أخبار عربيةالأخبار

معارك ضارية في الخرطوم والجيش يتقدم

احتدم القتال وسط العاصمة الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع، فيما جددت الحكومة السودانية مطالبها لمجلس الأمن الدولي باتخاذ موقف حازم تجاه الأنشطة العدوانية لدولة الإمارات عقب الدفع بمزيد من الأدلة حول مشاركتها في الحرب إلى جانب قوات حميدتي التي بدورها أعلنت حظر تصدير السلع والماشية إلى جمهورية مصر.
وقال مصدر ميداني لـ”القدس العربي”، إن منطقة المقرن وسط الخرطوم شهدت معارك عنيفة، أمس الأحد، أحزر الجيش خلالها تقدماً في عدة مواقع استراتيجية، مشيراً إلى فرض سيطرته على برج شركة زين وتوسيع نطاق تواجده حول مسجد الشهيد وحدائق 6 أبريل/ نيسان.
وبين أن الطيران الحربي شن غارات قوية في تلك المواقع، لافتاً إلى دخول مزيد من التعزيزات العسكرية ـ جنود ومدرعات وآليات ثقيلة ـ إلى المقرن من ناحية أمدرمان وهو الأمر الذي من شأنه زيادة اشتعال تلك الجبهة.
ويحاول الجيش منذ أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي، فرض سيطرته على منطقة وسط الخرطوم واستعادة عدد من المقار السيادية من ضمنها القصر الجمهوري وقبل ذلك ربط قواته القادمة من أمدرمان مع المتواجدة في القيادة العامة شرقاً ومنطقة الشجرة العسكرية جنوباً.
ويقول مراقبون إن تقدم الجيش واستعادة برج شركة زين يعني فعلياً أنه لم يبق له من أجل الوصول إلى القيادة العامة والتحام القوات سوى كيلومترات قليلة، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن معركة المقرن هي الأصعب نسبة لأنها تدور في بنايات إسمنتية عالية يتنشر فيها القناصة ويسهل بها نصب الكمائن والالتفاف. في جنوب الخرطوم، تفيد المتابعات بتوسع قوات الجيش المتواجدة في سلاح المدرعات في المنطقة الشمالية بحي اللاماب وفرض سيطرتها على مستشفى بست كير وكلية العلوم والتكنولوجيا، بينما تندلع معارك شرسة في محيط مجمع الرواد السكني الذي يعد العقبة الأبرز في انفتاح الجيش في تلك النواحي. ويشار إلى أن جنود المدرعات يحاولون بدورهم التقدم شمالاً بهدف الوصول إلى منطقة وسط الخرطوم والالتحام مع قوات الجيش وتوفير خط إمداد بري بينهم سلاح المهندسين بأمدرمان.
وإلى ذلك، أفاد سكان محليون بشن طيران الجيش خلال اليومين الماضيين غارات متواصلة على مواقع تواجد الدعم السريع في شرق ووسط الخرطوم ومنطقة جنوب الحزام الواقع جنوب الخرطوم.
ونقلت غرفة طوارئ جنوب الحزام عن شهود عيان قولهم إن 23 شخصاً قتلوا وأصيب أكثر من 40 آخرين إثر قصف الطيران الحربي للسوق المركزي ظهر أمس الأول. مبينة أنه تم نقل المصابين لمستشفيات بشائر، الرازي والراقي.
وفي صعيد آخر، سجل رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش، عبدالفتاح البرهان، زيارات تفقدية لقواته في محور “كوستي ـ سنار” كما وصل إلى منطقة جبل موية التي استعادها الجيش الأسبوع الماضي من قبض الدعم السريع، وفقاً لمجلس السيادة حيا البرهان الضباط والجنود على التضحيات التي قدموها في سبيل دحر التمرد واستعادة الأمن والاستقرار.
بالتزامن، أكد مصدر أهلي في ولاية سنار، شن طيران الجيش هجمات مكثفة، مساء أمس، على مدينة سنجة عاصمة الولاية مستهدفاً تجمعات الدعم السريع في عدة أحياء.
سياسياً، قالت وكالة الأنباء الرسمية “سونا” إن السودان دعم الشكوى التي تقدم بها لمجلس الأمن في مارس الماضي ضد دولة الإمارات بتفاصيل جديدة حول عدوانها المستمرة للسودان وشعبه بواسطة قوات حميدتي.
وأوضحت أن مندوب السودان الدائم بالأمم المتحدة أكد لمجلس الأمن عبر رسالة جديدة أن الإمارات تقوم بعلاج مقاتلي الدعم السريع الذين أصيبوا في المعارك في مستشفى زايد العسكري بأبوظبي وأرفق عدداً من الصور التي توثق ذلك.
وقالت إن الرسالة تضمنت كذلك تفاصيل وصور صناديق ذخيرة ومدفعية ثقيلة تحمل اسم الإمارات عثر عليها عقب معارك جبل موية في ولاية سنار إضافة إلى شاحنات لنقل الأسلحة والذخائر تحمل أرقاماً وبطاقات ترخيص دبي فضلاً عن أدوية ومستلزمات طبية إماراتية حديثة الصنع كانت في حوزة قوات حميدتي.
ووفقاً لها، طالبت الرسالة مجلس الأمن بموقف حازم وواضح تجاه الأنشطة العدوانية المتواصلة للإمارات ضد السودان ووقوفها وراء ما يتعرض له المدنيون من فظائع وحشية. وفي منحى مختلف، أعلنت قوات الدعم السريع منع نقل السلع إلى مناطق الجيش بالإضافة إلى حظر التصدير إلى مصر وتوعدت التجار المخالفين تلك القرارات بعقوبات قاسية.
وقال القيادي بالدعم السريع، المك أبوشوتال ـ في مقطع مصورة: “لو صدر التجار فنجان صمغ غربي أو فولاً سودانياً أو بهيمة لمصر سيعاقب بأشد العقوبات وأردعها وأن كل مواردنا يجب أن تذهب لدول الجوار ما عدا مصر”. وأضاف: أي شاحنة متجهة إلى معبر “الدبة” السودانية أو مصر يحب التعامل معه بصفتها عدواً صريحاً.
وكان قد اتهم قائد الدعم السريع حميدتي الطيران المصري في التدخل إلى جانب الجيش قصفهم في جبل موية بولاية سنار وهو الأمر الذي نفته الخارجية المصرية. وتقول قوات حميدتي إن الحكومة المصرية لم تتوقف عن تقديم الدعم العسكري للجيش السوداني من سلاح وذخائر وقنابل الطائرات والتدريب إلى جانب الدعم الفني والسياسي والدبلوماسي والإعلامي.
وحذرت في بيان لها الحكومة المصرية وأجهزتها من التمادي و”التدخل السافر في الشؤون السودانية من خلال دعم الجيش المختطف من قبل الحركة الإسلامية”. بدوره، قال عضو مجلس السيادة السوداني ومساعد قائد الجيش، إبراهيم جابر، إن اتهام حميدتي لمصر محاولة للتقليل من قدرات الجيش السوداني، لافتاً إلى أنه يريد الاستثمار في تقاطعات المشهد الإقليمي والتأثير على المتغيرات التي تنشط فيها مصر.
وأكد في تصريحات صحافية أن علاقة السودان ومصر لن تهتز بدعاوى التمرد، مشيراً إلى أن الطيران المصري إذا كان تدخل في حرب السودان لتم التخلص من الدعم السريع في أيام. وأكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، خلال فعالية أسبوع القاهرة للمياه موقف مصر الثابت في دعم واستقرار ووحدة السودان. وأشار إلى أن بلاده لن تتوانى في دعمه لمواجهة تداعيات الحرب.

زر الذهاب إلى الأعلى