عبد الفتاح البرهان من مقر القيادة العامة: ماضون نحو القضاء على التمرد في جميع أنحاء السودان
قال رئيس مجلس السيادة السوداني القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان، أمس الأحد، إن الجيش ماض نحو القضاء على التمرد في جميع أنحاء البلاد، مؤكدا رفض التفاوض مع «الدعم السريع» وذلك خلال تفقده مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، وسط العاصمة الخرطوم، بعد فك الحصار المضروب حولها منذ أكثر من عام ونصف.
ورافق البرهان، عضو المجلس السيادي، مساعد القائد العام للجيش ياسر العطا ومدير منظومة الصناعات الدفاعية ميرغني إدريس ومدير جهاز المخابرات العامة أحمد إبراهيم مفضل. وكان في استقباله رئيس هيئة الأركان محمد عثمان الحسين وعدد من قادة الوحدات العسكرية.
والجمعة، تمكنت قوات الجيش السوداني من فك الحصار المضروب حول القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية وسط الخرطوم، بعد تقدم القوات القادمة من مدينة أمدرمان الواقعة غرب العاصمة نحو بحري الواقعة شمالا وصولا إلى قلب الخرطوم حيث القيادة العامة.
التمرد إلى زوال
وقطع البرهان خلال مخاطبته الضباط والجنود، بأنه «لولا تضحيات الضباط والجنود الذين تقدموا الصفوف وصمدوا رغم الحصار، ما كانت هذه الانتصارات لتتحقق». وحيا الذين بذلوا أرواحهم من القوات المسلحة والقوات المشتركة والقوات النظامية الأخرى والمستنفرين مشيرا إلى تضحيات الضباط والجنود الذين صمدوا لمدة (20) شهرا داخل القيادة العامة.
وقال إن الانتصارات التي تحققت مؤخرا في مختلف المحاور، ما كان لها أن تحدث لولا التفاف الشعب حول قواته المسلحة» مؤكدا أن «المعركة ماضية نحو نهاياتها، وأن التمرد إلى زوال.
وأكد أن القوات المسلحة في أفضل حالاتها وستمضي بعزيمة نحو القضاء على التمرد في كل السودان. وأشار أيضا إلى تضحيات وصمود ضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة والقوات المشتركة في مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور موضحا أنهم لقنوا العدو دروسا في البسالة والشجاعة والثبات.
وخاطب الجنود والضباط بالقول: أنتم أبناء القوات المسلحة الذين نفتخر بكم في كل مكان. أنتم جيش له تاريخ لا ميليشيا ولا مرتزقة تريد أن تحكم البلاد بالإجرام. أنتم القوات المسلحة التي يصطف حولها الشعب السوداني.
وأضاف: عهدنا للشعب السوداني أن نقاتل هؤلاء المجرمين حتى نهزمهم، سنلاحقهم في كل مكان في السودان حتى ينصاعوا.
وأكد أن الجيش في أفضل حال وإمكانياته كل يوم في تطور حتى يكمل الحرب ضد الدعم السريع التي وصفها بـ«الميليشيا الإرهابية المتمردة». وفي رسالة للمواطنين في العاصمة الخرطوم، قال البرهان: أنه خلال الأيام القليلة القادمة سيكون ما تبقى من مدينتي بحري وأمدرمان شمال وغرب العاصمة، في أمان مضيفا: هنالك زحف كبير لمدينة الخرطوم وسط العاصمة لتحرير جميع أنحاء العاصمة المثلثة.
وأكد أن القوات في كل المحاور في الفاشر وبابنوسة وفي كل مكان تقاتل بقوة من أجل استعادة كل المواقع مضيفا: مسؤوليتنا كبيرة أمام الشعب السوداني أن ننجز له مهمة دحر هذا التمرد وكل من يتسلط عليه وينهبه. القوات المسلحة قادرة وصامدة ولن تنهزم، وتاريخها يحكي كل شيء.
وفي سلاح الإشارة شمال العاصمة الخرطوم خاطب البرهان القوات هناك، قائلا: النصر تحقق بفضل الشهداء الذين تقدموا الصفوف، بعد الله عز وجل، صمودكم وصمود مقر القوات في القيادة والفاشر غيرها من المواقع هو الذي منح السودانيين الصمود.
قطع البرهان برفض أي شكل من أشكال التفاوض مع الدعم السريع وكل من دعمها.
وأضاف: ليست لدينا مفاوضات أو صلح معهم. ولن نسمح لأي متمرد أو مساند وداعم لهم بالعودة إلينا، قريبا سيكون السودان خاليا من المتمردين». وفي خطابه للقوات في القيادة العامة للجيش، قال رئيس هيئة الأركان محمد عثمان الحسين: إن التقاء عدد كبير من الجيوش داخل مقر القيادة العامة تم من أجل أرواح الشهداء.
وأكد في أول خطاب له بعد فك حصار القيادة العامة للجيش: أنهم يحتفلون بالانتصارات والفتح الكبير للجيش وللشعب السوداني مشيرا إلى أن التقاء متحركات بحري، وادي سيدنا وأمدرمان، جاء بعد تضحيات الذين حافظوا على القيادة العامة وافتدوها بأرواحهم وحافظوا على رمزيتها للجيش السوداني.
نقطة بداية
وبين أن فك حصار القيادة العامة للجيش يعتبر نقطة بداية لتاريخ جديد للقوات المسلحة السودانية بعد المئة عام الأولى للجيش وهو تاريخ جديد للشعب السوداني.
وأضاف: نشكر للموجودين أنهم صبروا وقدموا أرتالا من الشهداء داخل القيادة، الآلاف من الضباط وضباط صف وجنود، دفنوا هنا.
ورأى أن الانتصارات الأخيرة ستكون حافزا للاندفاع في كل شبر من أرض السودان مؤكدا ثقته الكاملة في القوات المسلحة والقوات المساندة لإنهاء وجود الدعم السريع في كامل السودان في القريب العاجل.
وفي منتصف أبريل/ نيسان من العام 2023، بدأت الحرب بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» حيث اشتعلت في المقرات العسكرية في العاصمة الخرطوم قبل أن تتمدد في أنحاء واسعة من البلاد. وبعد فك الحصار حول القيادة العامة للجيش وحامية سلاح الإشارة، وسط وشمال العاصمة الخرطوم، أصبح احتمال تقدم قوات «الدعم السريع» المتبقية في العاصمة، قليلة، خصوصا وأن الجيش سيطر على معظم المواقع الإستراتيجية.
إلى ذلك، توالت ردود الأفعال الغاضبة، بعد قصف قوات «الدعم السريع» السبت، المستشفى السعودي في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، مما أسفر عن مقتل 70 شخصا وإصابة العشرات.
ووصفت وزارة الخارجية السودانية الهجوم بـ«الوحشي». وقالت إن الدعم السريع وردا على الهزائم العسكرية المتتالية في الجيلي والخرطوم بحري والفاشر على يد القوات المسلحة والقوات المشتركة والمساندة، ارتكبت مجزرة جديدة، طالت المرضى بالمستشفى السعودي بالفاشر راح ضحية المدنيين الذين يتلقون العلاج ومعظمهم من النساء والأطفال مشيرة إلى أن الدعم هاجمت بالمسيرات قسم الحوادث في المستشفى.
واعتبرت ما حدث تجسيدا لاستراتيجية الإبادة الجماعية التي تنفذها الدعم ضد الشعب السوداني.
وقال المتحدث باسم الوزارة، بابكر الصديق إن تمادي الدعم السريع في ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، دون خشية من العقاب هو أحد نتائج التراخي الدولي تجاه الميليشيا ورعاتها، وعجز مجلس الأمن عن متابعة تنفيذ قراره 2736 (2024) وإلزام الميليشيا بتنفيذ إعلان جدة في مايو 2023.
وأشار إلى اعتماد الدعم السريع بشكل أساسي على سلاح المسيرات لارتكاب جرائم الحرب والمذابح، لافتا إلى هجماتها المتكررة على محطات الطاقة والمياه والمستشفيات والأسواق. وأعربت وزارة الخارجية السعودية في بيان أمس الأحد، عن إدانتها واستنكارها استهداف المستشفى.
وشددت على ضرورة توفير الحماية للعاملين في المجال الصحي والإنساني، وعلى أهمية ضبط النفس، وتجنب استهداف المدنيين، مطالبة بتنفيذ إعلان جدة الموقع في مايو/ أيار 2023.
ودعت إلى الالتزام بحماية المدنيين في السودان، معبرة عن صادق تعازيها ومواساتها لذوي المتوفين. وأيضا، دانت دولة قطر الهجوم، واعتبرته انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي، الذي يهدف إلى ضمان سلامة المرضى والطواقم الطبية العاملة في المستشفيات، والحفاظ على المنشآت الصحية في أوقات الحروب. وعبرت الوزارة عن تعازي دولة قطر لأسر الضحايا وحكومة وشعب جمهورية السودان.