هوس شعبي وصمت رسمي في الأردن بعد تصريحات ترامب الخطيرة

حالة هوس شعبية قررت في الأردن الاشتباك مع تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاصة بـ”تهجير مليون من أبناء قطاع غزة” إلى المملكة ومصر، قابلها خلال الساعات القليلة الماضية “صمت مرصود” على مستوى الحكومة والسلطات الرسمية.
أثارت مقترحات ترامب التي أعلن أنه بحثها مع الملك عبد الله الثاني في اتصال هاتفي السبت موجة عارمة من الاعتراض في الأردن، فيما بدأت أوساط حراكية شعبية تقترح النزول إلى الشارع للتعبير عن رفض الشعب الأردني لهذه السيناريوهات.
في مجلس النواب صعدت اقتراحات من النائب عوني الزعبي بأن يصدر بيان باسم ممثلي الشعب الأردني يعلن بدون مواربة رفض ما سيقترحه ترامب وسط معلومات محدودة جدا من الجانب الرسمي عن مضمون الاتصال الهاتفي الملكي مع ترامب أو معطيات الاقتراح.
قد يذهب الأردن وخلال ساعات إلى “استشعار” توحيد الموقف مع مصر في رفض التهجير المقترح الآن رسميا برفقة، بداية مشوار الإبتزاز، كما ألمح له السياسي طاهر المصري عندما تحدث عن “قطع المساعدات عن الأردن” ساعات قبل التقدم بمقترحات ترامب.
المصري أبلغ صحفا محلية بأن بلاده حكومة وشعبا ملتزمة بالتصدي لسيناريو الوطن البديل.
وفيما لم تصدر ردة فعل مباشرة على تصريحات ترامب من جهة الحكومة الأردنية، لم تصدر بيانات بالخصوص من جهة جماعة الإخوان المسلمين أيضا كبرى الجماعات السياسية في برلمان المملكة.
وصدرت بيانات عن عدة نواب برلمان تندد بتصريحات ترامب وكذلك نشرت عشرات المقالات والتعليقات وبينها بيان باسم حزب العمال.
وحفلت منصات التواصل الاجتماعي بدعوات التحلق حول المؤسسات والقيادة في رفض سيناريو ترامب ومقترحاته بتهجير أهل غزة إلى دول مجاورة بينها الأردن ومصر.
وكشف مصدر أردني مسؤول تحدث لـ”القدس العربي” عن بدء مرحلة الضغوط الشديدة على البلاد ضمن ما يسميه طاقم الرئيس ترامب بـ”فرض السلام بالقوة”، والإشارة إلى أن ترامب لديه خطط عميقة وشاملة لحل كل المشكلات العالقة بين إسرائيل والدول العربية وحل الصراع وإغلاق صفحة الحروب في الشرق الأوسط.
وبين تلك الخطط واحدة تريد الاستثمار في إعادة توزيع الديمغرافيا الفلسطينية في المنطقة ضمن مشاريع سلام اقتصادي ضخمة وأخرى معنية بـ”تخفيف الزحام” في قطاع غزة.
ومباشرة بعد تواصله هاتفيا مع الرئيس ترامب، دون الكشف من جهة عمان عن مضمون التشاور، غادر الملك عبد الله الثاني في زيارة سريعة وصفت في تصريح رسمي بأنها “زيارة عمل” تسبقها زيارة خاصة قصيرة إلى بلجيكا، حيث مقر الإتحاد الأوروبي.
ويبدو أن الصديق الأوروبي للأردن قد يكون من الخيارات المحدودة المتاحة للعمل بهدوء في احتواء وملاعبة سيناريوهات ترامب الخطيرة والحساسة.