السجون المصرية تحصد أرواح المصريين
أعلن مركز الشهاب لحقوق الإنسان وفاة السجين السياسي المصري فضل سليم محمود، البالغ من العمر 64 عامًا، وهو وكيل معهد أزهري بدير مواس في محافظة المنيا، داخل محبسه في سجن المنيا.
ووفقًا لبيان المركز، فقد تعرض محمود لانتهاكات خطيرة بدأت في عام 2021، عندما اختطفت قوات الأمن نجله لإجباره على تسليم نفسه. وبالفعل، سلم محمود نفسه لقسم شرطة دير مواس، حيث تعرض لتعذيب شديد أدى إلى إصابته بالشلل.
وأشار البيان إلى أن محمود نُقل لاحقًا إلى سجن المنيا، حيث أصيب بجلطة دماغية تسببت في فقدانه للذاكرة وظل طريح الفراش حتى وفاته، نتيجة ما وصفه المركز بالإهمال الطبي المتعمد.
فتح تحقيق شامل
وطالب مركز الشهاب النائب العام المصري بفتح تحقيق شامل في الانتهاكات التي تعرض لها محمود منذ لحظة اعتقاله وحتى وفاته.
أفادت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان بوفاة سجين سياسي محبوس احتياطيًا داخل سجن بدر خلال الأيام الماضية، حيث كان موقوفًا على ذمة القضية رقم 305 لعام 2023 حصر أمن دولة عليا.
وأوضحت الشبكة أنها لم تتمكن من الحصول على معلومات إضافية حول هوية السجين أو ملابسات وفاته، داعية من يمتلك أي تفاصيل أو معلومات ذات صلة إلى التواصل معها عبر الرسائل الخاصة.
أشارت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان إلى تصاعد معدلات الوفيات داخل السجون وأقسام الشرطة المصرية، نتيجة تدهور أوضاع الاحتجاز وغياب الحد الأدنى من معايير الرعاية الصحية والطبية.
وأكدت الشبكة أن تقديم العلاج للسجناء السياسيين يخضع لموافقة ضابط الأمن الوطني المسؤول عن إدارة السجن، ما يؤدي إلى حرمان الآلاف من السجناء السياسيين من تلقي الرعاية الصحية اللازمة، ويتسبب في تدهور حالتهم الصحية، وصولًا إلى الوفاة في العديد من الحالات.
أعلنت منظمات حقوقية، مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وفاة السجين السياسي إيهاب مسعود إبراهيم جحا (51 عامًا)، عضو حزب الاستقلال، نتيجة تدهور حالته الصحية داخل سجن برج العرب بالإسكندرية.
وخلال العام الجاري، وثق مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب وفاة أربعة سجناء في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وخمسة آخرين في أيلول/ سبتمبر الماضي، بالإضافة إلى وفاة أربعة سجناء في آب/ أغسطس الماضي. وشهد تموز/ يوليو الماضي وفاة تسعة مواطنين داخل السجون ومقار الاحتجاز المختلفة.
كما سجلت منظمات حقوقية مصرية 21 حالة وفاة خلال النصف الأول من العام الجاري بسبب الإهمال الطبي وظروف الاحتجاز السيئة، بينهم 11 شخصًا توفوا في حزيران/ يونيو الماضي نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، أو بسبب ارتفاع درجات الحرارة والتكدس الشديد في أماكن الاحتجاز.
رصدت منظمات حقوقية وفاة ستة سجناء داخل السجون ومقار الاحتجاز المصرية في أيار/ مايو الماضي، بينما شهد شهر نيسان/ أبريل الماضي حالتي وفاة. وفي آذار/ مارس الماضي، وثقت ثلاث حالات وفاة، تلتها حالتان أخريان في شباط/ فبراير الماضي. كما سجلت خمس وفيات في كانون الثاني/ يناير الماضي داخل السجون ومقار الاحتجاز المختلفة.