أخبار عربيةالأخبار

نائب البرهان يغلق باب التفاوض مع الدعم السريع

أعلن شمس الدين كباشي عضو مجلس السيادة ونائب القائد العام للجيش السوداني اليوم الثلاثاء إغلاق باب التفاوض مع قوات الدعم السريع، مؤكدا تمسكه بخيار الحسم العسكري.

جاء ذلك في خطاب ألقاه في منطقة مصنع السكر بولاية سنار (جنوب شرق)، حيث أكد أنه “لا يوجد أي احتمال لوقف إطلاق النار أو هدنة”، مشددا على ضرورة أن تسلم المليشيا السلاح والمنهوبات والتجمع في معسكرات.

وأضاف أن المسار السياسي لا صلة له بالمسار العسكري، مؤكدا على المضي في خيار الحسم العسكري. واعتبر الكباشي أن تدمير مصنع سكر سنار نموذجا للخراب الممنهج والمقصود الذي تقوم به قوات الدعم السريع لتدمير البنية التحتية، متعهدا بإعادة إعمار وتأهيل المصانع التي دمرتها ما وصفها بـ”مليشيا الإرهاب”.

ووصل الكباشي إلى مصنع سكر سنار بعد ساعات من استعادة الجيش السوداني المصنع من قبضة قوات الدعم السريع التي سيطرت عليه في يوليو/تموز الماضي.

وكشفت صور حصلت عليها الجزيرة نت عن دمار واسع طال مصنع سكر سنار، أحد أكبر مصانع إنتاج السكر في السودان، الواقع جنوب شرقي البلاد.

وأظهرت الصور تدمير المعدات الصناعية والبنية التحتية للمصنع، والتي حولتها قوات الدعم السريع إلى ثكنات عسكرية على مدار 5 أشهر.

وتجددت اليوم المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدة مدن، مع تقدم للجيش وتراجع لقوات الدعم السريع، خصوصا في وسط البلاد وولاية شمال كردفان، حيث كانت تتمركز بكثافة منذ أشهر.

وفجر اليوم، شنت قوات الدعم السريع هجوما مفاجئا على مواقع الجيش في منطقة الغبشة شمال كردفان. وقالت مصادر للجزيرة نت إن الهجوم أربك حسابات الجيش، لكنه تمكن من امتصاص صدمته وإعادة تنظيم صفوفه وصد الهجوم.

وأصيب في الهجوم العقيد حسين برشم، قائد قوات الدعم السريع في مناطق غرب كردفان، الذي تم نقله للعلاج في أم روابة شمال كردفان.

وأعلن الجيش السوداني في بيان صحفي أنه ألحق خسائر فادحة في صفوف قوات الدعم السريع، سواء في الأرواح أو المعدات، خلال المعارك التي دارت شمال كردفان.

وتشهد ولاية الجزيرة وسط السودان معارك ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث يسعى الجيش لاستعادة مدينة ود مدني عاصمة الولاية وثاني أكبر المدن السودانية، لكنه يواجه تحديات كبيرة في تقدمه بسبب دفاعات قوات الدعم السريع المنتشرة في المدن المجاورة، وهذا يزيد من صعوبة المعركة في المنطقة.

وأفادت مصادر للجزيرة نت بتقدم الجيش السوداني اليوم نحو تخوم منطقة ود الحداد التي تبعد 70 كيلومترا عن مدينة ود مدني، بينما شهدت منطقة راما، التي تقع على بعد 60 كيلومترا شرق المدينة، مواجهات عنيفة بين الطرفين.

سياسيا، زار وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي السودان صباح اليوم الثلاثاء، لمناقشة التطورات في البلاد.

وأكد الوزير المصري في تصريحات صحافية، عقب تسليمه رسالة خطية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، أن القاهرة تبذل جهودا كبيرة لدعم استئناف السودان لنشاطه في الاتحاد الأفريقي في أقرب وقت ممكن.

وأكد أن الشعب المصري “يشاطر الشعب السوداني الشقيق في محنته وسيكون سندا له حتى يتجاوزھا بسلام”، بحسب بيان لوزارة الخارجية السودانية.

وعلى صعيد آخر، أشار عبد العاطي إلى أن هناك توافقا بين مصر والسودان فيما يخص قضايا مياه النيل، مؤكدا على التشاور المستمر بين البلدين حول هذه القضية الحيوية التي تعتبر “وجودية” للبلدين.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

زر الذهاب إلى الأعلى