عشرات القتلى إثر قصف الدعم السريع السوداني معسكرا للنازحين شمال دارفور
أفادت لجان المقاومة في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بسقوط عشرات القتلى، ما تزال عمليات الحصر جارية، إثر تدوين مدفعي قالت إنه متعمد، نفذته قوات «الدعم السريع» أمس الإثنين في سوق معسكر أبو شوك للنازحين. ونددت باستهداف المدنيين في المعسكر الواقع شمال الفاشر ويؤوي مئات الأسر المحاصرة وسط المعارك، محذرة من أن سكان ابوشوك “يبادون دون أن يدري بأمرهم أحد”.
وتحاصر قوات «الدعم السريع» مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور، منذ مايو/ أيار الماضي.
والأحد، أعلنت القوة المشتركة للحركات المسلحة الموالية للجيش السوداني تنفيذ عملية نوعية في المحور الشمالي للفاشر استهدفت بوابة مدينة مليط ومعسكر “جديد السيل” الواقعين شمالي المدينة، وتمكنت من تحقيق انتصار كبير وطرد قوات الدعم السريع من الموقعين.
وقالت إن معسكر “جديد السيل” ضمن المواقع التي تستخدمها قوات الدعم السريع لتخزين العتاد العسكري والإمدادات الحربية، مشيرة إلى استحواذ قواتها على مخزنين للذخائر والسلاح وشاحنة كبيرة بها مواد غذائية بالإضافة لاستلام سيارتين عسكريتين بكامل العتاد الحربي ودمرت 4 سيارات أخرى.
وأشارت إلى أنها قامت بتمشيط أجزاء واسعة من الناحية الشمالية للمدينة وطاردت قوات الدعم السريع حتى مشارف ام مراحيك.
وتزامن ذلك مع استعادة الجيش السوداني منطقة جبل موية الاستراتيجية الواقعة في ولاية سنار جنوب شرق، حيث تفقد عضو المجلس السيادي، نائب القائد العام للجيش السوداني، شمس الدين كباشي، الخطوط الأمامية لقوات الجيش المتمركزة هناك بعد معارك عنيفة انتهت، مساء الأحد، باستعادة الجيش للمنطقة.
ويعتبر الجيش استعادة جبل موية بمثابة مدخل لاستعادة ولاية الجزيرة وسط السودان والتي تسيطر عليها قوات الدعم السريع منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وتمكنوا عبر شبكة الطرق الممتدة من الولاية من التمدد في ولايات الأخرى.
وخلال مخاطبته قوات الجيش والقوات النظامية الأخرى والمستنفرين والمقاومة الشعبية- المواطنين المتطوعين للقتال في صفوف الجيش- ومتحركات النيل الأبيض وسنار في جبل موية، أشاد بالروح المعنوية العالية للقوات المرابطة في الخطوط الأمامية هناك، مؤكداً على اقتراب “ساعة النصر وحسم التمرد”، مشيراً إلى أن معركة جبل موية فتحت الطريق القومي سنار- ربك.
وتفقد كباشي كذلك القوات في مدينة تندلتي بولاية النيل الأبيض حيث تلقى تنويراً حول سير العمليات بالمنطقة.
واستعرض الجيش مجموعة جديدة من المركبات والأسلحة والذخائر والعقاقير الطبية التي تم استلامها من قوات الدعم السريع في محور جبل موية وطريق ربك – سنار القومي حيث التقت جيوش الفرقة 18 مشاة بالنيل الأبيض وقوات متقدم ولاية سنار.
في الأثناء، تشتد الأزمة الإنسانية في جزيرة توتي الواقعة عند ملتقى النيلين الأبيض والأزرق وسط العاصمة السودانية الخرطوم، حيث أكدت غرف الطوارئ في توتي، استمرار الانتهاكات، مشيرة إلى نهب جميع المحلات التجارية والطعام من المطابخ المشتركة بقوة السلاح. وأطلقت لجان المقاومة هناك نداءً عاجلاً إلى منظمات العمل الإنساني للتدخل وإجلاء الأسر العالقة داخل الجزيرة، مشيرة إلى انعدام مقومات الحياة فيها.
وأشارت إلى نهب وتخريب المركز الصحي والعيادة الخارجية وجميع الصيدليات في الجزيرة المحاصرة بالجوع والمرض، بينما تمنع قوات الدعم السريع الأهالي من الخروج منها إلا بمقابل مالي ضخم. وأشارت إلى أن كل من يحاول الخروج من توتي التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع منذ بداية الحرب، يتعرض للضرب والإهانة، فضلاً عن مداهمة المنازل، والاعتقالات وطلب الفدية مقابل إطلاق سراح المعتقلين. ونوهت إلى انتشار عصابات موالية لقوات الدعم السريع تهاجم المنازل والمواطنين بالسلاح الناري والأبيض، محذرة من تفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية في الجزيرة جراء إغلاق الجزيرة في ظل ندرة الغذاء وانعدام الدواء. كما أدانت شبكة أطباء السودان عمليات النهب للمرافق الطبية والصيدليات بجزيرة توتي من قبل قوات تابعة للدعم السريع، مشيرة إلى تصاعد معاناة المواطنين المحاصرين في الجزيرة. وطالبت بسرعة رفع الحصار المفروض على المدنيين في الجزيرة منذ بداية الحرب والتوقف عن استهداف المرافق الطبية.
وفي وقت تحتدم المعارك بين الجيش السوداني وقوات الحركات المسلحة الموالية له من جهة وقوات الدعم السريع والمجموعات المسلحة التابعة لها من جهة أخرى، تتواصل تحركات القوى المدنية التي تدعو الجانبين إلى العودة إلى طاولة التفاوض.
وأشار حزب الأمة القومي إلى طرحه خارطة طريق لإنهاء الحرب وبناء مؤسسات الدولة حيث طرحتها على قيادة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مبيناً أنها تهدف إلى وقف الحرب واسترداد مسار التحول المدني الديمقراطي. بالتزامن، انعقد الاجتماع الثاني للهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” برئاسة رئيس الهيئة القيادية عبد الله حمدوك، حيث ناقش سير العمل في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” والتطورات الراهنة في البلاد.
وحذر من الأزمة الإنسانية الخانقة التي يعيشها السودانيون جراء الحرب والتي تعد الأسوأ على مستوى العالم، حيث تتزايد معدلات النزوح واللجوء والجوع بصورة تصعب معالجتها يوماً بعد يوم.
ودعا المجتمع الدولي للوفاء بالالتزامات المعلنة لتوفير المعونات الإنسانية، مطالباً الجيش والدعم السريع بإزالة كافة العوائق أمام وصول المساعدات وضمان وصولها لمستحقيها.
وأشار إلى أن البلاد تشهد تصاعداً للمواجهات العسكرية في جميع أنحائها، مشدداً على عدم وجود حل عسكري للنزاع في السودان.
ودعا الاجتماع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى تحكيم صوت العقل، والاستجابة لدعوات وقف إطلاق النار، والبحث عن حل سلمي يخاطب جذور الأزمة ويؤسس لسلام مستدام في السودان.
وأدان الانتهاكات في حق المدنيين خاصة جرائم القتل والسلب والقصف المدفعي وقصف الطيران، داعياً إلى اتخاذ كافة التدابير اللازمة لحماية المدنيين ومحاسبة الجناة.
وقالت مخرجات الاجتماع إن “عناصر تابعين للنظام السابق يستغلون بيئة الحرب التي أشعلوها مستلقين على أكتاف المؤسسة العسكرية”، مشيرة إلى أن تلك العناصر تستخدم الحرب لنشر الإرهاب وتصفية الخصوم وإعلاء خطابات العنصرية والكراهية والتضليل، ومحاربة القوى المدنية الديمقراطية عبر نشر الأكاذيب حولها وفتح البلاغات الكيدية ضد قياداتها.