إغلاق اليهود لمكتب الجزيرة برام الله هدفه حجب الحقيقة
نددت شبكة الجزيرة بإقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الأحد، على اقتحام وإغلاق مكتبها في مدينة رام الله بالضفة الغربية، وأكدت أن هذه الإجراءات القمعية تهدف لمنع العالم من مشاهدة حقيقة الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والحرب على غزة.
ووصفت الشبكة -في بيان لها- اقتحام مكتبها بالعمل الإجرامي، وقالت إن قمع إسرائيل المستمر للصحافة الحرة يهدف لإخفاء أفعالها في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.
وفنّد البيان الادعاءات الباطلة التي قدمتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتبرير هذه المداهمة غير القانونية، وحمّلت حكومة بنيامين نتنياهو مسؤولية سلامة صحفيي الشبكة، وتعهدت باتخاذ الخطوات القانونية لحماية حقوقها وحقوق والعاملين معها.
كما تعهدت الجزيرة بمواصلة التغطية ونقل الحقيقة بمهنية وموضوعية حتى في ظل هذه الإجراءات الإسرائيلية الرامية لإسكاتها.
تفاصيل الاقتحام
وكانت قوة مدججة بالسلاح من الجيش الإسرائيلي اقتحمت في وقت سابق اليوم مكتب قناة الجزيرة في رام الله وأعلنت إغلاقه لمدة 45 يوما دون توضيح الأسباب.
ونقلت شبكة “سي إن إن” عن مصدر أمني أن الجنود الإسرائيليين استخدموا متفجرات لاقتحام مدخل المبنى، وأكد المصدر معاينة أضرار واسعة خارج وداخل المبنى.
وجاءت المداهمة بعد 4 أشهر من إغلاق سلطات الاحتلال مكتب القناة في القدس المحتلة.
وصادرت القوات المقتحمة كل الأجهزة والوثائق مع قرار عسكري بالإغلاق بموجب قانون الطوارئ.
ودفع الجيش الإسرائيلي بشاحنات لمصادرة ونقل أجهزة التصوير والبث والوثائق من مكتب الجزيرة رغم عدم نص الأمر العسكري على مصادرتها.
ومنعت القوات المقتحمة طاقم الجزيرة برام الله والزميلين وليد العمري وجيفارا البديري من العمل وأوقفت البث.
وكانت قوات الاحتلال قد فجّرت الباب الحديدي للبناية التي يوجد بها المكتب قبل اقتحامه بقوة مدججة بالسلاح وإجبار الصحفيين والموظفين على إخلائه.
وسبق الأمرَ العسكريَّ بإغلاق مكتب الجزيرة برام الله تحريضٌ من وزراءَ ومسؤولين إسرائيليين ضد القناة.
وعند الاستفسار منها، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتسليم قرار الإغلاق بموجب قانون الطوارئ للزميل مدير المكتب وليد العمري وطلبت من طاقم المكتب المغادرة فورا.
وقد مزق جنود الاحتلال الإسرائيلي صورة الزميلة الراحلة شيرين أبو عاقلة في واجهة المكتب فور استيلائهم عليه.
ردود منددة
في غضون ذلك، توالت ردود الفعل المنددة بالاعتداء الإسرائيلي الجديد على الجزيرة.
فقد نددت منظمة “مراسلون بلا حدود”، في بيان لها، بما وصفته تحامل إسرائيل على قناة الجزيرة بعد اقتحام جنود إسرائيليين مكتبها برام الله وإغلاقه.
كما عبّرت لجنة حماية الصحفيين عن قلقها إزاء اقتحام الجيش الإسرائيلي وإغلاقه مكتب قناة الجزيرة في رام الله، وأكدت أن الجزيرة تعرضت لعدد كبير من الهجمات طوال الحرب في غزة.
كذلك عبر المعهد الدولي للصحافة عن قلقه العميق إزاء مداهمة إسرائيل وإغلاقها القسري لمكتب الجزيرة، ودعا سلطات الاحتلال لاحترام حرية الصحافة والسماح للإعلام بالتغطية بحرية في إسرائيل والضفة وغزة.
وفي السياق، علّقت المقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيزي في منشور لها عن إغلاق مكتب الجزيرة بأنه “لا يسمح بوجود شهود” على انتهاكات إسرائيل.
كما قال المدير السابق لمنظمة هيومن رايتس ووتش كينيث روث إن الجزيرة كانت أحد أهم مصادر المعلومات خلال الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة، مؤكدا أنه تم إغلاق مكتب الشبكة في رام الله لأنها كشفت القمع الإسرائيلي والفصل العنصري بالضفة المحتلة.
من جهتها، قالت كورتني رادسيتش، المحامية السابقة باللجنة الدولية لحماية الصحفيين في مقابلة مع الجزيرة، إن إغلاق المؤسسات الإعلامية انتهاك لحرية الصحافة، مؤكدة أنه لا يوجد أي مبرر لإغلاق مكتب الجزيرة في رام الله.