أخبار عربيةالأخبار

مواطنين وقادة ومعارضة وقضاة: أوقفوا هذا الجنون

هذه صرخة الحقيقة. الجيش النظامي والاحتياط في تجنيد شامل. الاتجاه: غزة. أتسلم عبر هاتفي الخاص المزيد من بيانات الجنود وعائلاتهم. نتنياهو يصمم على استئناف الحرب وتدمير صفقة المخطوفين واتفاق وقف إطلاق النار. ربما في الوقت الذي تقرأون فيه هذه السطور، قد يحدث الأمر. ترامب طرح، أو تم إقناعه، فتح باب جهنم. مريام أدلسون شغلت طائرتها الخاصة مرة أخرى وسافرت أمس إلى واشنطن لإقناعه بالتوقف لحظة قبل الهاوية.

يجب أن تتعودوا على ذلك: مريام أدلسون، الإسرائيلية الأمريكية وأرملة شلدون أدلسون، رجل المقامرات المشهور، ومؤسس صحيفة “إسرائيل اليوم”، هي التي تقف الآن بين التضحية بالمخطوفين والقتلى المحتملين على مذبح بقاء حكومة نتنياهو، وبين العقلانية. مريام أدلسون، وليس رئيس الأركان التارك هرتسي هليفي، أو رئيس “الشاباك” رونين بار الذي تم التشهير به، أو هيئة الأمن القومي، أو المحكمة العليا، أو الليكود، أو المعارضة أو الإعلام. مريام ليست هي التي نثق بها، الأمر.. إما هي أو الدخول إلى جهنم من جديد.

كل شيء انهار. لا يوجد حراس عتبة، لا يوجد توازن وكوابح، ولا يوجد كابنيت أو حكومة أو أي شيء. نتنياهو أدرك أن عودة المخطوفين أمر سيئ عنده. المجندات المراقبات المبتسمات انتهين، واميلي دماري مع إشارة النصر بأصابعها الصغيرة. من الآن فصاعداً، هناك أشخاص نحيفون جداً عادوا من أوشفيتس خان يونس، وجثامين. هو لا يريد ذلك. لا يوجد ما يربحه من ذلك. بل هناك ما يخسره. إنهاء الحرب يهز قاعدته اليمينية. كل هيكل عظمي بشري يعود على قيد الحياة يوضح عمق التخلي وسخافة النصر المطلق. لماذا يستمر في ذلك إذاً؟ في نهاية المطاف، سيطالبون بتشكيل لجنة تحقيق رسمية. قتل في كارثة ميرون 45 إسرائيلياً، وتم تشكيل لجنة. وقتل واختطف في كارثة 7 أكتوبر 2000 إسرائيلي حتى الآن. يجب تشكيل “لجنة برلمانية” على صيغة الائتلاف – المعارضة تعكس رغبة الشعب.

حتى ذلك الحين، يصر نتنياهو على استئناف الحرب. الجميع يتحدثون عن المخطوفين الذين يضحى بهم. من الجدير التحدث عنهم، هذا أمر حيوي. لأن لهم أسماء ووجوهاً أو على الأقل ما بقي منهم. ولكن ماذا عن الجنود الذين سيقتلون في إطار إعادة احتلال قطاع غزة، بعد أن تم إخلاء ممر نتساريم، وتم إسكان شمال القطاع بمئات آلاف الفلسطينيين، بينهم أيضاً شباب جدد من مجندي حماس، الذين شيء لديهم يخسرونه باستثناء الخمسين دولاراً، الراتب الشهري، وذرة الفخر والكرامة؟

أتساءل بجدية: ماذا بشأن الجنود الذين سيموتون عبثاً؟ كيف سنسميهم؟ كيف سيكونون؟ سنشاهد صورهم على الفور في الصحف والشبكات الاجتماعية. كلمة إطراء: هم شباب، جميلون ومبتسمون. في النهاية، سيصبحون ملصقات. ستلصق صورهم في محطات القطار مع جملة إيجابية وعامة عن الحياة التي لم يكادوا يعيشونها.

على ماذا ولماذا؟ نسير مثل القطيع إلى المذبح، إلى جولة حرب نتنياهو، التي لن يتحقق فيها أي شيء. ما كان، هو ما سيكون.

غزة لن تصبح ريفييرا. الفلسطينيون لن يختفوا منها. عشرات الآلاف منهم سيقتلون. وعشرات أو مئات من جنودنا سيقتلون أيضاً. ماذا بشأن المخطوفين، ما كان هو ما سيكون. أيضاً في الضفة الغربية بالمناسبة. هاكم محفزاً آخر: الفلسطينيون لن يختفوا. وسيستمر القتل المتبادل. كثيرون منهم وقليلون منا، إلى أن يتقرر النظر إلى الواقع مباشرة. بالمناسبة، حتى بعد النظر، يبدو أنهم سيواصلون الموت هنا، من الشعبين، لكن على الأقل بدون أوهام الريفييرا والترانسفير، اللتين ينسجهما عجائز مجانين مع شعر مصبوغ وطبقة ماكياج على جانبي المحيط.

أطلب من كل إسرائيلي وإسرائيلية، من رئيس الأركان ورئيس “الشاباك” والمستشارة القانونية للحكومة والمواطن العادي، المعارضة بكل الطرق المشروعة التي يمتلكونها ووقف هذا الجنون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

زر الذهاب إلى الأعلى