هيئات شعبية مغربية تدين السماح لسفينة تحمل أسلحة متوجهة لإسرائيل بالرسوّ في ميناء طنجة
أثار خبر رُسوّ سفينة أمريكية، من المحتمل أنها تحمل شحنة من الأسلحة في طريقها صوب دولة الاحتلال الصهيوني، بالميناء الدولي “طنجة المتوسطي”، أقصى شمال المغرب، غضب واستهجان واحتجاج مواطنين ونشطاء مغاربة، وسط صمت سلطات الميناء وغياب رد فعل جهات رسمية في المملكة، في وقت منعت السلطات الإسبانية رسو السفينة في ميناء الجزيرة الخضراء.
ونظم عشرات المغاربة وقفة احتجاجية أمام بوابة ميناء “طنجة المتوسطي”، أول أمس الأحد، رفضاً لسماح السلطات المغربية بدخول السفينة التي يُعتقد أنها تحمل أسلحة وذخيرة يستعملها الجيش الإسرائيلي في جرائم الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة. كما رفع المحتجون شعارات رافضة ومنددة باستقبال السفينة وعبروا عن رفضهم لجميع أشكال تطبيع المغرب مع إسرائيل.
وعلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي على هذه الخطوة، وعبروا عن “الإحباط” و”خيبة الأمل”، من موقف سلطات بلادهم، غير المفهوم، في ظل استمرار حرب إبادة شنيع على أطفال ونساء وشعب غزة وفلسطين منذ أزيد من 400 يوم. ووفق المعطيات التي وفرها موقع (Marinetraffic) الخاص بتتبع حركة السفن، يتعلق الأمر بسفينة تدعى “مارسك دنفر”، أبحرت من نيويورك الأسبوع الماضي، ووصلت إلى ميناء طنجة يوم 9 تشرين الثاني/نوفمبر، بينما السفينة الثانية هي “ميرسك سيليتار”، التي أبحرت من نيويورك الأحد الماضي، ومن المقرر وصولها إلى الجزيرة الخضراء نهاية الأسبوع.
وبحسب تقارير إعلامية لصحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، أكد مالك السفينة الدنماركي رفض سلطات إسبانيا دخول سفينة الحاويات إلى ميناء “الجزيرة الخضراء” الإسباني، السبت المنصرم، وكانت الحكومة الإسبانية قد أوضحت لصحيفة “إلباييس” المحلية، أن “السفينة إلى جانب قارب آخر لن تتوقفا في إسبانيا”، بسبب “وجود أسلحة إسرائيلية في حمولتها”، ما ينفيه مالك السفينة مؤكداً ضمن بيان أن الشحنة التي سيتم نقلها في الميناء لا تحتوي على أسلحة أو ذخيرة عسكرية.
وفي الـ 5 من تشرين الثاني/نوفمبر، قدم نائب الائتلاف الإسباني اليساري، وهو أيضاً الأمين العام للحزب الشيوعي الإسباني، سومار إنريكي سانتياغو، شكوى لمنع رسو سفينتين في ميناء “الجزيرة الخضراء”، وكتب على حسابه على منصة إكس: “لا يمكن أن يكون ميناء الجزيرة الخضراء منطقة عبور للأسلحة نحو إسرائيل”. وأشادت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بقرار الحكومة الإسبانية منع السفينتين من الرّسو في موانئها، وقالت في بيان لها إن هذا القرار يأتي منسجماً مع موقف إسبانيا المشرف في رفض العدوان الصهيوني على قطاع غزة ومنع إمداده بالسلاح لمواصلة حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها ضد شعبنا الفلسطيني.
إلى ذلك، أدانت “الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع” بأقوى العبارات هذا القرار الذي وصفته بـ “المُخزي” للسلطات، مشيرة إلى أنه الثاني من نوعه بعد استقبال آخر في الميناء نفسه للسفينة العسكرية “كومميوت” التابعة لجيش الاحتلال، شهر حزيران/ يونيو المنصرم.
وقال بلاغ استنكاري لـ “الجبهة المغربية” اطلعت عليه “القدس العربي”، إن السلطات من خلال هذا القرار “أكدت اختيارها الوقوف إلى جانب العدو، وقد اتَّضح زيف الخطاب الرسمي الذي يدعي أن التطبيع مع كيان الاحتلال و”الأبارتايد” لا يتناقض مع دعم الشعب الفلسطيني”، وفق تعبيرها.
ووجهت “الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع” نداء لـ كافة المستخدمين بالميناء برفض تفريغ وشحن هذه الأسلحة، داعية إلى الاحتجاج على هذه الجريمة النكراء التي تساهم في إبادة الشعب الفلسطيني.
و استنكرت “مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين”، موقف السلطات المغربية الذي يأتي “ضداً على إرادة الشعب المغربي” المساند دوماً للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في مواجهة الاحتلال الصهيوني الوحشي وشركائه وفي مقدمتهم الإدارة الأمريكية، ودعت المسؤولين المغاربة لتحمل مسؤوليتهم بعدم السماح لسفينة العدو بالرسو في موانئ البلاد انسجاماً مع المواقف التاريخية للشعب المغربي الذي شارك مجاهدوه وأبطاله في البر والبحر من أجل تحرير القدس والأقصى، والمستمر في إسناده للمقاومة الفلسطينية في معركتها ضد الاستعمار الاستيطاني العنصري الصهيوني.
واعتبر البلاغ أن التمادي في مثل هذه المواقف المتخاذلة بمثابة تشجيع للكيان الغاصب على الاستمرار في عدوانه وإجرامه في حق الشعبين الفلسطيني واللبناني، وتحد مستفز لإرادة الشعب المغربي المساند لنضال الشعب الفلسطيني والذي ما فتئ يعبر عنه في المسيرات الوطنية والوقفات الاحتجاجية والفعاليات المتواصلة في مختلف مناطق البلاد.
كما أدانت “المبادرة المغربية للدعم والنصرة”، بأشد العبارات كل من يتحمل المسؤولية في السماح لهذه السفينة بأن ترسو بميناء طنجة المتوسطي، واعتبرت هذه الواقعة خذلاناً ووصمة عار، خاصة في ظل المجازر المروعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة ولبنان واستمراره في قتل الأطفال والنساء.
وطالب بلاغ للمبادرة السلطات المعنية بتوضيح موقفها من هذه الجريمة النكراء والتحقيق في قضية السفينة “ميرسك دنفر” وحمولتها الحالية، والعمل على اتخاذ كافة التدابير لعدم وصول أي إمدادات عسكرية أو مواد ذات استخدام مزدوج إلى كيان الاحتلال، ومحاسبة كل المتورطين في الإساءة إلى صورة المغرب والشعب المغربي المساند دوماً لفلسطين والمنخرط في دعم معركة طوفان الأقصى منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وليست هذه المرة الأولى التي يسمح فيها المغرب برسو سفن حربية إسرائيلية أو ذات حمولة عسكرية موجهة للجيش الإسرائيلي بموانئه، وسبق لمنظمات وهيئات مغربية أن أعربت عن رفضها وإدانتها لاستقبال سفينة حربية إسرائيلية في ميناء طنجة في أقصى شمال البلاد، يوم 6 حزيران/يونيو الماضي للتزود بالوقود والطعام قبل مواصلة رحلتها صوب ميناء حيفا. كما سبق لموقع “غلوبس” الإسرائيلي أن أعلن أن السفينة “INS Nachshon” رست بدورها في المغرب شهر أيلول/سبتمبر 2023.