روسيا ترفع طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية وتدعو الغرب لرفع العقوبات
ذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء اليوم الجمعة أن وزارة الخارجية الروسية أكدت أن قرار رفع حركة طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية “اتخذ على أعلى مستوى”. وأوضح الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى أفغانستان، زامير كابولوف، أن هذا القرار يجب أن يتبعه إجراءات قانونية متنوعة.
وأشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يوليو/تموز الماضي إلى أن روسيا تعتبر حركة طالبان حليفا لها في مكافحة الإرهاب. ودعت روسيا الدول الغربية إلى رفع العقوبات المفروضة على أفغانستان.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ضرورة تحمّل الغرب مسؤولية إعادة إعمار أفغانستان بعد الصراع، مشددا على ضرورة إعادة الأصول المصادرة إلى كابول.
وتعززت العلاقات بين روسيا وحركة طالبان منذ سيطرتها على السلطة في أغسطس/آب 2021، عقب انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان. وتحركت موسكو تدريجيا نحو إزالة تصنيف الحركة “منظمة إرهابية”، على الرغم من العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على طالبان منذ أكثر من 20 عاما.
وقال لافروف: نحث الدول الغربية على الاعتراف بمسؤوليتها تجاه إعادة إعمار أفغانستان بعد انتهاء الصراع، ورفع العقوبات المفروضة عليها، وإعادة الأصول المصادرة إلى كابول.
وشدد لافروف على أن روسيا لن تقبل أي وجود عسكري لدول أخرى في أفغانستان أو إقامة قواعد عسكرية جديدة في الدول المجاورة لها. كما أكد أهمية الحكومة الأفغانية الحالية في مكافحة إنتاج المخدرات ومحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وطالب لافروف بزيادة المساعدات الإنسانية إلى الشعب الأفغاني، وأكد أن روسيا ستواصل تقديم الدعم الغذائي والمواد الأساسية إلى أفغانستان.
وفي ختام تصريحاته، دعا لافروف الولايات المتحدة إلى إعادة الأصول الأفغانية المصادرة، محملا الغرب مسؤولية إعادة إعمار البلاد بعد الصراع.
وجاءت تصريحات وزير الخارجية الروسي خلال المنتدى الدبلوماسي السنوي الذي استضافته موسكو، والذي حضره مبعوثون من حركة طالبان ودول مجاورة.
وفي هذا السياق، أعرب رئيس جهاز الأمن الفدرالي الروسي ألكسندر بورتنيكوف عن رغبته في تعزيز “التعاون المثمر للطرفين” مع الأجهزة الأمنية الأفغانية. وكان وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي قد شارك في هذه المحادثات في موسكو.
وتأتي هذه التحركات في إطار تاريخ معقد بين روسيا وأفغانستان، حيث خاض الاتحاد السوفياتي حربا طويلة ضد المقاومة الأفغانية في ثمانينيات القرن الماضي. وساهمت تلك الحرب، المعروفة بحرب المجاهدين، في انهيار الاتحاد السوفياتي، وتعتبر حركة طالبان اليوم إحدى القوى التي كانت تشكل جزءا من تلك المقاومة.