاث مدارس ومسجدين على يد الدعم السريع.
ويخوض الجيش و«الدعم السريع» منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين الأشخاص إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

زر الذهاب إلى الأعلى