أخبار عربيةالأخبار

المعارضة السورية توسّع سيطرتها بحمص ودرعا

أعلنت المعارضة السورية المسلحة سيطرتها على معظم محافظة درعا وعلى مدينتي الرستن وتلبيسة وآخر قرية على تخوم مدينة حمص، ووجهت “النداء الأخير” لقوات النظام في المدينة “للانشقاق”، في حين سعى الجيش السوري لكسر تقدم المعارضة بقصف جسر الرستن المؤدي للمدينة.

وقالت المعارضة السورية إن قواتها توغلت في مدينة درعا جنوبي سوريا وسيطرت على عدة أحياء هناك، وأعلنت عن حظر للتجوال في مركز المدينة لحين انتهاء عملية تمشيط الأحياء من قوات النظام.

وأكدت المعارضة أن المئات من أفراد الجيش السوري “هربوا من مركز مدينة درعا” بعد توغل قوات المعارضة.

وفي وقت لاحق، قالت المعارضة السورية إنها سيطرت على أكثر من 80% من مساحة محافظة درعا.

على صعيد متصل، بثت المعارضة صورا للحظة دخول قواتها مدينتي الرستن وتلبيسة اللتين تبعدان نحو 20 كيلومترا إلى الجنوب من مدينة حماة. كما قالت إنها أصبحت على بُعد 12 كيلومترا من وسط مدينة حمص.

وقبل قليل، أعلنت المعارضة السورية المسلحة سيطرتها على آخر قرية على تخوم مدينة حمص، ووجهت “النداء الأخير” لقوات النظام في المدينة “للانشقاق”.

يُذكر أن مدينة حمص هي أول مدينة تعرضت للتهجير على يد قوات الجيش السوري في اتفاق تم برعاية الأمم المتحدة في منتصف عام 2014.

ويأتي ذلك بعد إعلان المعارضة السورية المسلحة سيطرتها الكاملة على مدينة حماة وسط البلاد، بعد أن أكملت عمليات التمشيط فيها بنجاح، على حد قولها.

ورصد مراسل الجزيرة صهيب الخلف الأوضاع داخل المطار الذي يعد من أهم المطارات العسكرية التي كانت تعتمد عليها القوات السورية في قمع مظاهرات المعارضة في مدن حماة وإدلب وحلب.

وقال مراسل الجزيرة إن مقاتلي المعارضة السورية انتشروا في مداخل مدينة حماة وشوارعها الرئيسية والثكنات العسكرية المجاورة لها، وأنشؤوا حواجز عسكرية في مداخل المدينة لحماية السكان.

وأشار المراسل إلى أن مقاتلي المعارضة أغلقوا الدوائر الحكومية مؤقتا، حفاظا على الممتلكات العامة من أي عبث، حسب تعبيرهم.

غارات على ريف حماة

من جانب آخر، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن الجيش السوري ينفذ عمليات نوعية باتجاه الدار الكبيرة وتلبيسة والرستن بريف حمص بتغطية من الطيران الروسي.

انسحاب من دير الزور

في سياق موازٍ، سلم النظام السوري -الجمعة- مركز محافظة دير الزور شرق البلاد لقوات سوريا الديمقراطية.

وأفادت مصادر محلية بأن النظام السوري بدأ بسحب قواته المنتشرة في محافظة دير الزور، بالتزامن مع اقتراب فصائل المعارضة من مدينة حمص (وسط).

وفي وقت سابق سحب النظام قواته من 7 قرى في دير الزور وسلمها لـ”قسد”، والتي تقع على “الممر الإستراتيجي” الذي يصل إيران بلبنان عبر العراق وسوريا.

كما انسحبت قوات النظام السوري من مطار دير الزور العسكري، وسلمته لقوات سوريا الديمقراطية.

من جهتها، أكدت قوات سوريا الديمقراطية انتشار عناصرها في مدينة دير الزور وغرب الفرات شرق سوريا بعد انسحاب الجيش السوري منها.

ونقلت وكالة رويترز عن مصدرين عسكريين سوريين قولهما إن معبر البوكمال الحدودي مع العراق تسيطر عليه حاليا قوات “قسد”.

وفي دمشق، تعرضت العاصمة السورية، اليوم الجمعة، لهجوم بطائرات مسيرة انتحارية استهدفت ساحة الأمويين التي تضم مبنى الإذاعة والتلفزيون ومبنى وزارة الدفاع.

وأفادت مصادر محلية لوكالة الأناضول بأن الهجوم نفذته فصائل معارضة للنظام السوري، في حين لم يصدر أي بيان رسمي من النظام السوري حول الهجوم المذكور.

من جهة أخرى، أفادت تقارير ميدانية بسماع أصوات إطلاق نار كثيف في دمشق.

فتح طرق

في السياق ذاته، قال الدفاع المدني السوري إن فرقه عملت على فتح عشرات الطرق المغلقة بالسواتر الترابية وركام القصف والمعارك في مدن وبلدات بريفي حلب وإدلب بعد سيطرة قوات المعارضة عليها.

وأوضح الدفاع المدني أنّ فتح الطرق وإزالة الركام يأتي ضمن حملة أطلقها تحت اسم “أمل العائدين”، وتهدف إلى تهيئة الظروف لعودة النازحين إلى مدنهم وبلداتهم، وفق تعبيره.

ونشر الدفاع المدني جانبا من أعمال فرقه في مدينتي خان شيخون ومعرة النعمان بريف إدلب الجنوبي.

من جهة أخرى، قالت مصادر محلية للجزيرة إن مقاتلين من المعارضة السورية ومدنيين في محافظة درعا نفذوا هجمات فردية تجاه حواجز ومخافر ومقار لقوات النظام السوري في مناطق عدة.

وأوضحت المصادر أن المعارضين هاجموا معبر درعا البلد القديم وهو معبر مغلق، ويعتبر حاجزا لقوات النظام السوري.

وأشارت المصادر إلى أن عناصر من النظام السوري سلموا أسلحتهم وحواجزهم ونقاطهم العسكرية لمقاتلي المعارضة والأهالي في عدة بلدات من محافظة درعا بعد تعرضهم للهجوم.

وأضافت المصادر أن مظاهرة خرجت في عدة مدن وبلدات من محافظة درعا دعما لعملية ردع العدوان.

يُذكر أن إدارة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة والتي تقود المعارك حاليا في ريف حمص لم تعلن بشكل رسمي عن أي عمل لها جنوبي سوريا، بما فيها درعا.

وخرج سوريون في وقفة تضامنية مع المعارضة المسلحة في مدينة بصرى الشام بريف درعا الشرقي.

غرفة عمليات الجنوب

من جهة أخرى، أعلنت فصائل من المعارضة السورية تأسيس “غرفة عمليات الجنوب” في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء جنوبي سوريا.

وفي أول بيان لغرفة العمليات، اليوم الجمعة، تم التأكيد على ضمان أمن الحدود الجنوبية للبلاد، والعمل من أجل ضمان الأمن والاستقرار في المناطق الجنوبية.

ودعا البيان، المجتمع الدولي ليكون مع قرار الشعب السوري في نيل حريته وكرامته وبناء دولته المدنية.

وطلبت غرفة عمليات الجنوب، من جنود وضباط جيش النظام الانشقاق.

وتوصلت فصائل المعارضة في درعا والسويداء والقنيطرة، لاتفاق مع “اللواء الثامن” الذي أنشأته القوات الروسية في درعا (يتألف من عناصر كانت أجرت تسويات مع النظام) على تشكيل غرفة عمليات مشتركة ضد قوات النظام.

وأكدت الفصائل المحلية في السويداء أن قواتها تخوض معارك مع قوات النظام في ثكنة القلعة بمدينة السويداء جنوبي البلاد، معلنة فرض منع تجوال في مدينة السويداء لمدة 24 ساعة.

وأضافت أنها سيطرت على 5 دبابات بعد سيطرتها على نقاط عسكرية بالمدينة، كما دخلت إلى قيادة فرع حزب البعث الحاكم في المدينة.

كما قالت إن أكثر من 250 عنصرا من قوات النظام انشقوا خلال معارك اليوم بعموم المحافظة.

وكانت الفصائل أعلنت سيطرتها على عدد من النقاط العسكرية التابعة للنظام السوري ودبابة في بلدة القريا ومحيطها.

وأكدت انسحاب عناصر الأمن من مبنى قيادة الشرطة وسط مدينة السويداء، وأضافت أنها هاجمت قوات النظام في حاجز شهبا شمالي المدينة.

معارك درعا

وفي وقت سابق أمس، أعلنت المعارضة السورية سيطرتها على موقع تل الحارة الإستراتيجي بريف درعا جنوبي البلاد بعد مواجهات مع قوات النظام.

وقال مصدران من المعارضة السورية المسلحة لوكالة رويترز إن فصائل محلية من المعارضة سيطرت على إحدى القواعد الرئيسية للجيش في محافظة درعا، والمعروفة باسم اللواء 52 بالقرب من بلدة الحراك، في حين امتد القتال إلى الحدود الجنوبية للبلاد مع الأردن.

وأعلنت إدارة العمليات العسكرية التابعة لفصائل المعارضة السورية السيطرة على نقاط عسكرية في بلدة عقربا، وعلى تل الهش شرقي مدينة نوى بريف درعا الغربي.

وأضافت أنها سيطرت على بلدة الجبيلية بريف درعا الغربي، كما أسرت عدة عناصر من قوات النظام.

وكانت المعارضة المسلحة بدأت هجومها الأسبوع الماضي، والذي أطلقت عليه “ردع العدوان”، وأعلنت أن هدف العملية هو تمكين النازحين من العودة إلى مناطقهم، وصد ما سمّته عدوان قوات النظام السوري والفصائل المتحالفة معها.

زر الذهاب إلى الأعلى